احتجاجات "جيل Z" تستعيد سلميتها بعد عدة أيام من التوتر
امتدت الاحتجاجات الشبابية المغربية إلى عدة مدن وتميزت بسلميتها في اليوم السادس، وعاد المشاركون والمشاركات لرفع مطالب تحسين الخدمات الأساسية في قطاع الصحة.

مركز الأخبار ـ بعد ليلة الأربعاء الأول من تشرين الأول/أكتوبر التي تخللتها أعمال عنف في بعض المناطق، عادت احتجاجات جيل "Z 212"، أمس الخميس 2 تشرين الأول إلى طابعها السلمي، حيث شهدت عدة مدن مغربية تجمعات شبابية هادئة، رفعت شعارات تطالب بالعدالة الاجتماعية وإصلاح التعليم والصحة.
في ساحة الماريشال بالدار البيضاء، تجمع المئات من الشبان والشابات، مؤكدين سلمية تحركهم، فيما احتشد عشرات آخرون في حي أكدال بالعاصمة الرباط، ورددوا شعارات مناهضة للحكومة.
وامتدت الاحتجاجات أيضاً إلى مدن أخرى المحمدية تطوان واكادير وطنجة، وندد المشاركون والمشاركات بتردي الخدمات الأساسية في قطاع الصحة.
النساء في قلب الاحتجاج
ولم تخل الوقفات من حضور نسائي لافت، حيث رفعت شابات شعارات تطالب بالحق في الصحة والتعليم وفرص العمل. ويؤكد هذا الحراك، الذي يقوده جيل شاب متصل بالمنصات الرقمية، أن مطالب النساء والشابات باتت جزءاً من المشهد الاحتجاجي العام.
وبهذه الوقفات السلمية، يؤكد الحراك الذي انطلق السبت الماضي 27 أيلول/سبتمبر استمرار نبض الشارع المغربي، مع تمسك المحتجين والمحتجات بالسلمية بعد مواجهات سابقة أودت بحياة ثلاثة أشخاص، وبينما تُتهم الحكومة بالعجز عن الإصلاح، يواصل الشباب والشابات رفع شعارات تطالب الملك بتدخل مباشر لمعالجة الأوضاع الاجتماعية.
سنوات من الاحتجاج
وهذا الحراك يأتي في سياق طويل من الاحتجاجات الشبابية في المغرب، فخلال ربيع الشعوب 2011، مر المغرب بموجة من الاحتجاجات الشعبية، لكنها كانت محكومة بسقف سلمية مرتفع، ولم تنزلق الأحداث إلى أعمال عنف وإرهاب كما وقع في دول أخرى.
أيضاً عرف المغرب في السنوات الأخيرة حراكات اجتماعية محلية تتعلق بالتعليم والصحة والفقر، لكنها لم تصل إلى توحيد المدن الكبرى بهذا الشكل، مقارنة بذلك، يبرز حراك "جيل Z" كحركة شبابية رقمية، تجمع الشباب من مناطق مختلفة بسرعة، وتحتفظ بسلميتها بعد تجارب أولية من الاحتكاك الأمني.
وتجد السلطات المغربية نفسها أمام تحدي مزدوج ما بين تلبية مطالب اجتماعية متراكمة، وإدارة حركة احتجاجية شبابية رقمية غير منظمة حزبياً أو نقابياً ما يجعل التنبؤ بمسارها صعباً، ويقول محللون إن عودة السلمية مساء أمس الخميس قد تمنح فرصة للتهدئة وفتح حوار، لكنها أيضاً تعكس وعي الشباب بأن العنف قد يضر بالمصداقية والتعاطف الشعبي والدولي.
سيناريوهات
ومع دخول الحراك يومه السادس، يظل مستقبل "جيل Z" مفتوحاً على عدة سيناريوهات إما أن ينجح في فرض أجندته الاجتماعية بسلمية منظمة، أو أن يتراجع بسبب الضغوط والاعتقالات.
ومن المؤكد أن هذا الجيل، المولود في قلب الثورة الرقمية، نجح في إيصال صوته إلى النقاش الوطني، مؤكداً أن الشباب والنساء جزء أساسي من أي إصلاح مستقبلي في المغرب.
وحتى الآن موقف الحكومة إيجابي ولا تريد تصعيد الوضع فقد صرح الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية بأنهم منفتحون على الحوار مع الشباب وإعادة النظر في الأولويات الحكومية، واعترف بأن المنظومة الصحية ليست بالمستوى المطلوب لخدمة الشعب ووعد بالتحسينات والحوار مع الشباب.