'8 آذار وروح النضال والمقاومة كانت موجودة دائماً لدى الكرديات'

ناشطات حقوقيات ومدنيات تؤكدن على أهمية دور المرأة في تحقيق المساواة، واستذكرن أقوال القائد أوجلان بيوم المرأة العالمي "إذا لم تتحرر المرأة لن يتحرر المجتمع وبدون المرأة لن تنتصر أي ثورة"، وحثين النساء على مواصلة النضال من أجل نيل الحرية.

سارة محمدي

مركز الأخبار ـ أكدت عدد من الناشطات الحقوقيات والمدنيات في إيران أن يوم المرأة العالمي هو يوم لتحقيق المساواة والحياة الحرة بعيداً عن سيطرة العقلية الأبوية والأنظمة الرجعية والاستعمارية والرأسمالية.

يصادف اليوم الجمعة 8 آذار/مارس اليوم العالمي للمرأة، اليوم الذي نزلت فيه عاملات من معمل النسيج والملابس في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية إلى الشوارع عام 1875 للمطالبة بالمساواة في الأجور وتقليل عدد ساعات العمل وتحسين ظروفه.

رغم قمع الاحتجاج النسوي وتعرض العاملات للضرب، إلا أنه شكلت شرارة للثورة المطالبة بتحقيق المساواة في الحقوق التي تم تجاهلها، وكان ذلك من أولى الجهود التي بذلتها المرأة للتخلص من الاستغلال والتمييز بين الجنسين الذي حرمها من أبسط حقوقها الأساسية في ظل السلطة والثقافة الأبوية.

وعلى الرغم من مرور ما يقارب 150 عاماً على انطلاق الاحتجاج النسوي، إلا أن المرأة لم تتمكن من الحصول على حريتها وكافة حقوقها في العديد من الدول منها إيران، حيث هنأت الناشطة السياسية الإيرانية من جوانرود (ف. ن) الإيرانيات والكرديات عموماً بيومهن والمناضلات والمقاتلات من أجل الحرية خصوصاً، اللاتي ضحين من أجل نشر فلسفة وفكر القائد عبد الله أوجلان ولتحرير المرأة من اضطهاد السلطة الأبوية والحكومات الاستبدادية والاستعمارية.

وأكدت "بالنسبة لنا، زينب جلاليان وشيرين علمهولي وفاريشي مرادي هن رمز اليوم العالمي للمرأة، اليوم الذي وقفت فيه المرأة ضد كل أشكال عدم المساواة، وطالبت بحقوقها وضحت في سبيل تحقيق مُثُلها".

ولفتت أن شعار انتفاضة "Jin jiyan azadî" رُفع لأول مرة في جبال كردستان، وقد اُشتق من فلسفة القائد أوجلان كما نادت به مناضلات الحرية مثل سكينة جانسيز وفيان جافي وبريتان، مضيفةً "أنها مطالب كافة النساء والشعوب المضطهدة من قبل السلطات الإيرانية بما في ذلك الكرد، لقد عاد البلوش والمازندراني والجيلاك والعرب وحتى الأتراك إلى الحياة بعد أن كان ذلك بمثابة أمنية بعيدة المنال، لقد وقفت النساء والشعوب المضطهدة ضد السلطات الإيرانية التي استخدمت الدين ذريعة لانتهاكاتها، إن النساء اللاتي تتولين الدور القيادي في الانتفاضة الشعبية هن جزء من المجتمع الإيراني الذي عانى القمع والحرمان من جميع الحقوق بحجة الدين".

وفي ختام حديثها أكدت (ف.ن) أن "تحرر المرأة من حكم السلطة الأبوية مرتبط بحرية القائد أوجلان، لذلك علينا أن نكثف جهودنا لتحريره أنه السياسي الوحيد الذي أكد على أن المجتمع لن يتحرر حتى تتحرر المرأة".

من جانبها هنأت الناشطة المدنية (ن. و) جميع الإيرانيات والكرديات بيوم المرأة العالمي، وقالت "إن يوم 8 آذار هو يوم للاحتفال بإنجازات المرأة في جميع أنحاء العالم، لقد وقفت العديد من النساء لتحترقن مثل طائر الفينيق من أجل الإنسانية وحتى نتمكن اليوم من الحصول على حقوقنا ولتحقيق المساواة والحرية، ولهذا علينا أن نواصل انتفاضة "Jin jiyan azadî" التي بدأت بمقتل جينا أميني على يد السلطات الإيرانية، حتى نحقق المساواة والحياة الحرة بعيداً عن سيطرة العقلية الأبوية والحكومة الإيرانية حرمتنا من كافة حقوقنا".

وعن سيطرة الذهنية الأبوية ودعم قوانين الحكومة الإيرانية لها قالت "لقد حُرمنا من كافة حقوقنا المشروعة ويرجع ذلك لسيطرة الذهنية الأبوية على المجتمع الإيراني ودعم القوانين والسلطات لها، ابتداءً من المهر والميراث إلى حق الحضانة والزواج والسفر خارج البلاد وحتى الأنشطة اليومية، المرأة تخضع لسيطرة ذويها وقوانين الحكومة المجحفة، وفي كل يوم يتم قتل العديد من النساء على يد ذويهن بحجة الشرف والخلافات العائلية بالإضافة للقوانين التي اعطت الحق للرجل لاستباحة دم المرأة، لذلك نحن الإيرانيات يجب ألا نتوقف أبداً عن النضال للتخلص من هذه الذهنية وإسقاط الحكومة الإيرانية، علينا أن نبذل قصارى جهدنا لمواصلة الانتفاضة الشعبية".

وأكدت (ن. و) أن 8 آذار هو روح النضال والمقاومة التي لطالما تحلت بها المرأة الكردية، "لقد كانت كردستان دائماً مسرحاً لنضال وتضحيات المرأة من أجل الحصول على حقوقها ونضالها ضد الحركات الرجعية والمتطرفة والقوانين المناهضة للنسوية في إيران التي تنتهك حقوقها، يمكننا رؤية ذلك بوضوح في تاريخ نضالات كردستان، منذ بداية الثورة الإيرانية شاركت المرأة الكردية وضحت آلاف النساء من أجل تحقيق حرية المرأة، علينا كنساء أن نتذكر كل هذه التضحيات ونواصل المسير".

كما هنأت الممرضة في إحدى مستشفيات كرمشان نرجس م من جوانرود جميع نساء العالم بيوم المرأة العالمي، وخاصة الكرديات والإيرانيات المضطهدات من قبل النظام الأبوي والسلطوي، "أتمنى أن يأتي اليوم الذي تحصل فيه الإيرانيات والكرديات على حقوقهن".

واستذكرت النساء اللاتي قُتلن أو أُجبرن على الانتحار بسبب القوانين المجحفة والذهنية الأبوية المسيطرة على المجتمع الإيراني، وقالت "الكرديات موزعات في أربعة أجزاء وكل جزء يخضع لسلطة دولة تتبع دين مختلف عن الجزء الآخر، بصرف النظر عن حرمانهن من حقوقهن وتعرضهن للقمع، إلا أن المرأة الكردية تناضل لنيل حقوقها، لذلك يجب أن نعيد كتابة يوم المرأة العالمي في تاريخ كردستان، وكما قال القائد أوجلان إذا لم تتحرر المرأة لن يتحرر المجتمع وبدون المرأة لن تنتصر أي ثورة، لذلك يجب أن نناضل من أجل حرية أنفسنا وبناتنا من البطش والقمع".

ولفتت نرجس. م إلى فلسفة وفكر القائد أوجلان وثورة المرأة في روج آفا، "علينا نحن النساء في شرق كردستان وإيران أن نتخذ من مقاتلات وحدات حماية المرأة قدوة لنا، والمرأة الكردية بإقليم شمال وشرق سوريا بعد أن تعرفت على فلسفة القائد أوجلان لم تحرر نفسها من قمع حكومة دمشق والمجتمع الأبوي فحسب، بل تمكنت أيضاً من هزيمة مرتزقة داعش، وجعلت من نفسها رمزاً للحرية، واستطاعت تحقيق المساواة وأنشأت أكبر جيش من النساء، لذلك على الكرديات والإيرانيات أن تكن قادرات على نيل حريتهن من خلال تنظيم أنفسهن في جميع مجالات الحياة، لأن الحرية تؤخذ ولا تعطى".