الاحتلال التركي يعتدي على مقدسات الشعب... والأهالي يرفضون انتهاكات المحتل
أعربت نازحات وأمهات المقاتلات اللواتي استشهدن في مقاطعة منبج المحتلة عن موقفهن حيال انتهاكات الاحتلال التركي في منبج.
سيلفا الإبراهيم
مركز الاخبار ـ ردود فعل غاضبة تدين انتهاكات الاحتلال التركي بحق مزار الشهداء وتحطيم صورهم وهم يتفاخرون، بصورة منافية للأخلاق وقيم المجتمع والدين.
أقدم مرتزقة الاحتلال التركي منذ أيام على تدمير أضرحة الشهداء في مقاطعة منبج المحتلة في إقليم شمال وشرق سوريا، بأسلوب منافي للأخلاق، وتداولت فيديوهات انتشرت على مواقع التواصل الافتراضي توثق ذلك، ويقع مزار الشهداء جنوب مقاطعة منبج على الطريق الدولي، وتوجد فيه غرفة خاصة، عُلّقت فيها صور شهداء منبج وريفها تخليداً لروحهم وتكريماً لتضحياتهم في الدفاع عن المدينة وأهلها، وعلى إثر هذه التجاوزات بحق مقدسات الشعب وشهداء المنطقة توالت ردود الفعل المشجبة لهذه الانتهاكات.
تقول يسرى محمد شريف من مدينة قامشلو في إقليم شمال وشرق سوريا وهي والدة نسرين التي استشهدت في عام 2016 أثناء مشاركتها كمقاتلة في حملة تحرير مقاطعة منبج من داعش "نتألم لشهادة أبنائنا وبناتنا ولكن هذا لا يثير الخوف في نفوسنا، مثلما تثير صور شهدائنا مخاوف الاحتلال التركي حيث أنه يقوم بتحطيمها وتمزيقها وحرقها بأسلوب منافي للأخلاق".
وأضافت "كانت ابنتي والشهيدات والشهداء أمثالها السد المنيع لمنع هذا التوسع ولأننا مؤمنين بأخوة الشعوب، بناتنا قاومن حتى حررن منبج والرقة ودير الزور، ويجب على من يساعد المرتزقة ويخون دماء الشهداء مراجعة أنفسهم والتفكير بمنظور إنساني كما نظرنا لذلك ودفعنا فلذات أكبادنا في سبيل تحريرهم"، مؤكدة أن "هذه الأساليب الدنيئة لن تثنينا عن مقاومتنا ونضالنا وتضامننا مع أبناءنا وبناتنا المقاتلين".
بتخريبها لأضرحة الشهداء تركيا "تنتقم" لداعش
وحول الانتهاكات والاعتداءات التي تمارسها مرتزقة الاحتلال التركي في مقاطعة منبج المحتلة، قالت نجمة إبراهيم النازحة من منبج إلى مدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا "هاجمت مرتزقة الاحتلال التركي مقاطعة منبج بشكل وحشي مما أجبر الأهالي على النزوح منها، وذلك خوفاً من ممارساتهم واعتداءاتهم على المدنيين التي شهدوا عليها في المناطق المحتلة".
وقارنت بين داعش ومرتزقة الاحتلال التركي قائلة "الطريقة التي احتلوا بها منبج وهجماتهم على سكان المنطقة تتشابه مع هجمات وممارسات داعش"، منددة بالانتهاكات التي تشهدها المنطقة من قتل وتعذيب وسرقة وتخريب أضرحة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تحرير منبج من داعش "الاحتلال التركي ومرتزقته ينتقمون لهزيمة داعش في هذه المناطق وبشكل خاص من مدينة كوباني وسد تشرين".
وعن المشاهد التي تداولت على مواقع التواصل الافتراضي لتخريب صور الشهداء في المزار، قالت "لا يوجد في العالم بأسره أي مبررات للاعتداءات على أضرحة الشهداء والمدنيين كذلك، تلك المشاهد تذكرنا بحقبة داعش الذي فعل ذلك أثناء سيطرته على منبج ومناطق أخرى من إقليم شمال وشرق سوريا، حيث قام بتخريب القبور والاعتداء والتنكيل بالجثث، لذلك ما تشهده منبج اليوم هو دليل واضح للعالم بأن الدولة التركية ومرتزقتها تعيدان نهج داعش".
وأشارت نجمة إبراهيم إلى معنى وأهمية الشهداء بالنسبة لهن كنساء "قبل هجوم المرتزقة على منبج كنا نعيش بسلام وأمان بفضل تضحيات الشهداء واليوم تقدم المرتزقة على تخريب هذه الأضرحة بحجة الدين أي دين يسمح بتخريب وتدمير الأضرحة؟، شهداءنا هم مقدساتنا فبفضلهم وصلنا لهذه المرحلة وانتصرنا على الأعداء".
وفي ختام حديثها، تساءلت نجمة إبراهيم "لماذا العالم يبقى صامتاً حيال ما تفعله الدولة التركية بحق شعب إقليم شمال وشرق سوريا؟، أين هي منظمات حقوق الإنسان؟ أين الدول التي تدعي الإنسانية والديمقراطية؟".