إحياء ذكرى الشهيدتين هيرو بهاء الدين وكلستان تارا في السليمانية

زار مجموعة من الصحفيين والصحفيات ضريح الشهيدة هيرو بهاء الدين وكلستان تارا، التي فقدت حياتها أثناء أداء واجبها المهني إثر استهداف مباشر من قبل طائرة مسيرة تابعة للاحتلال التركي.

السليمانية ـ جددت الصحفيات اللواتي شاركن في مراسم استذكار الشهيدة هيرو بهاء الدين وكلستان تارا، العهد على مواصلة الطريق الذي سلكته الشهيدتان، مؤكدات أن رسالتهما في نقل الحقيقة والدفاع عن قضايا الحرية ستبقى حية في ضمير الصحافة الحرة.

شهدت مقبرة قرة توغان بمدينة السليمانية في إقليم كردستان، اليوم الخميس 21 آب/أغسطس، مراسم إحياء الذكرى السنوية لاستشهاد الصحفيتين هيرو بهاء الدين وكلستان تارا، اللتين فقدتا حياتهما في 23 آب/أغسطس من العام الماضي. 

وشارك في مراسم الاستذكار عدد من زملاء وأصدقاء الشهيدة هيرو بهاء الدين من الإعلام الحر، إلى جانب عوائل الشهداء ونشطاء مدنيين، وبحضور ممثلين عن شركة الإعلام "جتر"، مؤكدين على استمرار التمسك بقيم الحرية والعدالة التي ناضلت من أجلها الصحفيتان.

ويجدر بالذكر أنه تم استهداف الصحفيتين خلال تنفيذ مهمة إعلامية ضمن مشروع "الإعلام الحر"، كان فريق من صحفيي شركة "جتر" يعمل على إنتاج برامج تلفزيونية في منطقة سيد صادق بمدينة السليمانية، وأثناء هذه المهمة، تعرضت سيارة الفريق لهجوم بطائرة مسيّرة تابعة للاحتلال التركي، ما أسفر عن استشهاد الصحفيتين كلستان تارا وهيرو بهاء الدين، في انتهاك صارخ لحرية الصحافة، حيث وقعت الحادثة أثناء أداء الصحفيتين لواجبهما المهني، في سياق تغطية إعلامية سلمية تهدف إلى نقل الواقع وتوثيق الأحداث.

 

"كلستان تارا وهيرو بهاء الدين كانتا صوت الحرية والحقيقة"

وقالت الصحفية سنور رحمان، وهي زميلة الشهيدتين كلستان تارا وهيرو بهاء الدين، أن تاريخ الشعب الكردي في هذه المنطقة لطالما واجه الهجمات والاحتلال، وأن الكردي الحر دائماً يسعى لنقل صوت الحرية إلى العالم "الصحافة الحرة كانت جزءاً من نضال الأحرار، حيث سعى الشعب الكردي والمناضلون من خلال الإعلام الحر إلى تحقيق النضال ونيل حرية أرضهم".

وأضافت "إن الصحفيين الأحرار دائماً يضحون بأنفسهم في سبيل نقل صوت الحرية، واليوم، ونحن نقترب من الذكرى السنوية لاستشهاد هيرو بهاء الدين وكلستان تارا، نستذكر كيف استشهدتا أثناء أداء واجبهما في نقل صوت الحقيقة، فقد كانتا صحفيتين تحملان رسالة الحرية والحقيقة".

وأكدت على أنهم لن يتراجعوا عن نقل الحقيقة "استشهادهما يعيدنا إلى لحظة المواجهة مع الدولة التركية المحتلة، لكن في الوقت الراهن، هناك حديث عن قضية السلام في الشرق الأوسط، ولذلك فإن وجود وبناء قضية السلام يجب أن يستند إلى دماء شهدائنا الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحقيقة، لأنهم وهبوا أرواحهم من أجل وحدة الحياة والكرامة".

 

"نحن نرى أنفسنا امتداداً لطريق الشهيدة هيرو وشهداء درب الحرية"

ووقفت الصحفية هيشوو شوانە أمام ضريح الشهيدة هيرو بهاء الدين، لتجدد العهد باسم الإعلام الحر، مؤكدةً أن درب الحقيقة لا يُمحى، وأن صوت الحرية لا يُسكت "في مثل هذا اليوم، نُحيي ذكرى من حملت قضايا المرأة والكرامة بشجاعة، من وقفت في وجه الظلم، وواجهت الخطر بقلمها وعدستها. هيرو لم تكن مجرد صحفية، بل كانت صوتاً حياً للحق، ورمزاً للنضال الإعلامي الحر".

وأضافت "نحن الصحفيون الأحرار، حين نزور ضريح شهيدة الإعلام، لا نرثيها فقط، بل نُجدد العهد، فالسلطة تخشى من الصحفي الحر، وتظن أن القمع والاغتيال قادران على إسكات الحقيقة، لكنها واهمة، فالحقيقة لا تُدفن، وهيرو ليست وحدها، فهناك المئات ممن يحملون رسالتها ويواصلون المسير. نحن امتدادٌ لطريق شهدائنا، وسنواصل النضال بأقلامنا الحرة، من أجل الحرية، من أجل صوت المرأة، ومن أجل الحقيقة. شهداء درب الحرية سيبقون دائماً في ذاكرتنا، وسيظلون مناراتٍ تضيء لنا الطريق".