"أغنيات للعتمة" رواية تاريخية بعمق نسوي لمواجهة النظام الذكوري

وصفت رواية "أغنيات للعتمة" للصحفية والباحثة اللبنانية إيمان حميدان بأنها رواية تاريخية بعمق نسوي لمواجهة نظام ذكوري الطابع في العنف والأداء، تناولت خلالها حياة أربعة أجيال من النساء.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ ضمن فعاليات المهرجان اللبناني للكتاب الذي تنظمه سنوياً الحركة الثقافية في بلدة أنطلياس في محافظة جبل لبنان، وقعت الروائية والصحفية اللبنانية أيمان حميدان رواياتها "أغنيات للعتمة" التي تم وصفها من قبل ناقدين وأدباء بأنها تروي التاريخ من عمقه النسوي.

أنطلق المهرجان اللبناني للكتاب في دورته الـ 41 في التاسع عشر من شباط/فبراير الماضي ويستمر حتى العاشر من أذار/مارس نظّمته الحركة الثقافية في بلدة أنطلياس، وضمن فعاليات المهرجان قامت الروائية والصحفية اللبنانية أيمان حميدان بتوقيع رواياتها "أغنيات للعتمة" التي تم وصفها من قبل ناقدين وأدباء بأنها تروي التاريخ من عمقه النسوي.

أصدرت الروائية والصحفية والباحثة اللبنانية إيمان حميدان روايتها الخامسة "أغنيات للعتمة" منذ ثلاثة أشهر، وتجاوزت مسيرتها في مجال الرواية والأبحاث الربع قرن، وقد صدر لها رواية "باء مثل بيت، مثل بيروت"،  "توت برّي"، "حيوات أخرى" و"خمسون غراماً من الجنة" والتي فازت بجائزة كتارا للرواية العربية في عام 2016، وقد ترجمت معظم رواياتها إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والهولندية والأرمنية والجورجية، أما روايتها الأخيرة "أغنيات للعتمة" الصادرة منذ ثلاثة شهور عن دار الساقي، فلم تترجم بعد.

ومن نتاجاتها الأخرى دراسة نوعية حول أهالي المخطوفين في لبنان، وكتابة الكتابة نصوص في الابداع، كما اختيرت كعضوة في لجنة تحكيم جائزة بوكر العربية في العام 2022، وشاركت في كتابة سيناريو الفيلم اللبناني "شتي يا دني" الذي حاز على 9 جوائز عربية وعالمية، وشاركت بحثاً وكتابة وتنفيذاً في الفيلم التسجيلي "اسمهان ديفا من الشرق"، كما وتقوم بتدريس الكتابة الإبداعية في جامعة "ايوا" ضمن البرنامج العالمي للكتابة بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي جامعة باريس 8 في فرنسا، وهو الصف الأول من نوعه باللغة العربية في الجامعة.

وقد وصفت الرواية من قبل ناقدين وأدباء بأنها تروي التاريخ من عمقه النسوي، وأن الراوية تجيد اللعب بتقنية الزمن، حيث امتدت على مدى أربعة أجيال من النساء من عام 1908 ـ 1982، ضمن محطات مفصلية في تاريخ لبنان وعلى لسان النساء في هذه الرواية هو "أمر لم نعهده من قبل في الروايات حيث يروي الرجل التاريخ ويتم تغييب المرأة في حيّزها الخاص المنقطع عن الحيّز العام".

وخلال توقيعها روايتها الأخيرة "أغنيات للعتمة" قالت إيمان حميدان تتكلم هذه الرواية عن أربع نساء، تنتمين إلى أربعة أجيال من عائلة واحدة "كان يهمني أن تكون الخلفية تاريخ لبنان، لأنه للمرة الأولى توضع المرأة في قلب التاريخ لأنها كانت خارجه ويكتب بقلم الرجال، وسيتم ترجمة الرواية مثل جميع رواياتي للألمانية والفرنسية والإنجليزية وللبرازيلية أيضاً".

وعن فكرة مسرحة النص أشارت إلى أن "هذه الفكرة كانت معي منذ روايتي الأولى "باء مثل بيت، مثل بيروت" حيث دعيت في عام 2004 إلى فرنسا وكان هناك قراءات ممسرحة من الكتاب، وأحببت الفكرة وأردت نقلها إلى لبنان".

وأوضحت أنه "تم وصف روايتي بالنسوية ولكني شخصياً لا أحب أن تصبح وصفاً وإطاراً فكتابتي أدبية ورواياتي عالمية، وترجمت لسبع لغات بالطبع لكوني امرأة أكتب عن النساء، والحس بالعدالة قوي لدي خصوصاً أن النساء مظلومات، ونتمنى أن نصل إلى وقت نتكلم فيه عن الإنسانية والمساواة بين النساء والنساء وبين النساء الرجال، فليست كل النساء متساويات". ووجهت رسالة للنساء "كن قويات وبحثوا عن الحلول، لأن هناك دوماً حلول حتى لا تقفل الأمور بوجوهكن تماماً".

 

 

من جهتها قالت الناقدة والراوية والناشرة رشا الأمير "هذا الحدث الاستثنائي في معرض أنطلياس للكتاب، وهو توقيع كتاب "أغنيات للعتمة" وأن تتحول إلى مسرحية وهي لحظة هامة للغاية إذ نجد الكتاب يتم تمثيله أمامنا،  وهو بجهدها الخاص وبغياب الدولة والمؤسسات التي لا ترعى هكذا أمور"، معبرة عن سعادتها كون الرواية بدأت تأخذ أصداء ويتابعها القراء ويقرونها.

وأشارت إلى أنه "لا يمكن الحديث عن المرأة دون الحديث عن الرجل، فهذا المجتمع مبني على الطرفين، وهذا الكتاب يعالج حياة النساء ولكن في الخلفية ثمة رجال، فلا نساء دون رجال، والعكس صحيح".

 

 

بدورها أشارت ماري طوق التي قامت بتأليف النص المسرحي "كل قراءة تضيف شيئاً سواء كانت صامتة أم بصوت عال، وخصوصاً إذا كانت ممسرحة، فالفضاء الورقي أو فضاء الكتابة، يلتقي مع الفضاء الدرامي، وبالتأكيد ينتج عنهما رؤية جديدة للعمل الأدبي، وحاولت في النص ونقاط الارتكاز أن ننتجها نقل فضاء الرواية ومناخها، كما أضاف عليها العمل الدرامي مثل جسد الممثلات والإضاءة وصوتهن لأن الصوت لوحده لغة ثانية، وبالاعتماد على النص ونقاط الارتكاز، تمكنا من إخراج جوهر الكتاب".

وأكدت أن "المرأة في هذا النص وعلى الرغم من اختلاف الشخصيات إلا أنها تتكامل وكل واحدة تُخلق من الثانية على الرغم من مظاهر الاختلاف الكبيرة بينها، وبالنهاية فكل واحدة منهن وجدت مسارها وطريقها في الوقت عينه، تكاملن مع بعضهن البعض، فعلى سبيل المثال ليلى تحب الكتابة كثيراً ولكنها لم تكتب شيئاً جدياً، نقلت هذه العدوى لابنتها اسمهان، وشهيرة تحب الأغاني والشعر، ونقلت هذا الشغف لحفيداتها وتتقاطع قصص هؤلاء النساء مع تاريخ البلد".