الإعاقة ليست النهاية... ريناس جلال تروي حكاية نجاحها

رغم فقدان بصرها، استطاعت ريناس جلال أن تثبت نفسها في مجال الإعلام والحرف اليدوية بإبداع، مؤكدةً أنه "لا يمكن لأي عائق جسدي أو صحي أن يقف في طريق تقدمي المهني".

هيلين أحمد

السليمانية ـ للنساء تاريخ طويل في الحرف اليدوية، إذ أن العمل اليدوي في معظم المجتمعات يُعدّ حلماً وطموحاً للكثيرين، وغالباً ما يرتبط بسلوك يهدف إلى إنتاج أدوات مختلفة داخل المنازل أو لتوفير سبل العيش من قبل أولئك الذين يمتلكون المهارات والإبداع.

تبذل النساء جهوداً كبيرة في مجال الحرف اليدوية، حيث يسعين من خلالها إلى تأمين لقمة العيش، منهن ريناس جلال، ذات الـ 35 عاماً، تابعت دراستها حتى الصف التاسع من التعليم الأساسي، ثم اضطرت إلى ترك الدراسة بسبب ظروف المعيشة، وهي الآن أم لأربع بنات، وقد أصبحن بمثابة عيون والدتهن كي تُنجز أعمالها اليدوية بأفضل شكل ممكن.

عملت لأكثر من عام كمقدمة برامج، كما أنها من خلال جمعية "ضوء القلب" الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، تسعى إلى العمل في مهنة لها. منذ عدة سنوات، تبذل جهوداً في المنظمة لتعلم الحرف اليدوية، وهي حالياً من خلال صفحتها التي تحمل اسم "Renaz Design"، تعمل على تأمين احتياجات النساء.

 

"غياب أحد أعضاء جسدي لم يكن عائقاً أمام عملي"

ريناس جلال، من ذوات الاحتياجات الخاصة، تعمل منذ عدة سنوات في خياطة الحقائب اليدوية والإكسسوارات، والآن من خلال جمعية "ضوء القلب" استطاعت أن توفر لنفسها فرصة عمل "منذ أكثر من عامين وأنا أعمل على تعلم مهنة الخياطة على يد عدد من الأساتذة المختصين في جمعية ضوء القلب، وكنت سابقاً أعمل كمقدمة برامج في إذاعة كركوك في برنامج اجتماعي عام 2010، ولم يكن فقداني للبصر يوماً عائقاً أمام عملي أو اختياري للدورات التدريبية المناسبة لي".

وأوضحت "حالياً، من خلال صفحتي، يطلب الزبائن مني صناعة الحقائب اليدوية والعديد من الأعمال الأخرى، وهم يثقون كثيراً في الألوان والتصاميم التي أقدمها، بناتي يساعدنني أثناء العمل، وصعوبتي تكمن في التعرف على الألوان أثناء التصنيع، لكن عندما يحددون لي الألوان، تساعدنني بناتي في ذلك، العمل فيه بعض الصعوبة، لكن حبي له ذلل العوائق أمام عملي".

وبينت "عندما كنا نتعلم الحرفة، كان الأستاذ يمسك بأيدينا ويعلمنا كيف نستخدم الأدوات، الآن، في صناعة الحقائب، أستفيد من إرشادات أساتذتي، في البداية، يجب أن تُربط الأدوات بدقة، ثم نبدأ العمل من خلال اختيار التصميم، وبعدها لدينا عدة أنواع من الحقائب: السوقية والمصنوعة يدوياً، والزبائن يفضلونها، حيث يطلبون الحقائب التي يريدونها من خلال إرسال طلباتهم، ثم تخبرني بناتي ما هو التصميم واللون المطلوب، فأشتري احتياجاتي عبر الإنترنت، ثم أبدأ بصناعة المنتجات المطلوبة".

وعبرت ريناس جلال عن قلقها بالقول "أحياناً أشعر أنني لا أستطيع تنفيذ التصميم الذي يريدونه، لكنهم يرون أن أعمالي جميلة، لذلك يطلبون مني أن أخصصها لهم، حالياً، لدي حقيبة جاهزة باللون الأزرق، صنعتها بأجمل شكل وبنفس التصميم المطلوب".

 

"لا ينبغي أن تكون هناك أية عوائق صحية أو جسدية تمنع التعبير"

وقالت ريناس جلال إن "فتح المعارض بالنسبة لنا نحن النساء المبدعات هو عمل ضروري، نقوم به من خلال تنظيم المهرجانات، فنحن بحاجة إلى وجود هذه المهرجانات لكي نعرض منتجاتنا بشكل أوسع، من خلال هذه التنظيمات، نحصل على الدعم لمواصلة العمل، ونحن دائماً نسعى لأن يتمكن الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة من تأمين معيشتهم من خلال عملهم".

وتآمل ريناس جلال أن يتمكن جميع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال هذه الأنشطة العملية من السعي لتحقيق النجاح، وألا تكون هناك أية عوائق صحية أو جسدية تمنعهم من المضي قدماً في عملهم، وألا يبقوا في زوايا مظلمة من حياتهم، لقد تمكنت من أن أكون صاحبة عمل بفضل دعم ومساندة عائلتي، ويجب على العائلات أن تدعم الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، لكيلا تصبح ظروفهم سبباً في انهيارهم النفسي والجسدي.