إعداد مُخرِجات شابات أهم مُخرَجات مهرجان "بيدي 2" للأفلام القصيرة

يسعى مهرجان "بيدي2" إلى إعداد مخرجات ترتقي أعمالهن للمشاركة في مهرجانات دولية وعربية.

رفيف اسليم

غزة ـ نظمت جامعة الأقصى أمس الخميس 21 تموز/يوليو مهرجان "بيدي2" للأفلام القصيرة الذي تناول قضايا مختلفة من المخيم في قطاع غزة بمشاركة 50 شخص، بينهم 30 امرأة في قاعة مسرح الهلال الأحمر.

حضر مهرجان "بيدي 2" ممثلين عن الجامعة وعدد من الشخصيات الاعتبارية للإعلان عن فوز 10 أفلام وهي المولودة بثينة، الحكاية، معاناة صياد، أم سكوتر، شباك الفرح، كاسر الأمواج بحر الألم، نحو القمة، بائع النعنع.

ويهدف المهرجان بحسب تصريح اللجنة المشرفة إلى إعداد مخرجات ترتقي أعمالهن للمشاركة في مهرجانات دولية وعربية وهذا بالفعل ما يتم العمل عليه فخلال الأيام المقبلة سيتم عرض مجموعة من الأعمال المشاركة بالمهرجان في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة أنها تدور حول محور المخيم الذي يعكس صلب القضية الفلسطينية بطريقة ما.

وللمخيم أهمية خاصة لدى الفلسطينيين بحسب ما أشارت اللجنة المنظمة، لأنه يعبر عن الحق الفلسطيني في العودة بعد التشريد والضياع كما أنه يحمل الطموح والتحدي ويعكس واقع الأم والمعاناة التي يكابدها أبنائه جيل بعد جيل، فكان لابد أن يُقَدم ذلك الإرث الحقيقي من خلال الفن، وهذا ما أكدته لجنة التحكيم التي قيمت الأفلام المشاركة.

جمانة صقر إحدى المشاركات بفيلم "فنان المخيم" قالت أن العمل يروي قصة شاب فقير كان يعيش حياة بسيطة اتجه لمواقع التواصل الاجتماعي كي يعبر عن فنه، لافتة إلى أن الفكرة خطرت لها عندما كانت تتصفح حسابها عبر تلك المواقع وعثرت على منشور لأحد الفنانين فرغبت في معرفة حياة تلك الشخصيات وما هي الصعوبات والعقبات التي يواجهونها خلال بداياتهم.

وأوضحت جمانة صقر أن تجربة إعداد الفيلم هي تجربتها الأولى لذلك كان من الصعب أن تتخطاها دون عدة عقبات فكان أبرزها كيفية كتابة السيناريو أي كيف ستحول تلك القصص التي تسمعها لكلام مكتوب على الورق يصلح لأن يشاهده الجمهور خلال دقائق، مشيرة إلى أنها بمساعدة أستاذ لها استطاعت اجتياز تلك العقبة ومُنح فيلمها فرصته ليراه الجمهور.

 

 

واتفقت جنين أبو جراد مع سابقتها بأن التجربة كانت صعبة ومليئة بالتساؤلات فمهمة أن تكوني مخرجة ليست بالأمر اليسير بل تحتاج للكثير من الصبر والمتابعة كي يخرج العمل بالمستوى المقبول ويلقى استحسان الجمهور حتى لو كان ذلك العمل لعدة دقائق فقط، لافتة إلى أن عنوان فيلمها "هوايتي" تحدثت خلاله عن هواية الصيد لدى شباب/ات المخيم الذين يقابلون كل يوم بطلقات متفرقة من قبل "الاحتلال الإسرائيلي".

وأوضحت حنين أبو جراد أنه من الصعوبات التي يواجهونها سواء من قبل صيادي البحر أو البر هي عدم وجود الأماكن الملائمة للصيد فالقطاع مساحته الجغرافية صغيرة ووضعه الأمني لا يسمح في التحرك بحرية، لافتة إلى أنها على صعيد عملها واجهت مشكلة بعدم توافر الإمكانيات كالكاميرا إلا أنها سعيدة بالتجربة التي منحتها لها جامعة الأقصى والمتمثلة في وضعها على بداية الطريق كي تكون مخرجة المستقبل التي تطمح لأن تكون عليها.

 

 

سجى مهنا أكدت أن الفكرة لم تأتي من محض الصدفة بل نزلت هي وفريقها إلى المخيم وشاهدت عدة حالات ومشكلات يعاني منها الناس وبعد أحاديث مطولة وجدت ضالتها تجلس بجوار الحائط وتمتنع عن محادثة أحد، لافتةً إلى أن تلك الفتاة كانت تعاني من التوحد لتتبادل الحوار مع أحد الموجودين وتدرك أن حالات التوحد من الممكن أن تعالج لكن تحتاج لوقت وجهد كبير وأسلوب خاص بالتعامل.

اجتماع التوحد مع الظروف المعيشية القاسية في المخيم دفعت سجى مهنا لكي تجد من حاولت مسبقاً مع تلك الحالات، لتروي لوكالتنا أن تلك الشخصية كانت معلمة في إحدى مدارس غوث وتشغيل اللاجئين لم تجعلها صعوبة البدايات تيأس من الأمر، بل بقيت تحاول مع طالبتها اليتيمة التي أصيبت بالتوحد بعد فقدان والدها حياته في الحرب إلى أن استطاعت اليوم أن تختلط بالجمهور وتتفاعل معهم لتحقق حلم الفتاة بأن تصبح طبيبة.

وأشارت سجى مهنا إلى أن وجودها بالميدان خلال التصوير أثر في شخصيتها وجعلها تدرك تماماً أنها بقدر المسؤولية التي أوكلت لها في أن تكون مخرجة، مضيفة أنها سعيدة كونها ناقشت تلك القضية خاصة التي نادراً ما تلقى اهتمام أحد بالرغم إمكانية علاجها من خلال أنشطة معينة تمارس باستمرار لدمجهم بالتجمعات وتغلبهم على خوفهم.