أهمية نموذج الحداثة الديمقراطية في القرن الحادي والعشرين ـ تحليل
سيكون التوتر والضغط مرتفعاً في كردستان والمنطقة والعالم، وسيتحدد إلى حد كبير الشكل الذي سيتخذه القرن الحادي والعشرين.

بيريفان زيلان
في الوقت الذي تحدث فيه العديد من التطورات والأحداث السريعة في عالمنا، فإن أعين وآذان الجميع تتجه نحو النداء الذي من المتوقع أن يصدره القائد عبد الله أوجلان قريباً، وأولئك الذين يريدون التخلص من الصراعات والأزمات التي خلقتها الأنظمة الحاكمة والدول القومية، يترقبون أكثر من غيرهم كونهم يعلمون أن طريق الأمل والحل والحرية والخلاص سيكون بيد القائد عبد الله أوجلان.
وفد إمرالي التقى به عدة مرات، وبعد هذه اللقاءات اجتمع بالحكومة والأحزاب الكردية في إقليم كردستان، كما أعلن قادة حركة التحرر الكردستانية عن وصول رسائل القائد عبد الله أوجلان، وقد تركت هذه العملية واللقاءات معه بصمتها على الوقت الراهن وأصبحت أجندة رئيسية يتحدث عنها الجميع، وفي الوقت نفسه، تم استخلاص معنويات وحماس وقوة كبيرة من هذه العملية، فقبل كانت الأحداث التي تتابعت سريعاً في المنطقة والعالم على شكل حرب عالمية ثالثة، تنامت جزئياً بين الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول حيث أصبحت مسرحاً لتطورات سريعة، منها الهجوم الإسرائيلي على غزة، وحماس، والهجوم على لبنان، وحزب الله، بالإضافة إلى هجمات هيئة تحرير الشام في سوريا وإسقاط نظام الأسد.
كما تطورت حرب إعادة تشكيل الشرق الأوسط بين القوى الدولية والقوى المحلية الكلاسيكية، وقد أظهرت إسرائيل بوضوح أمام الجميع أنه لا حدود ومعايير أخلاقية لهذه الحرب، فحقوق الإنسان، وحقوق المرأة والطفل، ووفيات المدنيين، وغياب المدن، تعتبر مشكلة حسب مصالح السلطات التي لا تقيم اعتباراً لجرائم الحرب والقيم القانونية.
لقد قضت الحرب العالمية الثالثة وبطريقة ما، على القيم العالمية التي سلطت الضوء على الحداثة الرأسمالية، مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحقوق المدنية وجرائم الحرب، وقد تطورت هذه الحرب كعملية إبادة بلا رحمة ودون مساءلة.
إسرائيل، وبعد سيطرة هيئة تحرير الشام على سوريا، هاجمت كافة مستودعات ذخيرة النظام السابق وهاجمت أسلحته الثقيلة واستولت على هضبة الجولان وعززت جبهاتها، وهذا أيضاً دل على أنها تريد دولة سورية ضعيفة، لقد وضعوا ربطة عنق في رقبة رئيسة الحكومة المؤقتة أحمد الشرع "الجولاني" وألبسوه بدلة رسمية، وتحت ستار "التحديث"، استخدموه كعصا تهديد في المنطقة، وطرحوا إدارة تحت ضغط "الإرهابيين"، وإلى أن يتشكل ويتبلور الوضع في المنطقة، فإن مثل هذه الحكومة ستكون متوافقة مع مصالح القوى الدولية والإقليمية، وفي الواقع، جميع الدول، وخاصة تركيا والدول الإقليمية، ذهبت للقاء رئيس الحكومة المؤقتة بالتناوب، وهذا دليل على ذلك.
من الواضح أن أمريكا وإنجلترا وإسرائيل هي من تقف خلف هجمات هيئة تحرير الشام التي بدأت في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، وانضمت تركيا بعد مرحلة معينة إلى الخطة التي وضعتها هذه القوى، لتهاجم من جهتها ثورة روج آفا عن طريق مرتزقة ما يسمى بالجيش الوطني، وما زالت مستمرة في شن هذه الهجمات.
كم ظهر حزب العدالة والتنمية من جانبه وكأن هذه العملية نجاح وانتصار له، وربط نجاح هذه العملية بحنكته وذكائه، وأيضاً وصفوا ما تم القيام به عن طريق هيئة تحرير الشام على أنها ثورة وطوروها كحرب خاصة، ولكيلا تفتح الحرب العالمية الثالثة المجال أمام تطور ثورة متسلسلة في الشرق الأوسط، بدأت عملية مهمة للغاية، وهي إدخال منطقة الشرق الأوسط بشكل عام في حرب مادية وأيديولوجية وفوضوية انقلبت فيها كل القيم رأساً على عقب.
مما لا شك فيه، عندما تتم الإطاحة بالطغاة، تتضرر أيضاً الجماهير التي تبني الطغاة وتحملها على أكتافها، لكن من يواجه الدمار الأكبر هو المجتمع، وإن النظام الذي يهيمن عليه الذكور، عندما يبني دكتاتوريات وعندما يدمرها أيضاً يستهدف النساء، كما أن أنظمة الهيمنة من أجل تحقيق مصالحها تعمل على استمرارية الحرب من خلال خلق العداء والصراعات الأهلية، ومن يعاني الضرر الأكبر هم النساء والأطفال والطبقات الفقيرة، والأحداث الأخيرة في سوريا أثبتت ذلك مرة أخرى، وتحت اسم الثورة تعرض شعب سوريا، العلويون والدروز والمسيحيون والنساء، لمظالم كبيرة، ولأن هذه الأنظمة تريد بسط هيمنة التيار السني الراديكالي، سيجرون سوريا إلى حرب أهلية جديدة. وفي ظل هذه الفوضى والصراع، كانت كل من الإدارة الذاتية والمنظمات النسائية في موقع يحمي ويدافع عن الشعب السوري بأكمله ووحدة سوريا الديمقراطية، وتعتني به وتعزز علاقاته، ولهذا الموقف أهمية كبيرة وله أثره في إفشال السياسات التي تريد دفع سوريا نحو كوارث جديدة.
من جهة أخرى، أظهرت مقاومة المقاتلين والمقاتلات لهجمات الدولة التركية ومرتزقتها، وكذلك موقف وإصرار الأهالي الذين شاركوا في مقاومة سد تشرين، مدى صمود وروح مقاومة الشعب ضد الاحتلال التركي، حيث نظم أهالي إقليم شمال وشرق سوريا منذ 8 كانون الثاني/يناير الماضي وقفة احتجاجية يتناوبون خلالها لحماية السد ويظهرون فيها ردهم على هجمات الدولة التركية ومرتزقتها، وفي هذه الفعاليات استشهد عدد من المدنيين أيضاً.
في إطار تحديد مستقبل إقليم شمال وشرق سوريا، فإن مقاومة ونضال الشعب ذات أهمية، وبشكل عام، في سوريا وروج آفا، لا تزال سياسة الأمة الديمقراطية فعالة وسياسية، إلى جانب الفلسفة التي تقوم عليها ثورة روج آفا، والتطور القوي لدبلوماسيتها وحمايتها، وفي الوقت نفسه، إظهار إرادة ومقاومة لا تقهر ضد كل الهجمات مع الشعب، كلها لها مستوى من التأثير سيعيد توجيه مسار التاريخ، كما أن موقف ومقاومة إقليم شمال وشرق سوريا سيحددان مستقبل سوريا بالتأكيد، وثورة المرأة الديمقراطية، وسوريا الديمقراطية هي ضد كل الاعتداءات التي يتم فرضها وتنفيذها.
وبالنسبة لإيران فتواجه الكثير من الصعوبات في الخارج والداخل، ولم يتضح بعد مدى تأثيرها على المستوى الإقليمي، وحتى لو لم تكن اللعبة بناءة، فإنها ستحاول أن تلعب دوراً هادماً، لأنها تعلم جيداً أنه سيأتي دورها، ولم تتغلب إيران بعد على الخوف من انفجار القوى الداخلية في بلادها بسبب الصدمة التي أحدثتها انتفاضة Jin Jiyan Azadî"، ولهذا السبب تواصل عمليات الإعدام، وكما يوضح القائد عبد الله أوجلان، يتعين على إيران إما أن تجد مخرجاً من هذه المرحلة على أساس التحول الديمقراطي، أو تصر على وضعها الراهن وتفتح الباب أمام التدخل الأجنبي وتفسح المجال لتدميرها.
ولا يختلف حال العراق كثيراً الذي يشعر بالقلق لأن مثل هؤلاء المرتزقة تستلم سلطة دولة مجاورة ومن انتشار أسلوب الحرب الإسرائيلية، من ناحية أخرى، فإن رؤية جهود ودور تركيا في احتلال سوريا خلق اضطرابات في أجزاء معينة من العراق، لأنه وبسبب الاتفاقيات المبرمة، تم توسيع القواعد التركية في إقليم كردستان والعراق إلى الحد الأقصى، وتمركزت في العديد من الأماكن الاستراتيجية، أيضاً، عندما يتعلق الأمر بالعراق، هناك حقيقة مفادها أن تركيا وجنودها يمكنهم لعب دور حصان طروادة في الداخل، وقد لعب الحزب الديمقراطي الكردستاني بالفعل دوراً في التقدم الذي أحرزته تركيا في إقليم كردستان، وفي المرحلة المقبلة، على أرض العراق، قد تتزايد سياسات الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا وإيران، وستصبح الصراعات بينها أكثر حدة، سيكون لإسرائيل والقوات الأجنبية خطط مختلفة في العراق بشأن فتح الطريق إلى إيران.
وأثناء هذه التطورات، في تركيا، فإن الخطوات الغير متوقعة التي نفذت تحت تمثيل بهجلي، والتصريحات حول القائد عبد الله أوجلان، احتمال قوي إنها تصدر بسبب قلقها ومخاوفها من خطر الوضع الإقليمي الذي خلقته القوى الأجنبية لمنح كردستان مكانة، ويُعتقد إنهم يرغبون اليوم في تجديد هذا الوضع من خلال منحها المكانة بالفعل. وهذا الوضع يخيف تركيا لذلك تبذل جهوداً مختلفة لمنع سير العملية على هذا النحو.
وأن قضية الأخوة بين الكرد والأتراك التي يروجون لها من خلال بهجلي مدرجة على جدول الأعمال، ومن إحدى جوانبها تستند إلى التطورات الحاصلة في المنطقة، إنهم يريدون أخذ زمام المبادرة في حالات التطوير من جانب الكرد، ومن ناحية أخرى، ينضمون إلى خطط هجوم هيئة تحرير الشام في سوريا، ومن هذا المنطلق، استغلت تركيا الفرص المتاحة لها لمهاجمة الكرد في إقليم شمال وشرق سوريا، وفي بيئة الحرب الساخنة هذه، تحاول تدمير ثورة روج آفا باستهدافها من خلال ما يسمى بالجيش الوطني.
تركيا ومن أجل منع مثل هذه الحراك، وبطريقة أخرى؛ تحاول كسب الهيمنة العالمية، ومن جهة أخرى كسب الكرد وجرهم إلى جانبها، وعلى خلفية هذه الجهود، التي صدمت الشعب التركي، وخاصة القوميين، ينبغي أن نرى أنه لا يزال هناك تهديد كبير بالخسارة، لأن تركيا إذا لم تبذل هذا الجهد فسوف تخسر الكثير، وتعمل تركيا، من ناحية، على تعزيز الجبهة الداخلية بشأن القضية الكردية، ومن ناحية أخرى، تعمل على تصفية الإنجازات الكردية الحالية سواء في شمال كردستان (من خلال سياسة الاعتقالات وفرض الأوصياء)، أو في إقليم شمال وشرق سوريا أو إقليم كردستان وعلى هذا الأساس فهي تتبع استراتيجية متعددة الأوجه ومثيرة للجدل، وهناك استراتيجية حرب فعالة تتضمن المزيد من الحرب الخاصة.
يوجد أيضاً مثل هذا الإطار للقاءات مع القائد عبد الله أوجلان، وبالطبع، بالنسبة لنضال الشعب الكردي من أجل الحرية والشعب الكردي نفسه فإن الشيء الأساسي والمهم هو كيف يتعامل القائد عبد الله أوجلان معها وليس تركيا.
يتابع القائد عبد الله أوجلان أيضاً عن كثب التطورات في المنطقة وكردستان، وفي البيئة الحالية، فإن أصغر الفرص التي يمكن تطويرها من أجل الكرد، تعتمد على التقييم السياسي والتغيرات الاستراتيجية، وهناك أيضاً خطط للقائد أوجلان والتي أعلن عنها أثناء مرافعاته بشكل واضح. وفي هذا السياق فإن الحرب الحالية تتطور بين خط له وخط القوى الدولية والقوى المحلية.
وفي خضم هذه الحرب في أرضية كردستان، من الممكن أن تتبلور استراتيجية الأمة الديمقراطية بشكل قوي للغاية، يستغل القائد عبد الله أوجلان الفرص التي تخلقها مرحلة الحرب العالمية الثالثة ويهدف إلى خلق ثورة الأمة الديمقراطية، وفي هذا الصدد، فإن موقفه وبراعته السياسية، كسر بها العزلة وفتح الطريق أمام اللقاءات.
والمرحلة التي ستتطور بمبادرة منه قد تستمر أيضاً كمرحلة حرب قاسية للغاية، وقد تم بالفعل تجربة ورؤية كيف أن تركيا أثناء وبعد العمليات التي تسمى السلام والحل والحوار ووقف إطلاق النار، نفذت وشنت هجمات شديدة، لذلك، فإن اللقاءات هذه ليست عملية يمكن تسميتها بالسلام أو الحل، ويمكن القول إنها لا تزال عملية أحادية الجانب تدار بإرادة القائد عبد الله أوجلان وقوته، ويعززها بمبادرته الخاصة، وبالنسبة لحركة الحرية، وبناءً على طلبه، فهي في طور عملية تغيير وتحول وإعادة بناء الذات، وتتم مناقشة مرحلة تفعيل نموذج القائد عبد الله أوجلان وتطبيقه من خلال نضال جماهيري أقوى.
وبشكل عام لم يبقى شيء ولم تفعله الدولة التركية لمنع الكرد من حكم أنفسهم وإدارة شؤونهم، والقضاء عليهم، أو بالمعنى الحقيقي للكلمة شنت عليهم هجمات الإبادة، وها قد انقضى العام، ولم تتمكن من إخافة الشعب الكردي والنساء وإجبارهم على الاستسلام، ولم تتمكن من منعهم من حكم أنفسهم أو فرض القيد الذي كانت تتحدث عنه، بل على العكس من ذلك، ونتيجة لعملية المقاومة العامة المستمرة ونتيجة للتطورات في المنطقة، لقد أصيبت بالذعر عندما وجدت ذاتها مقيدة.
مما لا شك فيه أن القادة الرئيسيين للنضال الذي قيد عداء الدولة التركية ضد الشعب الكردي ونضاله من أجل الحرية، هي المقاومة الفريدة ونضال الشهداء في كافة جبهات القتال، بما فيها جبهة الإعلام الحر، وصمود وإصرار المقاتلين الصامدين والفدائيين والإرث الذي تركوه وراءهم، لقد أثبت هذا النضال مرة أخرى عدم فشل خط القائد أوجلان وخط حركة حرية الشعب الكردي وحركة حرية المرأة.
سيكون التوتر والضغط مرتفعاً في كردستان والمنطقة والعالم، وسيتحدد إلى حد كبير الشكل الذي سيتخذه القرن الحادي والعشرين، لهذا السبب، هناك أهمية كبيرة لفهم نموذج الحداثة الديمقراطية الذي طرحه القائد عبد الله أوجلان بطريقة أكثر شمولاً، والأهم من ذلك، تطبيقه كنظام اجتماعي وسياسي في كردستان والشرق الأوسط، وفي هذا الصدد فإن تحقيق الحرية الجسدية له خطوة ذات أهمية كبيرة بجوانبها الإنسانية والضميرية، من الناحية الأيديولوجية والسياسية وحرية الشعب والنساء.
إن المرحلة والعملية الحالية حساسة بقدر أهميتها، وعليه، لا بد من أن يقوم كل كردي بتقييم هذه العملية بعناية وحذر وتأني، وأيضاً، من المهم أن يتقيد بإدارة العملية بمبادرة القائد عبد الله أوجلان، السؤال هو لماذا بدأ مثل هذه العملية، وما هو أساس دعوته، هذا ما يجب فهمه بشكل صحيح وجيد، ما هو النضال الذي أوصل الشعب الكردي إلى اليوم الراهن؟ لقد عملت حركة الحرية منذ البداية بشكل مخطط ومنظم من أجل إدراج القضية الكردية على جدول الأعمال ولفت الانتباه إليها، في سياق المراحل التاريخية.
وقام الشباب الكرد بتنظيم أنفسهم حول القائد عبد الله أوجلان في البداية بمجموعة من الطلاب، والصراعات التي عاشها منذ طفولته ضد نظام الدولة، سواء ضد واقع المجتمع المتحيز جنسياً أو العبودية التي تعيشها المرأة، قادته إلى عمليات بحث قوية ومع عمليات البحث هذه بدأ نضالاً منظماً.
والقائد أوجلان الذي تأثر بفكرة الاشتراكية، رأى بنفسه عيوب تفعيل هذه الفكرة في أمثلة الأحزاب التي ظهرت، وطور صيغة مستقلة ومختلفة من الأمثلة التي تم التعايش معها، ومن أجل حل القضية الكردية ووضعها على جدول الأعمال، ووفق حقائق الوقائع التي كانت موجودة في ذلك الوقت، كان هناك حاجة إلى جيش، وقد كان تنظيم الكريلا والعمل المسلح ضرورة، ففي كردستان حيث يُحظر اسم الكرد وكردستان، وتخضع لاحتلال واسع النطاق، ويوجد التهديد والخوف والقمع وحظر اللغة الكردية والوجود، لم يكن بالإمكان إبراز وطرح قضية الكرد وكردستان للرأي العام إلا من خلال العمل المسلح.
باختصار، من أجل تقييم خطوات القائد عبد الله أوجلان، من المهم مقارنة التطورات اليومية مع الماضي، وإن الحركة التي أصبحت جزءاً من الشعب الكردي قد تجاوزت منذ فترة طويلة واقع الحزب الضيق، وأصبحت الآن حركة شعبية، وينظم الشعب الكردي الآن نفسه حول فلسفة القائد أوجلان، ويبحث عن حياته، ويبني واقعه الاجتماعي وفقاً لها.
والتغيرات التي شهدناها في المجتمع الكردي منذ بداية نضال الحركة التحررية وحتى اليوم هي تغييرات كبيرة جداً، لقد تحرر هذا المجتمع من أنماط العبودية والإقطاع وهو الآن في صراع مع أنماط الرأسمالية، والأهم من ذلك كله أن هذه التغييرات والتطورات حدثت في موضوع مفهوم حرية المرأة، والشعب الكردي والمرأة الكردية شاركا مستوى تغيراتهم وتحولاتهم مع الشعوب الأخرى وأبرز الأمثلة على ذلك ثورة روج آفا.
لقد عاش الشعب الكردي مع شعوب المنطقة في الماضي في علاقة مشتركة مبنية على الصداقة وحسن الجوار، وحتى اليوم، عندما نلاحظ العلاقات الاجتماعية بين الجيران، نجد أن هناك حباً واحتراماً في هذه العلاقات، فهي لم تظهر قط فكرة أنني كردي، أو أنت عربي، أو هو تركي، أو فارسي، وكانت المعايير الرئيسية هي العلاقات الإنسانية، لكننا نعلم أن مفاهيم العنصرية قد طورتها الأنظمة السياسية، ومن خلال هذه المفاهيم انتهجت سياسة الهجوم والقمع ضد جميع فئات ومكونات المجتمع، ولذلك، من المهم أن تقوم السياسة الديمقراطية على الواقع والحقائق الاجتماعية الملموسة.
ضد الفاشية، سيقوم الشعب الكردي بالنضال الديمقراطي متعدد الأوجه، إن المرحلة الجديدة هي مرحلة نضال جماهيري واسع النطاق، كما أن حركة الحرية تبني بياناتها وتصريحاتها على هذا المبدأ، لذلك، يجب مناقشة هذه المرحلة في هذا السياق وشرحها بعناية وتوضيحها.
تمت إدانة المؤامرة الدولية التي جرت في 15 شباط/فبراير ضد القائد عبد الله أوجلان، وسياسة العزل والإبادة الجماعية والتعذيب في إمرالي بشدة في الذكرى السادسة والعشرين، بداية، أصدرت حركة التحرر الكردستانية والمنظمات الكردية الديمقراطية والمحبين للحرية بيانات أدانوا فيها عمل القوى المتآمرة وأعلنوا ولاءهم للقائد أوجلان مرة أخرى. وذكروا أيضاً أنهم يدعمون عملية التحول الديمقراطي الجديدة التي يحاول تنفيذها. ستستمر هذه الفعاليات وحملة الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان.
إنها بالفعل مرحلة تحدث فيها تطورات لحظة بلحظة ولا يزال من المتوقع حدوث بعض التطورات، كما هو معروف فإن شهر آذار/مارس يمر دائماً بتطورات حيوية وساخنة، ومن الواضح منذ الآن أن شهر آذار/مارس هذا العام، وخاصة الثامن من آذار وعيد نوروز، سيكون مختلفاً تماماً عن سابقاته.