الإعلاميات السودانيات تعملن من أجل تحقيق السلام
ناقشت إعلاميات سودانيات خلال ورشة تدريبية، دورهن في نشر ثقافة السلام المجتمعي، وكيفية نبذ العنصرية وتغيير المفاهيم المجتمعية.
ميرفت عبد القادر
السودان ـ يتميز السودان بتعدد الأثنيات والثقافات والأعراف والتقاليد التي تختلف في مجملها في أنحاء الولايات السودانية وكذلك اختلاف اللهجات المحلية التي تتميز بها كل منطقة وقبيلة عن الأخرى.
رغم أن الاختلاف يعد تميزاً كبيراً للسودان، إلا أنه كان واحداً من أسباب النزاعات الداخلية والأحداث الدامية التي حدثت في عدة مناطق في السودان على مر السنين، حيث ظهرت في الآونة الأخيرة كثير من المنظمات المجتمعية المحلية والمدعومة عالمياً لإعلاء صوت السلام ونبذ العنصرية والقبلية وتقبل الآخر خاصة بعد النزاع الذي مازال رحاه طاحنة تخوفاً من نشوب صراعات داخلية أخرى وحروب قبلية لا سيما بالمناطق الآمنة.
لذلك نظمت رابطة صحفيون من أجل الإنسانية ورشة تدريبية بعنوان "دور الإعلاميات في تعزيز ونشر ثقافة السلام في المجتمع" على مدار يومي 8 و9 كانون الثاني/يناير الجاري، بمدينة بورتسودان.
ناقشت الإعلاميات خلال الورشة كيفية نبذ العنصرية وتغيير المفاهيم المجتمعية فيما يخص نبذ الكراهية والعنصرية وتقبل الآخر وتقريب وجهات النظر، مؤكدات على أهمية دور الإعلامية في تحقيق سلام مجتمعي رغم التحديات التي تواجهها في المجتمع.
وحثت المشاركات على ضرورة بذل قصارى جهودهن من توعية وتثقيف وتنظيم ورش من أجل تحقيق سلام مجتمعي وتعايش سلمي ونبذ خطاب الكراهية، مؤكدات على ضرورة تحسين أسلوب الخطاب الموجه عبر وسائل الإعلام بما يخدم تحقيق سلام ووحدة البلاد، ودورها في نشر ثقافة السلام إذا ما تم توجيهها بطريقة سليمة.
كما ناقشن أهم التحديات التي تعيق عملهن وأبرزها التمييز على أساس النوع الاجتماعي وعدم المساواة في الفرص والمستحقات مقارنة بأقرانهن، إضافة لعدم تعاون المؤسسات والمجتمع معهن لتحقيق ذلك.
ولفتن إلى أنهن تعانين من القيود الاجتماعية وعدم تفهم المجتمع لعملهن والتقليل من شأنهن وعدم تفهم دور الإعلامية في المجتمع السوداني الذي ما يزال يصفهن بالضعف، مطالبات بتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة وتوفير الدعم النفسي والمعنوي لهن لتحقيق السلام.
وعلى هامش الورشة أكدت الناشطة في مجال حقوق المرأة مروة الحاج على أهمية دور المرأة السودانية بمختلف مجالاتها بصفة عامة والإعلامية بصفة خاصة في تحقيق السلام رغم المعيقات التي تواجهها.
ودعت للاستفادة من التنوع والتعدد العرقي والإثني في السودان في الوحدة والنهوض بالسودان بعد هذا النزاع المدمر، لافتةً إلى أن هناك انتشار متعمد لخطاب الكراهية وسط المجتمع، لذلك يجب الانتباه له، وتفعيل سيادة حكم القانون.
كما شكت مروة الحاج من نظرة المجتمع للمرأة ووصفها بالنقص والتقليل من جهودها وإعاقة السلطات المسؤولة والأمنية لعملها.