الجوع يدفعهم لتناول "الأمباز"... وفاة أسرة مكونة من ستة أشخاص في السودان
أعلنت تنسيقية لجان المقاومة بمدينة الفاشر غربي السودان، أن أسرة كاملة لقت مصرعها نتيجة التسمم الناتج عن تناول مخلفات عصر بذور الفول السوداني لاستخلاص الزيوت المعروفة محلياً بـ (الأمباز) والتي تستخدم كعلف للحيوانات.

السودان ـ تكشف ظاهرة استخدام السكان في السودان علف الحيوانات لسد رمقهم نتيجة المجاعة حجم الكارثة التي تعصف بالمدنيين، وتسلط الضوء على غياب الإغاثة وانعدام الأمن الغذائي في مناطق النزاع، حيث بات الجوع قاتلاً صامتاً يفتك بالأسر.
قالت لجان المقاومة بمدينة الفاشر في بيان أمس الاثنين 25 آب/أغسطس، إن أسرة مكونة من ستة أشخاص تقيم في مدينة الفاشر المحاصرة من قبل قوات الدعم السريع لقيت مصرعها نتيجة الجوع والتسمم الناتج عن تناول ما يعرف بالأمباز، دون أن يعلم بهم أحد في الوقت المناسب.
والضحايا هم كل من (مريم تندل سليمان، الأم صالحة سليمان بيدي، والأطفال أماني فتح الرحمن، صابر سالم مصطفى، سعيد سالم مصطفى، صبري سالم مصطفى).
ووجهت اللجنة نداءً لدعم مطابخ الفاشر التكافلية التي توفر وجبات بسيطة المحاصرين "ادعموا مطابخ الفاشر فالوضع الأمني بشمال ولاية دارفور لا يسمح بالتصوير ولا التوثيق، كونوا عوناً لأهلنا المنكوبين فالفقر يفتك بصمت والمآسي تتكرر ما لم نتحرك".
وتعيش مدينة الفاشر في شمال إقليم دارفور غربي السودان أوضاعاً إنسانية صعبة نتيجة الحصار المحكم الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة منذ أكثر من عام، ما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار الغذاء وانهيار الخدمات الأساسية، إذ فرضت قوات الدعم السريع حصاراً محكماً على المدينة، ومنعت دخول أي قوافل إغاثة أو مواد غذائية، كما تم نهب عدد من الشاحنات وتعطلت الطرق الرئيسية، مما جعل الفاشر معزولة عن باقي مناطق السودان.
والجدير بالذكر أن "الأمباز" هو اسم يطلق في السودان على مخلفات عصر بذور الفول السوداني أو السمسم بعد استخراج الزيت منها، والذي يستخدم عادة كعلف للحيوانات نظراً لاحتوائها على نسبة جيدة من البروتين لكنها غير مخصصة للاستهلاك البشري.
وفي مدينة الفاشر غربي السودان والتي لا تزال محاصرة تحول الأمباز من علف للماشية إلى وجبة اضطرارية للبشر نتيجة انعدام الغذاء وغياب الإغاثة، مما يدفع الأهالي إلى صحنه وخلطه بالماء أو الملح لتناوله، رغم معرفتهم بأنه غير صالح للاستهلاك البشري، إلا إنه يبقى خيار البقاء في مواجهة الجوع القاتل الذي يفتك بالسودان.