6 سنوات والانتهاكات مستمرة في عفرين أمام صمت دولي

طالبت الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الرقة ورابطة عفرين الاجتماعية ومجلس ناحية قامشلو المجتمع الدولي بإنهاء الاحتلال التركي وطرد المرتزقة ووضع حد لكافة الانتهاكات التي يتم ارتكابها في مدينة عفرين المحتلة.

مركز الأخبار ـ مرت سنوات على احتلال مدينة عفرين من قبل الاحتلال التركي والمرتزقة التي تمارس أبشع الانتهاكات بحق الإنسان والطبيعة، وفي الذكرى السنوية السادسة أصدرت كل من الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الرقة ورابطة عفرين الاجتماعية ومجلس ناحية قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا بيانين منفصلين، نددا بالانتهاكات بحق أهالي عفرين والصمت الدولي حيال ما يجري.

 

احتلال عفرين إبادة ممنهجة ضد الكرد

أدلت الإدارة المدنية الديمقراطية في مقاطعة الرقة اليوم الاثنين 18أذار/مارس، بياناً أعربت فيه عن استنكارها للانتهاكات والجرائم بحق أهالي عفرين وجاء فيه "يصادف اليوم 18أذار الذكرى السنوية السادسة لاحتلال عفرين ومناطق أخرى من قبل تركيا ومرتزقتها، بعد مؤامرة دولية بين كل من روسيا وتركيا وأمريكا والتحالف الدولي وجهات أخرى".

وأشار البيان إلى أن "وجود الاحتلال التركي كان ولايزال سبباً للأزمة التي مر عليها 13عام، وساهم في فرض حالة التقسيم الجغرافي والمجتمعي داخل سوريا، ودعم المرتزقة التي تعمل على تشويه هوية المناطق الكردية عبر عملية التغيير الديمغرافي في عفرين".

وأكد البيان أن "احتلال عفرين اليوم يمثل خطراً كبير ليس فقط عليها بل على عموم المناطق السورية، فعملية التغيير الديمغرافي هي إبادة ممنهجة ضد الكرد في عفرين، لما تحمله من قيمة معنوية وتاريخية ولا يمكن أن يكون هناك استقرار أو نجاح لثورتنا دون تحرير عفرين وجميع المناطق المحتلة".

وطالب البيان بتشكيل لجنة تقصي حقائق لكشف ممارسات الاحتلال التركي وانتهاكاته في عفرين، ومحاسبة المسؤولين في المحاكم الدولية، وأكد أنه "على كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية والأمم المتحدة وخاصة القوى الصامتة عدم الاستمرار كشريك، وعليها أن تلعب دور واضح ومسؤول حيال ما تفعله تركيا في عفرين من ممارسات وانتهاكات لا علاقة لها بالأخلاق والقانون وكان آخرها قتل الطفل محمد عثمان".

وناشد البيان الرأي العام ومؤسسات المجتمع المدني ودعاة الديمقراطية والسلام التي تعمل من أجل المرأة وحريتها "للوقوف إلى جانب عفرين والحد من استمرار ما تتعرض له، من إبادة ممنهجة من قتل وخطف وترهيب بعد هجرة أكثر من 400 ألف شخص، وخطف أكثر من 7000 مدني، وقتل المئات تحت التعذيب وقطع الملايين من الأشجار".

وعاهد البيان في ختامه على أنه "سنبقى ملتزمين بالعمل ورفع النضال من أجل تحرير عفرين، وكافة المناطق المحتلة".

 

 

6 أعوام على احتلال عفرين والصمت الدولي مستمر

وفي مدينة قامشلو استنكرت رابطة عفرين ومجلس مقاطعة قامشلو الصمت الدولي حيال ما يحدث بحق أهالي عفرين والمهجرين قسراً إلى الشهباء "في مثل هذا اليوم من عام ۲۰۱۸ قام الاحتلال التركي ومرتزقته مستخدماً مختلف أنواع الأسلحة، مسلح بغطاء إعلامي وسياسي بما يُعرف بـ ائتلاف قوى الثورة والمعارضة، رافقه مكبرات الصوت التي عمت مآذن ما لا يقل عن تسعين ألف جامع، وذلك استجابة لنداء الرئيس التركي بالدعاء لفتح عفرين عبر رفع آية الفتح المبين في استغلال الخطاب الديني لأغراض سياسية عدوانية توسعية في أراضي الغير، سبقه صفقات دولية إقليمية مريبة مع الجانب التركي على حساب وحدة أراضي سوريا وسيادتها الإقليمية، بعيداً عن أبسط قواعد ومعايير القوانين والمواثيق الدولية، وحماية المدنيين".

وأشار البيان إلى أنه "في تلك الأثناء كانت طائرات الدولة التركية المحتلة تحوم على مدار 24ساعة دون توقف تقصف ولا تبالي بحجم الأضرار المعنوية والمادية التي سببتها للمنطقة، كما أن المجموعات الإرهابية المسلحة التابعة لها والمدعومة من قبلها قامت بشن حرب برية بمؤازرة طيران المحتل التركي".

وأوضح البيان أن "الحرب التي دارت في عفرين كانت من أكثر الحروب الشرسة وغير المتكافئة من الناحية العسكرية واللوجستية، حيث شنت تركيا المحتلة -ثاني أكبر قوة في حلف الناتو- وبمساندة المجموعات الإرهابية حرباً ضد الشعب، وبالرغم من ذلك أبدى الشعب في عفرين جنباً إلى جنب مع وحدات حماية الشعب ـ المرأة مقاومة عظيمة لا مثيل لها عرفت بمقاومة العصر في مرحلتها الأولى، وفي المرحلة الثانية وبعد انقضاء ستة أعوام على احتلال عفرين، لايزال الشعب يقاوم في مناطق الشهباء بالرغم من الحصار الخانق من قبل حكومة دمشق وكلهم أمل وعزيمة من أجل العودة إلى عفرين".

ولفت البيان إلى أن "عفرين كانت من أكثر المناطق السورية أمناً في ظل الإدارة الذاتية ونزح إليها مئات الآلاف من الأخوة العرب من مختلف المناطق السورية ولكن بعد الاحتلال، أحضرت الدولة التركية إليها قادات داعش وعناصرها ومختلف المتشددين الاسلاميين ليعيشوا فيها ولينشروا أفكارهم المتطرفة في المناطق الأهلة بالسكان، كما تم قطع عشرات الآلاف من أشجار الزيتون، إضافة إلى تخريب المعالم الأثرية والمدارس والمستشفيات".

وأوضح البيان أنه تم قتل الأطفال والنساء والرجال والعجائز دون أي رحمة "حدثت كل هذه الانتهاكات أمام مرأى العالم ومنظمات وجمعيات حقوق الإنسان، دون إبداء أي ردود أفعال حقيقية وبعد احتلال عفرين، بدأ الاحتلال التركي بتنفيذ سياسة التغيير الديمغرافي، حيث بنى الاحتلال التركي أكثر من ٤٠ مستوطنة لإسكان المستقدمين إلى عفرين والعمل على محو اللغة الكردية الأصلية للسكان وفرض اللغة التركية، إضافة إلى تغيير أسماء القرى والبلدات وفرض تعليم اللغة التركية في المدارس مع اللغة العربية، بالإضافة إلى طمس الهوية الكردية للمنطقة".

وأشار البيان أنه "لا تزال حتى هذه اللحظة الانتهاكات مستمرة بحق الأهالي الذين فضلوا البقاء في عفرين، حيث تتم ممارسة كافة أشكال الظلم والتعذيب بحقهم، من سرقة مواسم الزيتون وانتاج الأراضي الزراعية والقطع الجائر لأشجار الزيتون، بعد إنهاء الموسم وأمام أصحاب الأرض الذين يصابون بجلطات ما يؤدي إلى وفاتهم قهراً على أشجارهم بالإضافة لاختطاف النساء والفتيات وتزويجهن عنوة لشخصيات معروفة من المجموعات الإرهابية".

وأكد البيان "نحن أهالي عفرين المتواجدين في مدينة قامشلو حالياً، وباسم رابطة عفرين الاجتماعية ومجلس ناحية قامشلو ندين ونستنكر الاحتلال التركي، ونناشد جميع منظمات حقوق الإنسان وحماية البيئة ومنظمات حماية الطفل للتدخل بأقصى سرعة من أجل إنهاء الاحتلال في عفرين ووضع حد لكافة الانتهاكات، وإنهاء مظاهر الاحتلال في سوريا عموماً وفي شمال وشرق سوريا خصوصاً".