%90 من النازحين داخلياً لا يستطيعون تأمين احتياجاتهم في اليمن

كشف تقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن نحو 90% من النازحين/ات داخلياً في اليمن يواجهون صعوبة في تلبية احتياجاتهم اليومية، نتيجة تراجع القدرة على التكيف والصمود بعد تسعة سنوات من الحرب.

اليمن ـ يواجه السكان في اليمن أخطر الأزمات الإنسانية على مستوى العالم خاصةً مع استمرار الحرب والنزوح، حيث بات الآلاف غير قادرين على تأمين الغذاء وأبسط مقومات الحياة.

أكد تقرير حديث صادر عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الأحد 31 آذار/مارس، أن نحو 90% من النازحين/ات داخلياً في اليمن يواجهون صعوبة في تلبية احتياجاتهم اليومية من غذاء، نتيجة تفاقم الضعف الاجتماعي والاقتصادي وتراجع القدرة على التكيف والصمود بعد تسعة سنوات من الحرب الدائر في البلاد.

وأشار التقرير إلى أن التقييمات التي أجريت خلال عام 2023 كشفت عن وجود مستويات عالية من الضعف الاجتماعي والاقتصادي بين الأسر النازحة، مضيفاً أن 11% من النازحين فقط يمكنهم تلبية احتياجاتهم الغذائية اليومية.

وأوضح التقرير أن 89% من النازحين غير قادرين على تأمين ما يحتاجونه من الغذاء، في وقت أشارت فيه هذه النتائج إلى تفاقم حالات الضعف وتراجع القدرة على التكيف والصمود في أوساط النازحين بعد تسع سنوات من النزاع.

ووفقاً لتقييمات المفوضية لـ 136 ألف و913 أسرة نازحة والتي تضم نحو 820 ألف و440 شخص، فأن 70% من النازحين يشترون أطعمة ذات جودة أو تكلفة أقل، في حين يقلل 52.7% من حجم الوجبات الغذائية ويقلل 48.2% من عددها يومياً، الأمر الذي يجعل المساعدات الإنسانية بما فيها الغذائية والنقدية ضرورية لتوفير الدعم الحيوي لمعظم النازحين.

كما أشارت التقييمات إلى وجود مستويات عالية من الضعف الاجتماعي والاقتصادي بين الأسر النازحة، وتشير البيانات أيضاً إلى أن فرص كسب الدخل المحدودة جداً بالنسبة للأسر النازحة، حيث يعمل العديد منهم في وظائف غير رسمية وخطرة.

وأكدت التقييميات أن 48.6% من الأسر لا يملكون أي مصدر للدخل، و41.5% يعيشون بدخل شهري أقل من 50 دولار، ونتيجة لهذه الظروف الصعبة، يكافح النازحون باستمرار لتلبية احتياجاتهم الأساسية ويلجؤون إلى وسائل تكيف مضرة لتأمين حياتهم.

ووفقاً لتقييمات التقرير، يعتمد 69.6% من النازحين على الديون لتلبية احتياجاتهم الأساسية و46.4% باتو يقللون من الانفاق على المواد غير الغذائية الأساسية، إضافة إلى أن 41.1% يخفضون الانفاق على الرعاية الصحية والأدوية.

بالإضافة إلى ذلك، يضطر الكثيرون إلى بيع الأصول الإنتاجية بنسبة 10.8%، كما تسرب 11.9% من الأطفال من نظام التعليم وتتضمن وسائل التكيف المضرة العمل الأطفال والاعتماد على القروض، والانتقال إلى مأوى ذو جودة منخفضة، إضافة إلى الزواج المبكر.

وقالت المفوضية أن اليمن لا تزال تعاني من الأزمات الإنسانية الأكثر خطورة على مستوى العالم، وتلعب المساعدات الإنسانية دوراً حاسماً في الاستجابة الفورية للاحتياجات المتفاقمة، إلا أن هناك حاجة ماسة إلى الجمع بين هذه المساعدات المنقذة للحياة وخلق مشاريع تؤدي إلى حلول دائمة من أجل تعزيز سبل العيش والاعتماد على الذات.