أهالي شمال وشرق سوريا يستنكرون الهجمات التركية على مناطق الدفاع المشروع
نددت نساء إقليم شمال وشرق سوريا بهجمات الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشترك، وطالبن الجهات المعنية بلعب دورها وإيقاف تركيا ومحاسبتها على جرائمها.
مركز الأخبار ـ أثارت الهجمات التركية الأخيرة على مناطق الدفاع المشروع غضب الشعب في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، ما دفع بهم للخروج في مظاهرات منددة فيما أصدرت المؤسسات النسوية بيانات مستنكرة استهداف مناطق مختلفة من كردستان.
يشن الاحتلال التركي منذ السادس عشر من نيسان/أبريل الجاري هجمات واسعة النطاق عبر الطائرات الحربية والمروحيات ضد مناطق دفاع ميديا، قصفت خلالها ساحات المقاومة في إقليم كردستان وعدة مناطق في إقليم شمال وشرق سوريا.
"الهجمات التركية انتقام أردوغان لخسارته في الانتخابات"
وتنديداً بالهجمات التركية التي استهدفت مناطق الدفاع المشروع جبال متينا في إقليم كردستان، وسط صمت دولي مخزي واختراق القوانين الدولية وسيادة دول الجوار، أصدر مجلس تجمع نساء زنوبيا اليوم الاثنين 22 نيسان/أبريل، في مقاطعه الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا بياناً إلى الرأي العام جاء فيه "ندين ونستنكر هجمات الاحتلال التركي على مناطق آفاشين وزاب ومتينا ضمن مناطق الدفاع المشروع (ميديا) فمنذ أكثر من 30 عاماً وتركيا تهاجم جبال كردستان".
وعن الأسباب الكامنة وراء تلك الهجمات أوضح البيان "تريد تركيا توسيع رقعة احتلالها في هذه المناطق من خلال القصف واللجوء إلى وضع خطط والضغط على الحكومة العراقية وعلى هذا الأساس قصفت طائراتها ساحات المقاومة في شمال العراق وطال القصف إقليم شمال وشرق سوريا مستهدفة المنشآت الخدمية والنفطية".
وأكد البيان على أن هذه الضربات التي قامت بها تركيا ما هي إلا محاولة لضرب الاستقرار وخلق الفوضى في هذه المناطق والقضاء على حركة الحرية وإبادة الشعوب، وإفشال مشروع الأمة الديمقراطية والحياة الحرة خاصةً بعد أن أكد أردوغان عبر تصريحه "الخطأ الذي ارتكبناه في شمال العراق لن يتكرر في شمال سوريا"، مشيراً إلى أن "هجوم الاحتلال التركي يستهدف حركة الحرية في شخص قوات الكريلا من أجل إضعاف وكسر روح المقاومة لدى المقاتلين".
وعلى هامش البيان قالت منسقة مجلس المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا فيروز خليل إن "هجمات الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشروع ما هي إلا رد على فشله في الانتخابات البلديات وسياسته الهمجية، وأنها ليست بالمرة الأولى التي تهاجم بها المنطقة، ولكن انتصرت إرادة الشعوب في تركيا وشمال كردستان من خلال إعطاء أصواتهم للجهة الحق".
واستنكرت الصمت الدولي حيال الجرائم والانتهاكات التركية القانونية واختراق سيادة الدول المجاورة ضمن المحافل الدولية، "في حال استمرت الهجمات التركية ولم يحرك العالم ساكناً، فهذا سيؤكد لنا أنهم متفقين مع الاحتلال التركي في كافة جرائمها سواءً في مناطق الدفاع المشروع أو مناطق إقليم شمال وشرق سوريا".
من جانبها نددت الرئيسة المشتركة للمجلس العام في مقاطعة الرقة هيفاء مسلم الهجمات التركية الأخيرة على منطقة الدفاع المشروع وقالت "تسعى تركيا دائماً لخلق بلبلة في المنطقة بهدف كسر إرادة الشعوب وتغيير ديمغرافية المنطقة، خاصةً بعد خسارة أردوغان في الانتخابات والتي تعتبر بمثابة كسر وضربة له".
وأشارت إلى أنه يسعى للخروج من أزمته من خلال شن الهجمات على الدول المجاورة ليبين للعالم قوته في المنطقة "نطالب الدول المعنية ومنظمات حقوق الإنسان بأخذ دورها حيال الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال التركي، وبدورنا كشعوب المنطقة سنساند قواتنا وسنقف بوجه كافة الاعتداءات والجرائم بإرادتنا الحرة".
نساء منبج تنددن زيارة أردوغان لإقليم كردستان
وأدلى مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة منبج ببيان عبر فيه عن موقفه حيال الهجمات التي يشنها الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشروع ضد قوات الكريلا، واعتبر أن هذا الهجوم جاء لصرف الأنظار عن فشل حزب العدالة والتنمية في انتخابات البلديات بشمال كردستان وتركيا، مؤكداً أن الاحتلال سيفشل وستنتصر المقاومة كما انتصرت في كوباني وشنكال.
ووصف البيان مقاومة قوات الدفاع الشعبي بحرب الوجود أو اللاوجود "يعتبر مفهوم الدفاع المشروع، المحافظة على القدرات الأخلاقية والسياسية للجميع في مرحلة الوجود أو اللاوجود في سبيل الدفاع الذي يعتبر أحد غرائز البقاء التي تتمتع بها كافة الكائنات الحية".
وسلط البيان الضوء على المؤامرة المشتركة بين الحكومة العراقية وحزب الديمقراطي الكردستاني، لافتاً إلى أن الاحتلال التركي يواجه هزيمة أمام المقاومة التي يخوضها الكريلا لحرية كردستان ومناطق جبال متينا، من خلال العمليات الثورية التي يتم تنفيذها في الوقت الذي تتباهى فيها تركيا بأنها ثاني أكبر دولة في حلف الناتو.
هجماتها تدل على خوفها من نجاح مشروع الأمة الديمقراطية
وأدان مجلس تجمع نساء زنوبيا في بلدة الكسرة بريف دير الزور الغربي خلال بيانه الهجمات الوحشية بحق المقاتلات في كردستان، وجاء فيه "ندين ونستنكر الهجمات بحق المقاتلات والمناضلات في كوباني، وكردستان، ومتينا وعلى كافة مناطق الأمة الديمقراطية وبالأخص مشروع إخوة الشعوب"، مؤكداً أن الشعوب وبكافة مكوناتها مستمرة بكل عزيمة بمشروعها الديمقراطي حتى تحقيق جميع أهدافها".
وأكد البيان على أن جميع الحركات النسوية ستزيد من وتيرة نضالها ومقاومتها حتى تحقيق الحرية لجميع الشعوب وحماية مكتسباتهم "سنقف جنباً إلى جنب بوجه الاحتلال وجميع الدول الطامعة، فهجماتها تدل على خوفها من نجاح مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب وحرية المرأة".
'الهجمات التركية لن تضعف إرادتنا'
ونددت نساء مدينة كوباني بمقاطعة الفرات الهجمات والاعتداءات التركية على الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة وبشكل خاص الهجمات التي شنتها تركيا في الآونة الأخيرة على مناطق الدفاع المشروع وجبال متينا.
تحت شعار "تحيا مقاومة الكريلا، الموت للاحتلال والخونة" نظمت لجنة الفعاليات الشعبية في مدينة كوباني تظاهرة حاشدة شارك فيها المئات من أهالي المنطقة، للتنديد بالهجمات التركية على مناطق الدفاع المشروع في إقليم كردستان وبشكل خاص الهجمات على جبال متينا والمؤامرات التي تحاك ضد الشعب الكردي.
وقالت الرئيسة المشتركة لمجلس مدينة كوباني ليلى أحمد "الأهالي غاضبون من الاعتداءات التركية على القوات الكردية في مناطق الدفاع المشروع، ما دفع بالآلاف للخروج بتظاهرة للتنديد بتلك الهجمات".
وأوضحت "نتعرض في كافة مناطق إقليم شمال وشرق سوريا بشكل مستمر للهجمات والاعتداءات التركية وبشكل خاص النساء"، مطالبة الكرد في كردستان والعالم والأحزاب الكردية أينما كانت للوقوف وبصوت واحد بوجه الاحتلال التركي من أجل القضاء على الخيانة التي والمؤامرة المستمرة.
وأكدت أن هدف تركيا الِأساسي من هذه الهجمات هو إعادة العهد العثماني من جديد "نحن نعلم أن هدف تركيا هو القضاء على الكرد وإعادة زمن العثمانيين في الشرق الأوسط وتحقيق الحلم العثماني في العودة لحكم مناطقنا مجدداً كما كان قبل أربعمئة عام.
من جانبها استنكرت دنيا محمد الهجمات التركية على مناطق الدفاع الشروع "تتعرض قوات الكريلا للهجوم بشكل مستمر من قبل تركيا، نحن في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا نتعرض لهذه الهجمات أيضاً، لكنها لن تضعفنا وتكسر إرادتنا الحرة".
وأكدت أن "قواتنا ستدافع عنا بالسلاح ونحن سنقف بجانبهم وندعمهم وأن لزم الأمر سنحمل سلاحهم ونقاتل بجانبهم من أجل صد الهجوم التركي".
"نطالب بفرض حظر جوي وحل للقضية الكردية"
كما خرج المئات من أهالي مدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة في تظاهرة نظمتها المبادرة الشعبية تحت شعار "كريلا كرامتنا"، تنديداً بالهجمات التركية على مناطق الدفاع المشروع في إقليم كردستان.
وعلى هامش المظاهرة قالت سامية محمد "إن هذه الهجمات نتيجة الاتفاقيات الدولية بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان، وهو يعتبر دليل على تواطؤ الحزب الديمقراطي الكردستاني مع حكومة أردوغان".
وطالبت المجتمع العراقي للوقوف بوجه الاحتلال التركي وممارساته الهمجية تجاه الشعب الكردي بشكل خاص "نطالب أبناء الشعب الكردي في إقليم كردستان بالوقوف في وجه مخططات أردوغان الاستعمارية، لأن مخططاته هي ضد أهداف وطموحات شعوب المنطقة وليست لصالحهم".
وأكدت على دعمها ومساندتها قوات الدفاع الشعبي ضد الاحتلال التركي "نعلن تضامننا مع قواتنا التي تدافع عن كرامتنا وحقوقنا سواء من خلال المظاهرات أو غيرها من الفعاليات، فهجمات تركيا ليست فقط على مناطق الدفاع المشروع بل على مناطق الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا وشنكال أيضاً".
ومن جهتها قالت خديجة شاكر "نناشد المنظمات الحقوقية والدولية بوضع حد لممارسات تركيا وأطماعها التوسعية والاستعمارية"، مشيرةً إلى أن هدف تركيا هو القضاء على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان التي تتخذها شعوب المنطقة مرجعاً لها "نقول لتركيا مهما حاولتي لن تستطيعي كسر إرادتنا، لأننا أصحاب الأرض والحق وقضيتنا قضية مشروعة".
"الكريلا أبنائنا ولن نقبل السياسات التركية"
تحت شعار "تسقط الخيانة عاشت مقاومة الكيريلا" خرج العشرات من أهالي مدينة قامشلو في مظاهرة للتنديد بالهجمات التركية على مناطق الدفاع المشروع، مؤكدين دعمهم لقوات الدفاع الشعبي.
وعلى هامش المسيرة قالت حلوة سليمان إن "الكيريلا أبنائنا نحن مع مقاومتهم حتى آخر رمق من دمائنا"، مشيرة إلى أنه "يجب أن لا تنجر حكومة إقليم كردستان لسياسات الدولة التركية الساعية لتفرقة الكرد والقضاء على مشروعهم الديمقراطي واحتلال أرضهم".
وأشارت إلى أن الدولة التركية تقتل الكرد أينما كانوا، وتمارس عليهم سياسات الإبادة لذلك يجب على الكرد أن يتحدوا خاصةً في هذه المرحلة.