أفغانية تتحدى المحظورات وتبني الأمل للجيل القادم

إلى جانب النظام الأبوي الصارم تسيطر حركة طالبان على الحياة في أفغانستان لكن النساء تواصلن سعيهن لرفع الصوت وعدم الرضوخ.

بهاران لهيب

باميان ـ تسعى الأفغانيات إلى لعب دور فاعل في مجتمعهن رغم القمع الذي يمارسه طالبان، ورغم إكمال الكثيرات منهن تعليمهن العالي، لم يتمكنّ من تحقيق أحلامهن خلال هذه السنوات الأربع، إلا أنهن لم تستسلمن بل أردنَ أن تمهدن الطريق للأجيال القادمة، ولو ضحين بحياتهن.

من أسباب سماح طالبان للنساء بممارسة الأنشطة الاقتصادية تحصيل الضرائب منهن، إلا أن النساء الأفغانيات المتعلمات لم تسمحن بتوقف أنشطتهن الاجتماعية في أفغانستان. لقد تعلمن النضال من أجل حقوقهن جيداً، وتعلمن أن عليهن الوقوف في وجه أي قرار ظالم.

علياء مطهري على الرغم من حصولها على تعليم عالٍ ومواجهتها للقيود، تدير الآن متجراً في سوق بمدينة باميان، وتسعى جاهدةً لإعالة نفسها وأسرتها، وتقول "أنا خريجة اقتصاد من جامعة باميان، وأعمل في قطاع الحرف اليدوية منذ عامين، وينصب تركيزي الرئيسي على الملابس الأفغانية التقليدية، وخاصةً (القماش الأفغاني)".

وأضافت "من أهم أسباب انطلاقتي في هذا المشروع هو تخصصي في الاقتصاد وإدارة الأعمال، وثانياً، في ظل الوضع الراهن، لا توجد وظائف للنساء، والخيار الوحيد المتاح لنا هو العمل في مجال الأعمال التجارية والمتاجر".

وفيما يتعلق بالاستثمار الأولي، تُوضح أن "والدي مزارع. رهن الأرض، وعن طريق ذلك وفّرتُ المال لهذا المشروع"، لافتةً إلى معاملة الناس لها كامرأة في سوق العمل "يتمتع أهل باميان بثقافة راقية، لكن طالبان تفرض علينا بعض القيود، إن عناصرها متشددون للغاية بشأن الحجاب حتى أنهم فرضوا علينا ارتداء البرقع".

وأكدت أنه "لا ينبغي أن تصاب النساء الأفغانيات بخيبة أمل أبداً. يُقال إنه إذا أُغلق ألف باب، فسيُفتح واحد. صحيح أننا حُرمنا من معظم الوظائف، لكن يجب أن ننهض من جديد ونبني مساراً مهنياً لأنفسنا. لا يمكننا التقدم بالدراسة وحدها، لكن الأنشطة التجارية، مثل إدارة الفنادق، يمكن أن تمهد الطريق أيضاً لتقدم المرأة".

وفيما يتعلق بالضرائب والمصاريف التي عليها دفعها تقول علياء مطهري "ندفع الضرائب كل ثلاثة أشهر. كما ندفع لحارس الأمن لصيانة المتجر. هم يحددون الضرائب بأنفسهم، ويُخمّنون بناءً على البضائع المتوفرة في المتجر، ويحددون مبلغاً".

لقد وجدت الأفغانيات سبلاً جديدة للبقاء على قيد الحياة والنضال من أجل حقوقهن في ظل نظام طالبان القاسي، وقصة علياء مطهري ليست سوى مثال واحد على آلاف الأفغانيات اللواتي، رغم كل الضغوط، لا يزال الأمل يملأ قلوبهن، ويمهدن الطريق لفتيات الغد، لقد أثبتن أنه بالعزيمة والمعرفة والعمل الجاد، يمكن أن تُنير حتى أحلك الأيام بنور.