احتجاجات مستمرة... 'كل النساء امتداد لأصوات بعضهن البعض'

أثارت حادثة مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، ردود فعل من كافة الدول.

مركز الأخبار ـ اندلعت احتجاجات في العديد من البلدان العربية على مقتل مهسا أميني، كما أصدرت بيانات وتنديداً كثيرة استنكاراً لهذه الجريمة، مؤكدات أن "النساء هن امتداد لأصوات بعضهن البعض".

احتجت مجموعة من عضوات حركة "وحدة وتضامن نساء أفغانستان" في كابول، اليوم الاثنين 19أيلول/سبتمبر، تنديداً بمقتل الإيرانية مهسا أميني 22 عاماً على يد شرطة الأخلاق بسبب الحجاب، وأكدن "نحن النساء امتداد لأصوات بعضنا البعض".

وقالت المحتجات أن الوضع في أفغانستان، مثل الوضع في إيران، شكلوا شرطة دينية باسم "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وألزموا النساء بارتداء النقاب، حيث قام المسؤولون الدينيون في طالبان بجلد العديد من النساء بسبب عدم ارتداء الملابس المفروضة، كما تم اعتقال عدد من المحتجات على ارتداء الملابس الإلزامية.

وأكدت المحتجات أن "مهسا هي رمز للشجاعة والإنسانية والحرية أمام الجماعة المتطرفة. تعتمد أنظمة طالبان في أفغانستان وإيران على المرأة، اللعنة على مثل هذه الحكومات الاستبدادية والديكتاتورية".

وأوضحن أن نساء أفغانستان وإيران محتجزات ويتم تعذيبهن لارتكابهن جريمة كونهن نساء، ورددن شعارات بأنهن "جميعاً مهسا أميني".

كما أعلنت مجموعة ناشطات في مجال حقوق المرأة تضامنهن مع عائلة مهسا أميني وأهل كردستان، وكتبن "منذ عدة أيام نحزن على مهسا أميني التي قتلت ظلماً على يد جهاز القمع باسم الدين والقانون. كل واحدة منا كان يمكن أن تكون مهسا أخرى، تقتل فقط من أجل الحق في الحياة وبسبب القوانين الصارمة، كل يوم يسرقون خبزنا بذرائع مختلفة ويسرقون حياتنا في المنزل وفي الشارع وفي السجن، حتى إنهم يحرموننا من الحق في الحداد على الموتى".

وأعربت نقابة المعلمين في محافظة فارس بإيران من خلال إصدار بيان عن احتجاجها على مقتل مهسا اميني، وطالبت بإخراج دورية الإرشاد من الشوارع وإلغاء القانون القاسي واللاإنساني للحجاب الإجباري.

وجاء في بيان نقابة المعلمين "دفع نبأ وفاة فتاة في معتقل دورية الأخلاق الشعب مرة أخرى لصدمة كبيرة وحزن على إيران ككل، هذا الحادث لو حدث في أي مكان على هذا الكوكب، لكان الجناة والقادة المباشرون قد طردوا واعتقلوا على الفور. عقد قائد الشرطة مؤتمراً صحفياً واعتذر لأهالي البلاد ووعد بالتحقيق في هذه القضية على الفور لكن في إيران، تم حشد جميع عناصر الحكومة لتقول إن هذه الفتاة الصغيرة أصيبت بنوبة قلبية وسكتة دماغية في نفس الوقت، أو أنها مصابة بمرض منذ الطفولة. في حين أن هذا التبرير هو أيضاً عذر أسوأ من الخطيئة. لأن المسؤولية عن أرواح المواطنين تقع على عاتق المؤسسة المعتقلة منذ لحظة الاعتقال".

وأضاف البيان إن غضب الشعب الإيراني وكراهيته أكثر من أن يهدأ بهذه التبريرات المتكررة والضعيفة "الآن السؤال هو ما الجريمة التي تم بموجبها القبض على هذه المرأة؟ لماذا أصبح الحجاب الإلزامي سبيل موت للمرأة؟ لماذا يسمح بعض الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر والرجعيون لأنفسهم بوضع معيار للحجاب للمرأة في المجتمع؟ بأي سلطة تقوم الشرطة بإجراء دروس إرشادية لنسائنا؟ هل من المبالغة القول إن بعض كارهي النساء مع تفكير طالبان وداعش عازمون على تدمير نساء إيران؟ كل هذه العداوة والقسوة تجاه المرأة تنبع من العقليات الرجعية".

وأوضح البيان "ما هي القوة التي أعطتك الضمان للوقوف بهذه الفظاظة والجهل أمام نار غضب الشعب الإيراني؟ ما هي القوة التي أعطتك التأكيد على أنه يمكنك تجاوز هذه الأزمة دون إبعاد مرتكبي هذه الجريمة وقادتها ودون الاعتذار للأمة؟ لماذا لا نرى القليل من العقلانية في هذه الحكومة الموحدة؟".

وأدانت نقابة معلمي فارس هذه الجريمة وطالبت بإخراج دورية الأخلاق من الشوارع على الفور. على الرغم من أن هذا الإجراء لا يكفي بأي حال من الأحوال، إلا أنه قد يكون دواءً لقلوب الشعب الإيراني الحزينة وراحة البال للنساء الإيرانيات اللواتي لن يخشين رؤية عربات الموت هذه من الآن فصاعداً.

وأكد البيان بأنه "على القضاء التحقيق في قضية مهسا أميني بطريقة خاصة، وإبلاغ الشعب الإيراني بكل الحقائق وتحقيق العدالة لمرتكبي هذه الجريمة. لكن الأهم من كل هذه الإجراءات هو إلغاء القانون القاسي واللاإنساني للحجاب الإجباري. قانون لا يتجاهل حق المرأة في اختيار ملابسها فحسب، بل هو إهانة واضحة لرجال المجتمع ويهينهم إلى درجة كائنات لا حول لها ولا قوة".

ومن جهة أخرى تجمع عدد من طلاب الجامعات في إيران احتجاجاً على مقتل مهسا أميني والقمع المنهجي ورددوا شعارات تندد بقمع النساء بحجة الحجاب.

ويستمر اليوم الحداد العام والإضراب الذي أعلنته الأحزاب الكردية وولي عهد إيران السابق رضا بلهوي، احتجاجاً على مقتل مهسا أميني.