أهالي مريوان يحيون ذكرى ضحايا الطبيعة ويدعون لحماية البيئة

في الذكرى السابعة لكارثة مدينة مريوان البيئية، أكد المشاركون في فعالية تأبينية على دور المرأة في حماية الطبيعة، وضرورة المساءلة المؤسساتية ومواجهة الدمار البيئي في كردستان.

سوما برزكر

مريوان ـ في صيف عام 2018 اندلعت النيران في مناطق جبلية بالقرب من مدينة مريوان شرق كردستان، وأثناء محاولة إخمادها، فقد عدد من المتطوعين والنشطاء البيئيين أرواحهم.

بمناسبة الذكرى السابعة لضحايا حرائق الغابات في مدينة مريوان شرق كردستان، نظّمت جمعية "شيا الخضراء" فعالية تأبينية في مقبرة "دار سيران" لتكريم أرواح من فقدوا حياتهم أثناء مكافحة حرائق غابات زاغروس، شارك في الحفل عائلات الضحايا، ونشطاء بيئيون، وفنانون، ومتطوعون، إلى جانب جمعيات بيئية من مدن مختلفة في شرق كردستان مثل أرومية، إيلام، كاميران، سنه، وديفاندره.

وركز برنامج الفعالية على تخليد ذكرى الناشطين الذين ضحّوا بأنفسهم لحماية الطبيعة، مع التأكيد على أهمية تعزيز الجهود الجماعية لحماية البيئة من الكوارث المستقبلية، وأكد المشاركون في الحفل على أهمية دور المجتمع المدني في مواجهة التدمير الهيكلي للبيئة.

وحذر المشاركون من أن حرق المراعي، وتدمير الأنواع الحيوانية والنباتية، وفرض القيود على الناشطين البيئيين، تُشكّل تهديدات خطيرة للمستقبل البيئي لشرق كردستان، مشيرين إلى أن مواجهة هذه التهديدات تتطلب تعاوناً جماعياً ومساءلة المؤسسات المسؤولة، وتوعية واسعة النطاق.

 

ركائز العلاقة بين المجتمع والطبيعة

وسلّط ​​الحفل الضوء على ارتباط المرأة بالطبيعة كعلاقة تاريخية واجتماعية، وشدد المنظمون على دور المرأة المحوري ليس فقط في الحفاظ على الموارد الطبيعية بل في الحفاظ على التماسك الاجتماعي وإعادة بناء الأمل بعد الأزمات، ويتجلى هذا الدور جلياً في حالات احتراق الغابات واحتراق المراعي، حيث تقود المرأة حتى في مواجهة الآراء التقييدية جهود إصلاح نسيج المجتمع المتضرر، وتصبح بحضورها رمزاً للصمود واستمرار الحياة.

ومن أكثر المشاهد المؤثرة في الحفل تكريم أمهات الضحايا اللواتي فقدن أبناءهن في سبيل قيم الحرية وحماية الطبيعة، مؤكدات من جديد على التضامن الاجتماعي ومواصلة هذا النضال المدني.

 

التهديدات الهيكلية والمسؤولية المؤسسية

وسلّطت الكلمات الضوء على الطبيعة المتعمدة لبعض الحرائق والتدمير المُستهدف للموارد الطبيعية، ولم يعتبر المشاركون هذه الأفعال مجرد كوارث طبيعية بل هي نتيجة لإهمال وتقصير هيكلي، وفي هذا السياق طالبوا المؤسسات المسؤولة عن توفير الإمكانيات اللازمة للسيطرة على الحرائق، والتدخل المباشر في الأزمات وتحمل المسؤولية عن هذه الكوارث، كما شُدّدوا على ضرورة توفير تدريب أساسي على مكافحة الحرائق للناشطين البيئيين ومنع توظيف غير المؤهلين وترسيخ ثقافة الحفاظ على الطبيعة في المدارس.

وتضمّنت الفعالية فقراتٍ مُتنوّعة كقراءة بيانات الجمعيات، وتكريم عائلات الضحايا، وإلقاء قصائد شعرية، والتبرّع بأعمال فنية تخليداً لذكرى الناشطين البيئيين، ولم يكن التجمع فرصة لإحياء ذكرى التضحيات الماضية فحسب، بل كان فرصة للتأكيد على الحاجة إلى مؤسسات حكومية مسؤولة، وتثقيف الجيل الجديد، وتعزيز دور المرأة في الحركات البيئية وهو الرابط الذي يعتقد المنظمون أنه حيوي لبقاء كردستان وأمنها البيئي.