الإحصاء الفلسطيني يستعرض أوضاع غزة والضفة خلال عام
شنت القوات الإسرائيلية حرباً على قطاع غزة استهدفت فيها البشر والمباني والبنية التحتية الحيوية، خلفت خلالها قرابة 42 ألف قتيل وما يزيد عن 97 ألف مصاب.
مركز الأخبار ـ استعرض الإحصاء الفلسطيني الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بعد مرور عام كامل على الحرب على قطاع غزة والضفة الغربية.
خلال استعراض الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أمس الأحد 6 تشرين الأول/أكتوبر للأوضاع في غزة والضفة الغربية على عدة أصعدة بعد مرور عام كامل على الحرب، أكد أن المدن تحولت لإنقاض وأحياء كاملة أصبحت أثراً وعائلات كاملة مُحيت اسماؤها من السجل المدني، خسائر بشرية ومادية مدمرة إلى جانب الاعتقالات والمداهمات والهجوم لا زال مستمراً على جميع أنحاء القطاع.
كما ذكر المركز "أن 41 ألف 615 قتيلاً وأصيب 96 ألف و359 آخرين حتى نهاية شهر أيلول/سبتمبر الماضي من العام الحالي، وفي الضفة الغربية قتل 719 شخصاً وأصيب 5 آلاف و750 آخرين، هذا وقد أجبر السكان على الفرار مرات عدة من منازلهم تحت وطأة الإكراه ليسكنوا الخيام ومراكز اللجوء محاصرين بين جدران الفقر والحرب، ونتيجة لذلك أصبح أكثر من 17 ألف طفل يتيماً وفقدت ما لا يقل عن 15 ألف امرأة حياتهن، وتحول الحصول على الطعام حلماً والحصول على لقمة العيش كفاحاً مريراً".
كما أكد أنه "على مدى الأشهر الـ 12 الماضية تم اعتقال الآلاف من الرجال والنساء والأطفال في الضفة الغربية والقطاع بشكل غير قانوني من قبل القوات الإسرائيلية، إضافة إلى تشريد عشرات الآلاف، وأثر الحرب تجلى بشكل واضح على قطاع الصحة والتعليم حيث تسببت بآثار طويلة الأمد على التنمية التي تعد ضرورية للاستقرار الاقتصادي في المستقبل والوقاية من الأمراض، فمنذ اليوم الثاني للحرب تدهور بشكل مأسوي مما أدى لوفاة 16 ألف و891 طفلاً و11 ألف و458 امرأة و986 من العاملين في مجال الرعاية الصحية، كما تشير التقديرات إلى أن قرابة 17 ألف طفل لم يحصلوا على التطعيمات الروتينية الأمر الذي أدى إلى انتشار عدد من الأمراض الوبائية أبرزها مرض التهاب الكبد الوبائي، كما تم تدمير المستشفيات والمراكز الصحية مما أدى لانهيار الأنظمة الصحية، وبالتالي فإن الأزمة الصحية تهدد حياة النساء الحوامل بسبب نقص الرعاية الصحية منهن 60 ألف امرأة حامل معرضة للخطر و13 ألف و649 أخريات متوقع أن تنجبن خلال الشهر القادم كما تواجه 155 ألف حامل ومرضعة تحديات صعبة في الوصول والحصول على خدمات ما قبل الولادة وبعدها".
وأضافت الإحصائية أن "سوء التغذية يهدد صحة النساء والأطفال فـ 96% من السكان البالغ عددهم مليونين و15 ألف يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى الشهر المنصرم، من بينهم حوالي 49 ألف و300 امرأة حامل، كما يواجه 22% من السكان مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد منهم 11 ألف امرأة حامل، بالإضافة لـ 3 آلاف طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء و36 طفل لقوا حتفهم نتيجة المجاعة وسوء التغذية".
وأكد المركز الفلسطيني أن "التعليم بات ترفاً غير متاح فكل قذيفة تنفجر ينهار على خلفيتها حق الإنسان في الحياة الطبيعية، فبحسب وزارة التربية والتعليم فقد تعرضت 122 مدرسة وجامعة للتدمير الكلي و334 مدرسة وجامعة دمرت جزئياً حتى نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، إلى جانب معاناة القطاع من كارثة اجتماعية وإنسانية وبيئية واقتصادية بسبب انكماش القاعدة الإنتاجية وتشويه الهيكل الاقتصادي، بالإضافة لانعدام الوصول لمياه الشرب الآمنة حيث يعيش المدنيين على خُمس كمية المياه المتاحة قبل الحرب وهي أدنى من الكمية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية لتلبية حاجة الفرد من المياه، إلى جانب تكدس النفايات مما جعل التعامل مع هذه الكميات الهائلة صعباً".