الأمم المتحدة: اليمن يتصدر الشرق الأوسط في وفيات الأمهات

قالت الأمم المتحدة أن امرأة يمنية تموت كل ساعتين أثناء الولادة، في ظل انهيار النظام الصحي وغياب الرعاية الطبية الأساسية.

اليمن ـ أعلنت الأمم المتحدة، في تقرير صدر اليوم الجمعة السابع من آذار/مارس أن اليمن يحتل المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط من حيث معدل وفيات الأمهات، نتيجة الظروف الصحية والإنسانية الكارثية التي تواجهها النساء بسبب استمرار النزاع المسلح لأكثر من عقد.

أكد التقرير أن امرأة يمنية تموت كل ساعتين أثناء الولادة، في ظل انهيار النظام الصحي وغياب الرعاية الطبية الأساسية، مما يجعل الحمل والولادة خطراً يهدد حياة النساء بشكل متزايد.

وأشار التقرير إلى أن اليمنيات يتحملن العبء الأكبر للأزمة، حيث يجدن أنفسهن في مواجهة يومية مع الموت أثناء الولادة أو في أثناء تقديم الرعاية لأطفالهن في ظل الفقر المدقع وانعدام الأمن الغذائي، ورغم الظروف القاسية، تواصل النساء إعادة بناء مجتمعاتهن عبر تقديم الدعم الأسري والمجتمعي، والمساهمة في جهود التعافي رغم التحديات الهائلة، مثل نقص الخدمات الصحية وتدهور الوضع المعيشي.

وحذرت المنظمة الدولية من أن استمرار الصراع وتراجع الدعم الدولي لبرامج الصحة الإنجابية وخدمات الطوارئ يهدد بتفاقم الكارثة، خاصة مع تضاعف أعداد النازحين وتدمير أكثر من 50% من المرافق الصحية، وأكد التقرير أن وفاة امرأة كل 120 دقيقة أثناء الولادة يمثل جرس إنذار خطيراً يستوجب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لاحتواء الأزمة ومنع تفاقمها.

ورغم هذه الأوضاع المأساوية، يبرز التقرير قصص كفاح لنساء يمنيات يواجهن الأزمة بشجاعة، حيث تمكنّ عبر مبادرات محلية من إنقاذ حياة مئات النساء من خلال تقديم الرعاية الصحية الأولية إلا أن هذه الجهود تبقى محدودة أمام حجم الكارثة، في ظل غياب الدعم الدولي الكافي واستمرار تدهور البنية التحتية الصحية.

ودعا التقرير المجتمع الدولي إلى توفير تمويل عاجل لدعم المراكز الطبية، وتدريب الكوادر الصحية، وتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، محذراً من أن تأخير الاستجابة سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد تصنفه الأمم المتحدة على أنه يعاني من أسوأ كارثة إنسانية في العالم.

يأتي هذا التحذير الأممي في وقت تشهد فيه اليمن ارتفاعاً مقلقاً في معدلات سوء التغذية بين الحوامل والمرضعات، مما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني ويهدد حياة الآلاف من النساء والأطفال، في ظل غياب حلول واضحة لإنهاء الصراع أو تحسين الوضع الصحي.