اختتام دورة تدريبية حول الانتخابات البلدية اللبنانية

اختتمت دورة تدريبية ضمن مشروع "إنجح مع النساء" حول استراتيجيات الحملة الانتخابية على المستوى البلدي، وبهدف زيادة نسبة المشاركة السياسية للنساء ووصولهن لمواقع صنع القرار.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ ضمن مشروع "إنجح مع النساء" الذي استمر لمدة سنتين ونصف السنة، لدعم مشاركة المرأة في السياسة على المستوى البلدي، وبهدف التحضير للانتخابات البلدية القادمة في 15 أيار/مايو 2023، اختتمت دورة تدريبية استمرت ثلاثة أيام في بيروت، وشملت أكثر من 25 مرشحة للانتخابات البلدية.

تم تنظيم الدورة التدريبية التي اختتمت أمس الاثنين 30 كانون الثاني/يناير، بالمشاركة بين منظمة "الشركاء الدوليين للحوكمة وتعزيز السياسات التمثيلية" وبالتعاون مع "الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب"، وتمحورت الدورة التدريبية حول عدة أمور منها الاستفادة من خبرات بعضهن البعض والتشبيك بين النساء، بهدف توحيد الجهود الرامية للنجاح بالوصول إلى زيادة وصول النساء إلى مواقع صنع القرار والحوكمة المحلية.

وفي هذا المجال، فمن الجدير ذكره أنه من المقرر أن تكون الانتخابات البلدية في 15 أيار/مايو 2023، وقد تم التمديد للمجالس البلدية من العام السابق لمدة سنة، وستكون على القانون الأكثري بصوت جمعي خلافاً للانتخابات النيابية التي كانت على قانون نسبي لائحة بصوت تفضيلي، حيث يغلب على الانتخابات البلدية الطابع العائلي مع اختلاف في تأثير الأحزاب السياسية بين قرية وأخرى بالنسبة لنتائج الترشيحات، مع تردد أصداء لشكوك حول إمكانية إجراء انتخابات بلدية وسط الأزمة السياسية الممثلة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية الطاغية، وانهيار سعر الليرة اللبنانية إلى نسب غير مسبوقة.

واشتمل برنامج الدورة التدريبية في يومها الأول جدول الأعمال والقواعد الأساسية والتوقعات، وجدول التدريب للمرحلة القادمة والممتدة على فترة ثلاثة أشهر للمرشحات بين 15 آذار/مارس، و15 أيار/مايو وهو موعد الانتخابات البلدية والتي ستقدمها الجهات المنظمة للمرشحات حول نظام الانتخابات البلدية، وتخطيط الحملات، والتركيز على أهداف واستراتيجيات الحملات الانتخابية المختلفة وفقاً لاحتياجات قرية وبلدة ومدينة كل مرشحة، وإدارة البيانات، ومكونات الخطة الانتخابية المختلفة وتطويرها.

وفي اليوم الثاني، تمحورت الجلسات حول تحديد واستهداف الناخبين، وتحليل الاحتياجات المجتمعية والمشاكل المختلفة، وكيفية تطوير العلامات التجارية الشخصية لكل مرشحة، وتطوير الخطاب والفريق الانتخابي، وغيره من الأمور الأساسية للحملة الانتخابية.

وفي اليوم الثالث، اشتمل البرنامج على تقنيات واستراتيجيات التواصل مع الناخبين، ووضع خطة شاملة للحملة الانتخابية ومنها خلال الـ 15 يوماً السابقة للانتخابات، وتحديد للميزانية وتنسيق للمتطوعين وإدارة وتنسيق الحملات، ومناقشة أدوات التواصل المختلفة ومنها وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية إنشاء تواصل عضوي، وكيفية جمع التبرعات للحملة، واختتمت بجلسة مناقشة حول أسئلة مختلفة من المرشحات.

وعن ذلك تقول المرشحة للمجلس البلدي في العاصمة اللبنانية بيروت إيغار خضرا لوكالتنا "خضعت لهذه الدورات المختلفة لتمكين نفسي بهدف خدمة مدينتي بيروت، ومعرفة احتياجات سكانها. أشاهد حاجات مدينتي وسكانها، ولكن أصواتنا لا تصل فما العمل؟ فأقل ما يمكن فعله، هو أن أستطيع إيصال أصوات الناس التي تطالب بحقوقها، مثل النقل العام المشترك، الأرصفة، الإضاءة في الشوارع، وهي بعض حقوقنا كمواطنين، علماً أن بلدية بيروت بلدية غنية للغاية، ولكن سوء إدارتها أدى إلى انهيارها".

وأضافت "هذا التدريب، وضع لنا الاستراتيجية والأهداف، وكيف نستطيع تمثيل أهلنا في المجلس البلدي وهو طموحي، والمعلومات التي أخذتها آمل أن تمكنني من خوض معركتي الانتخابية الآن".

 

 

من جهتها، قالت المرشحة عن مدينة بعلبك هنادي خزعل "عملنا وتجربتنا في العمل الاجتماعي والتنموي والسياحي في مدينتنا غير مسبوق لذلك طُلب منا أن نكون ضمن المجلس البلدي، كمجلس بلدي ظل، خصوصاً وأن عددنا مماثل لعدد أعضاء المجلس البلدي وهو 15، وبدأنا بالتشارك مع البلدية بالاجتماعات والمشاريع، ولكن كان هناك مشاكل واجهتنا من قبل بعض أعضاء المجلس البلدي، وواجهنا صعوبات من تنمر وعدم إشراكنا في اجتماعات خاصة بالبلدية، وعدم الرغبة بوجودنا وبطرق عديدة".

وأضافت "من المشاريع التي قمنا بها، تنظيف حجر الحبلى وهو حجر ضخم للغاية في مدينة بعلبك، والإضاءة عليه من ضمن السياحة في المدينة، وكذلك مغر الطحين وغيرها من المعالم غير المعروفة، بحيث يستقطب السياح أسوة بمعالم وآثار بعلبك المعروفة".

وفي ختام حديثها قالت هنادي خزعل "نشاطنا حالياً محدود للغاية، بسبب انتقال السلطة إلى رئيس بلدية آخر حيث يتم تقاسم مدة ولاية الرئيس على ثلاثة سنوات لكل من الفائزين بالانتخابات السابقة، ونأمل أن تؤدي هذه التدريبات إلى وصول إحدى النساء أو أكثر إلى المجلس البلدي لنتمكن من خدمة بعلبك".

 

 

وبدورها قالت المرشحة عن مدينة صيدا المهندسة سهاد عفارة "ترشحت في عام 2016 للانتخابات البلدية لمدينة صيدا، وهي المدينة المعروفة بوجهها السياحي والثقافي وبخصوصيتها وتفردها، وكان هدفي من الترشح تقديم الأفضل لمدينتي وأهلها، سواء من منطلق اختصاصي في مجال الهندسة المعمارية لتقديم شيء جديد لتطوير مدينتي".

وأضافت "بعد خسارتي الانتخابات، وعلى الرغم من هذه الخسارة، اعتبرت نفسي من بلدية الظل، ولم أتخلَّ يوماً عن مسؤولياتي، ولا عن الـ 7500 صوتاً الذين وضعوا ثقتهم بي، ومن هنا حملت الملف البيئي لمدينتي، والتنظيم المدني لصيدا والمشاريع القائمة فيها بناء على خبرتي في مجال الهندسة، فالوضع الراهن يجبرنا على التفكير بتداعيات الأزمة الاقتصادية على مدينتا وبلدنا وقبل كل شيء، ومنها أزمة النفايات والصرف الصحي، لذا قمت بتجهيز مشروعي وقدمته للبلدية حول معالجة جذرية لهذه الأزمات".

 

 

وأشارت الناشطة السياسية والعضو في البرلمان البريطاني جاكي سميث إلى أنها سعيدة بوجودها في لبنان وفي هذا البرنامج التدريبي الهام، وضرورة المشاركة السياسية للنساء على كافة الأصعدة، ومشاركة اللبنانيات في تجربتها الخاصة عبر ترشحها 8 مرات للانتخابات وفوزها في خمس منها.

وأضافت "إن استطاعت المرأة الانضمام إلى كافة المجالات، وفي كل أنحاء العالم، سواء على مستوى الحكومة المحلية أو في مجال التشريعات أو النيابة أو الحكومة، فهذا يساهم بتقوية البلاد والسياسة، وفي نهاية الأسبوع تكلمنا عن عملية كون المرأة مرشحة للانتخابات البلدية، وكيفية التخطيط والتمويل وجمع التبرعات وكذلك تطوير رسالة الترشح والتواصل مع المقترعين وغيرها من الأمور الهامة".

 

 

ومن جانبها قالت المدربة فيكتوريا الخوري زوين "انطلق هذا البرنامج منذ حوالي سنتين ونصف السنة مع النساء لتحضير برامجهن الانتخابية على المستوى المحلي، والمشاريع التي تنوين العمل عليها، لأنهن تعرفن مناطقهن وبلداتهن وحاجاتها وما يريده الناس في مجتمعهن، وكذلك لمعرفة قدراتهن وخبراتهن، وتحضيرهن للانتخابات البلدية أو أي انتخابات تنوين الترشح لها".

وأضافت "ما يميز هذا التدريب وهذا اليوم بالذات أن هناك عضوات من حملتهن الانتخابية تخضعن لهذا التدريب، وتعملن معاً لوضع خطة انتخابية متكاملة وبرنامج انتخابي شامل، وجمع الأفكار لتكون الحملة الانتخابية مختلفة وتراعي ما يحتاجه المواطنون، وبحيث تظهر المشاريع التي ستطرحها المرشحات لبلداتهن ومدنهن، والحلول للمشاكل التي تعاني منها".