31 عاماً... أهالي شمال وشرق سوريا يستذكرون الشهيدة بيريتان هيفي

استذكرت نساء كل من مدينة الحسكة والشهباء ومنبج والرقة في شمال وشرق سوريا، الشهيدة بيريتان هيفي، من خلال فعاليات متنوعة نظمت من قبل المؤسسات والحركات النسوية.

مركز الأخبار ـ يصادف اليوم الأربعاء 25 تشرين الأول/أكتوبر، الذكرى الـ 31 لاستشهاد عضوة حركة التحرر الكردستانية بيريتان هيفي "كلناز قره تاش"، ملقيةً بنفسها من فوق الجبال في سبيل عدم الاستسلام لتصبح مثالاً للنضال والشجاعة فشهاداتها شكلت نقطة فاصلة في نضال النساء.

 

نساء الحسكة: الشهيدة بيريتان هيفي مثالاً تحتذي به نساء العالم أجمع

أكدت عضوة مؤتمر ستار في مدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا ريما محمود خلال المسيرة التي نظمها مؤتمر ستار على أن "الشهيدة بيريتان أصبحت رمز المقاومة والصمود ورمز للجيش المرأة الحرة، بالرغم من مرور 31 عاماً لا يزال الحزب الديمقراطي الكردستاني مستمراً بخيانته للشعب الكردي والمرأة بشكل خاص ويحاولون القضاء على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان".

وأشارت إلى أن "الشهيدة بيريتان انضمت إلى صفوف حركة التحرر الكردستانية بعدما ارتكب الاحتلال التركي أبشع الجرائم بحق الشعب الكردي في مدينة ديرسم بشمال كردستان إلا أنها صُدمت بوجه خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني".

ودعت ريما محمود شعوب المنطقة للتضامن والتكاتف والوقوف في وجه جميع المخططات التي تستهدف حرية الشعب الكردي وشعوب المنطقة بأكملها "على شعوب المنطقة التكاتف ومعرفة أعدائهم الذين يحاولون طمس هويتهم والقضاء على مكتسياتهم والوقوف إلى جانب بعضهم البعض".

وعلى هامش المسيرة قالت سلطانة سعيد "خرجنا اليوم في هذه المسيرة لاستذكار الشهيدة بيريتان هيفي التي ضحت بنفسها في سبيل الحرية والكرامة، لم تقبل الاستسلام حيث فضلت الموت عوضاً عن ذلك، وهذه الخيانة ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا على يد حزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتعاون اليوم مع عدو الشعب الكردي".

وأضافت "ندين وبشدة ممارسات الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالفه مع حكومة أردوغان التي تقتل الشعب الكردي بكل وحشية، يقتلون أبناء جلدتهم في شنكال ومخمور وشمال وشرق سوريا"، مشيرةً إلى أن الشهيدة بيريتان هيفي أصبحت أيقونة للمقاومة والنضال، مناشدةً النساء في شمال وشرق سوريا بالتصعيد من وتيرة نضالهن في سبيل التخلص من الظلم والعبودية "نحن مدينون لفكر القائد عبد الله أوجلان وفلسفته التي أنارت طريق الحرية أمامنا، لذا يجب علينا السير على فكره والعمل جاهداً حتى تحريره جسدياً".

 

 

نساء الرقة: الشهيدة بيريتان هيفي مثال للنضال النسوي

فيما استذكر مجلس تجمع نساء زنوبيا في مدينة الرقة الشهيدة بيريتان هيفي، واسمها الحركي "كولناز قره تاش"، وتم إيقاد الشموع في ذكرى استشهادها.

وقالت الإدارية في مجلس تجمع نساء زنوبيا بثينة عبدو خلال الفعالية "تميزت الشهيدة بيريتان هيفي بحماسها واندفاعها وهو ما جعل الأنظار تلتفت إلى شخصيتها الرائدة والمختلفة وقدرتها العالية على القيادة والإدارة، لم تكن تخاف من الموت وتزرع روح المقاومة والنضال في قلوب رفاقها، قامت بعدة هجمات على ثكنات الجيش التركي قبل الحرب الأخيرة لها، وخلال إحدى الهجمات أصيبت بجروح"، مشيرةً إلى أنها كانت تفتخر بجروحها وفق ما جاء في مذكراتها قائلةً "كم أبدو جميلة تليق بي الجروح لأنها رمز الجرأة والكدح والتحرير".

وأضافت "كانت بداية تشكيل الوحدات النسائية شبه مستقلة وتتمتع بخصوصيتها حيث تدير شؤونها بذاتها وترسم استراتيجياتها العسكرية الخاصة بها ضد العدوان كانت هذه بداية تاريخها، نستطيع القول إن استشهاد بيريتان عزز من قدرات المرأة، لقد جسدت من خلال شخصيتها حقيقة تاريخ المرأة الكردستانية ضد الذهنية الهادفة إلى إنكار المرأة وإنكار إرادة الشعوب".

وعلى هامش الفعالية أوضحت عضوة مجلس تجمع نساء زنوبيا مريم الجرف "إن نساء مدينة الرقة لم تكن تدركن شيئاً عن تاريخ نضال ومقاومة الشهيدة بيريتان التي أصبحت أيقونة، لقد تعرفنا عليها وعلى نضالها بعد تحرير المدينة وتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية، لقد أدركنا كم أنها تستحق أن تكون خالدة في ذاكرة الجميع فهي قد ضحت بنفسها في سبيل عدم الاستسلام".

ولفتت إلى أن الشهيدة بيريتان هيفي لم تستسلم بالرغم من أنه حصلت على ضمان الأمان، إلا أنها رمت بنفسها من فوق الجبال لتصبح رمزاً للنضال إلى يومنا هذا "لقد أصبحت الشهيدة بيريتان قدوتنا نحن نساء الرقة اللواتي ذقن الأمرين في ظل سيطرة مرتزقة داعش، لقد أدركنا أنه علينا نحن النساء الاستمرار بالنضال والمقاومة في سبيل الحرية وكسر القيود وتغيير الواقع والوصول إلى الهدف المنشود إلا وهو تحرير المرأة".

وأكدت على أنهم "سيستمررن في النضال فالقائد عبد الله أوجلان قال (إنني أكملت نصف الطريق وتركت النصف الآخر للمرأة)، لقد كان واثقاً ويدرك بأن المرأة قادرة وستنهض من تحت الركام لتغير من واقعها".

 

 

نساء منبج: ما وصلت له المرأة هو بفضل الميراث التي خلفته الشهيدة بيريتان

كما استذكر مجلس عوائل الشهداء في مدينة منبج بشمال شرق سوريا الشهيدة بيريتان هيفي تحت شعار "بروح بيريتان سنرفع من وتيرة المقاومة ضد الاحتلال والاستسلام ونضمن الحرية الجسدية للقائد أبو"، وأكدت المشاركات على سعيهن للحفاظ على ميراث المرأة.

 وعلى هامش الفعالية أعربت الرئيسة المشتركة لخط أبو قلق هاجر العلي والتي عقبت على مقولة الشهيدة بيريتان هيفي "المرأة ليست ضعيفة بل سلبت منها قوتها"، "بالفعل المرأة لم تكن ضعيفة إنما أضعفها المجتمع عبر ذهنيته الرجعية، إلا أنها استطاعت استعادة قوتها التي سلبت منها بالاقتداء بنهج الشهيدة بيريتان".

من جانبها قالت عضوة مجلس خط الشرقي في منبج رابعة بكرو "أن ما نعيشه نحن النساء هو بفضل تضحيات النساء اللواتي سرن على خطى الشهيدة بيريتان، نحن مدينين لها ولتضحياتها، وسنواصل السير على دربهم ونبقي الشمعة التي اوقدوها بروحهم مضاءة".

وخلال مراسم الاستذكار تم توزيع الحلوى التي كانت تحبها الشهيدة بيريتان هيفي، وطلبت في رسالتها الأخيرة أن يتم توزيعها في كل ذكرى استشهاد لها.

 

 

"الشهيدة بيريتان أصبحت رمز ومثال الحرية"

بينما استذكر مؤتمر ستار عفرين ـ الشهباء في شمال شرق سوريا وبالتعاون مع مجلس عوائل الشهداء في مدينة الشهباء تحت شعار "بمقاومة المرأة الحرة سندحر خط الخيانة".

وعاهدت نساء عفرين والشهباء بشمال وشرق سوريا ضمن فعالية استذكار للمناضلة بيريتان بالسير على خطى الشهداء والاستمرار بالنضال والكفاح ضد مفهوم الخيانة والعبودية من أجل تحقيق أهداف جميع شهداء الحرية والوصول لحرية كافة النساء.

وعلى هامش الفعالية قالت منسقية مؤتمر ستار عفرين ـ الشهباء بشمال وشرق سوريا نجاح الحسين أن "الشهيدة بيريتان هيفي قدوة لجميع النساء المناضلات على طريق الحرية، فبنضالها وشجاعتها استطاعت فتح الطريق أمام النساء للوصول إلى الحرية وإثبات مكانتهنّ في المجتمع".

وأضافت "المناضلة بيريتان ناهضت في وجه العبودية ورفضت الذل، وحتى طريقة استشهادها كان كطائر حر يبحث عن الحرية، تعرفنا على تاريخ المرأة ونضالها من خلال شجاعة وقوة بيريتان".

بدورها نوهت أمينة عثمان والدة الشهيد علي شير موردام إلى أن "القائد عبد الله أوجلان منح المرأة حريتها ودفع بالنساء الكرديات والباحثات عن حريتهن للتعرف على ذواتهن وعلى حقيقة الدفاع عن كرامتهن وأرضهن"، وعاهدت بالسير على خطى المناضلات اللواتي سطرن ملاحم البطولة والفداء في وجه جميع القوى الظلامية والمهيمنة.

وأكدت الإدارية في حركة الهلال الذهبي في مقاطعة عفرين -الشهباء شيرين رشيد على أن "المرأة الكردية سجلت بطولات كثيرة في سبيل قضيتهن، تحت مسمى المرأة المقاومة، النجاحات التي نحققها الآن في روج أفا هي بفضل دماء تلك الشهيدات والمناضلات اللواتي أنرن لنا درب الحرية".