'اغتيال الصحفيتين جريمة غير مبررة ومخالفة للقوانين الدولية'

أدانت عدد من الناشطات في مجال حقوق المرأة بالعاصمة الإيرانية طهران اغتيال الصحفيتين الكرديتين في إقليم كردستان، وأكدن أن لا اغتيال ولا إعدام يمكن أن اقتلاع جذور الانتفاضة الثورية للحرية والمجتمع النسائي.

طهران ـ استنكرت الصحفيات في طهران بشدة الهجوم التركي على طاقم إعلامي في إقليم كردستان والذي أدى لمقتل كلستان تارا وهيرو بهاء الدين.

قالت الصحفيات إن التمييز والجرائم ضد الصحفيات كانت موجودة دائماً، وطوال سنوات نشاط المرأة في مجال الصحافة والتنوير، كانت حياة الصحفيات دائماً في خطر إذا تتعرضن للعنف اللفظي والتمييز في المؤسسات والشبكات الإخبارية ما يصل إلى اغتيالهن وقتلهن ويأتي ذلك أيضاً في وقت حساس تشهد فيه المنطقة حروباً وأزمات.

وترى الصحفية والناشطة النسوية في طهران شيلا رباني أن "هذه ليست المرة الأولى التي نواجه فيها مثل هذه الجرائم البشعة، ولن تكون الأخيرة إذ تتعرض الصحفيات دائماً للتهديد والأذى لأن الحكومات الأبوية الكارهة للنساء لا تقدر حياة الإنسان، وخاصة ذوات التفكير الحر".

وأضافت "نحن اللواتي نعمل في إيران، نواجه دائماً العديد من القضايا عن كثب، حيث يشهد سجل جرائم قتل الصحفيين في النصف قرن الأخير قتل واعتقال ومضايقة وفصل العديد من الصحفيين خاصةً في السنوات الأخيرة".

ووصفت قتل كلستان تارا وهيرو بهاء الدين بأنها جريمة غير مبررة ومخالفة للقانون الدولي "ندين بشدة هذه الجريمة المخزية والتي ارتكبتها السلطات التركية ولكن نؤكد إن النضال من أجل التنوير والحرية مستمر في ظل الانتفاضة الثورية Jin Jiyan Azadî ولن ننسى الشهداء ونحترم الصحفي دائماً".

 

الشهداء ينيرون درب بقية الصحفيين

سميرة مهاجري صحفية أخرى تم فصلها من إحدى وكالات الأنباء بعد سنوات من العمل الصحفي في طهران خلال انتفاضة Jin Jiyan Azadî، قالت "المؤكد هو أنه لا سلطة الحكومة ولا الإعدام أو الاغتيال، يمكن أن يدمر جذور ثورتنا وهذا الاغتيال بلا شك استمرار لمسار الشهداء".

ولفتت إلى أن "العديد من الصحفيات فقدن حياتهن في طريق التنوير والحقيقة في السنوات الأخيرة ومع تزايد شبكات الأخبار ونشاط الصحفيات أصبحن منارة لغيرهن من الصحفيين. الحقيقة أن الصحافة هي أحد معاقل النضال من أجل حرية المرأة، والمرأة التي تحاول أن تعكس تحديات ومعيقات ومشاكل المجتمع لتحقيق الحرية والمساواة في العالم من خلال الكتابة ورفع الوعي تمثل معقل الحب الإنساني العميق والانتماء في مجتمع المرأة، ولذلك لا يمكن لأي من التهديدات والمخاطر أن تمنع النساء المستنيرات والصحفيات من العمل، ونحن ننتظر اليوم لنرى النتائج الجميلة لهذه الجهود".

من جهتها أدانت الناشطة الإعلامية شيمان إخوان بشدة الاغتيال ووصفته بـ "الوحشي"، مؤكدةً أن "ممارسات السلطات التركية والحكومات الفاشية من هذا النوع هدفها قمع المجتمع النسائي لكن على هذه الحكومات الدكتاتورية أن تعلم أنها بهذه الأعمال الإرهابية لن تقمع الصحفيين والنساء، بل ستجد المزيد من الدوافع للتنوير والسعي من أجل الحرية".

وأكدت أن جهود الباحثين عن الحرية لا نهاية لها وستستمر بلا شك حتى الطريق الواضح للحرية والمساواة إن "السلطات التركية لا تكتفي باغتيال الصحفيين بل تبذل الكثير من الجهود في كافة المجالات ضد المرأة، وخاصة المرأة الكردية، وهدفها تدمير حقيقة المرأة ذات التفكير الحر التي تناضل من أجل الحرية والمساواة".

كما لفتت إلى انتفاضة Jin Jiyan Azadî قائلةً إنه في ظلها ضاعفت المرأة نضالاتها ووصلت إلى التعاضد والتماسك اللازمين للنضال من أجل الحرية والمساواة، وأن استمرار الصراع سيزيد من النضال "خوف الحكومات الفاشية من الصحفيين هو الخوف من كشف حقيقة وجودهم الداعشي والمناهض للمرأة، وهؤلاء الصحفيون هم من يفضحون أكاذيبهم وجرائمهم لدى المجتمع الدولي".

 

السعي من أجل المساواة في ظل الصحافة

تعتبر الصحفيات والناشطات في مجال الصحافة أحد أهم الباحثين عن الحرية في العالم، وتختار الصحفيات معقلاً صعباً لنضالهن للدفاع عن حقوقهن ومحاربة عدم المساواة بين الجنسين في النظام الأبوي والحكومات الفاشية. ولهذا السبب نشهد بين الحين والآخر أعمال عنف ضد المراسلات والصحفيات، واعتقالات، وقيود على العمل، وفصل من العمل، وتهديدات بالقتل، واغتيالات.

مما لا شك فيه أن الحكومات الفاسدة والشمولية، بسبب الخوف من كشف حقيقتها الزائفة، تقف دائماً في طريق النساء المستنيرات والمفكرات حتى تتمكن من الحفاظ على دكتاتوريتها بأي ثمن والاستمرار في الهمجية والقمع والفساد. إن اغتيال المثقفات والمستنيرات والمناضلات ليس بجديد ولن يكون الأخير ولكن لا شك أن استهداف هؤلاء النساء وغيرهن من الناشطات في مختلف المجالات سيكون منارة لمواصلة جهود ونضال النساء والباحثات عن الحرية في العالم لتحقيق المساواة في الحقوق والحرية والتحرر من قبضة الفاشيين المستبدين، ودون رجعة، ولا شك أن كل الجهود تحت ظل راية الحرية، مرتبطة بهدف متماسك، ويجعل نور هذه الثورة أكثر سطوعاً يوماً بعد يوم.