أهالي شمال وشرق سوريا بمختلف مكوناتهم يحتفلون بعيد أكيتو

في الأول من نيسان/أبريل يحيي الأشوريون والسريان والكلدانيون احتفالات عيد "أكيتو" الذي مازال حاضراً في طقوسهم رغم مرور آلاف السنين، ويستمر لمدة اثنا عشر يوماً.

شيرين محمد

قامشلو ـ احتفل الآشوريين والسريانيين اليوم السبت الأول من نيسان/أبريل، بعيد أكيتو مع مختلف المكونات في تربه سبيه التابعة لمقاطعة قامشلو بشمال وشرق سوريا.

نظم الاتحاد السرياني احتفالية بمناسبة عيد أكيتو "عيد رأس السنة البابلية الآشورية"، والذي يصادف الأول من نيسان من كل عام في مقاطعة قامشلو بمشاركة العشرات من مكونات شمال وشرق سوريا.

يعتبر عيد الأكيتو (بداية السنة الجديدة) من أكثر الأعياد والمهرجانات الدينية الاجتماعية الشعبية القديمة، والذي يمثل الإرث الثقافي والحضاري للعديد من الشعوب وبخاصة الشعب السرياني والآشوري والكلداني والبابلي، وكان للاحتفال بهذا العيد دور كبير في توطيد أواصر المحبة والتلاحم الاجتماعي بين المكونات.

ويعود الاحتفال برأس السنة الآشورية إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، إذ تم على عهد هذه السلالة العمورية ترتيب حلقات الحياة بشكلها شبه النهائي في حياة سكان بلاد ما بين النهرين في العراق وسوريا سواء من الناحية الدينية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.

وتضمنت الاحتفالية العديد من العروض الفلكلورية من رقص ومسرحيات من قبل فرقة أورنينا، وفرقة يرثوثا، فيما بعد قرأت العديد من البرقيات والرسائل من قبل المشاركين لتهنئة الشعب السرياني بكافة أطيافه بعيد أكيتو.

وعلى هامش الاحتفالية قالت عضوة الاتحاد النسائي السرياني في سوريا صباح شابو "عيد أكيتو له رموز تاريخية ويعتبر اليوم الذي تجدد فيه الطبيعة نفسها أي بداية فصل الربيع، يعود هذا اليوم إلى قصة تاريخية باسم الملكة عشتار، نحتفل اليوم بهذه المناسبة لإيصال صوتنا كشعب سرياني إلى العالم بأكمله ولنصل رسالة بأننا متجذرين بأرضنا وباقون عليها".

وأضافت "عيد أكتيو ونوروز يعدان بداية الحياة وانبعاث الروح من جديد، على هذا الأساس أصبحت شعوب شمال وشرق سوريا بمكوناتها الكردية والعربية والسريانية يتمتعون بنشر ثقافاتهم مع بعضهم البعض، تكاتف الشعوب سيقوي أساس الإدارة الذاتية وأخوة الشعوب والتعايش المشترك، فنحن اليوم معاً نحتفل سوياً بهذه المناسبة"، مؤكدةً على أهمية تمازج الثقافات في شمال وشرق سوريا.

ومن جهتها قالت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في إقليم الجزيرة آريا ملا أحمد "من هذه الاحتفالية ومع مختلف مكونات المنطقة نؤكد بأن هذه الاحتفالات التي لطالما لم يكن معترف بها سابقاً من قبل السلطات الحاكمة، سيتم الاحتفال بها دائماً بمشاركة كافة مكونات شمال وشرق سوريا، بفضل الإدارة الذاتية ومشروع الأمة الديمقراطية تمارس جميع الشعوب حقوقها متكاتفين معاً ضد جميع المخططات التي تسعى لتفرقتهم".