انتشار للأمراض ومجاعة وتقليص للمساعدات... الأوضاع كارثية في السودان

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان خاصةً بعد انتشار المجاعة وتفشي الأمراض والأوبئة وتقليص المساعدات والتي عمقت من الأزمة الإنسانية التي يعيشها الأهالي في البلاد.

مركز الأخبار ـ يعيش السكان في السودان مع استمرار النزاع منذ الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أوضاعاً إنسانية مأساوية حيث يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة.

قالت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء 11 آذار/مارس، إن تدهور الأوضاع الإنسانية والعنف المستمر أجبر 23 ألف شخص على النزوح من قراهم في محلية دار السلام الواقعة على بعد أكثر من 60 كيلو متراً جنوب عاصمة الولاية الفاشر.

بدورها أعربت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة كليمنتين نكويتا سلامي، عن قلقها إزاء انتشار المجاعة مما تسبب بمعاناة أكثر من نصف السكان من الجوع، إضافة إلى تفشي الأمراض التي عمقت من الأزمة الإنسانية التي يعيشها الأهالي في البلاد وسط نقص التمويل وتعليقها في ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية.

ودعت المنسقة العامة الجهات المانحة والمنظمات الأممية لإنقاذ الأرواح في السودان، وإعادة النظر في قراراتها إضافة إلى تكثيف الجهود للمساعدة في سد الفجوات التي خلفتها تعليق المساعدات.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، أنه في ولاية النيل الأبيض تسبب تفشي وباء الكوليرا في منطقة كوستي بإصابة مئات الأشخاص، كما أنها أودت بحياة 94شخصاً في الفترة ما بين 20 شباط/فبراير الماضي، إلى الخامس من آذار/مارس الجاري، مشيراً إلى أن تفشي الوباء يرتبط بسحب الأهالي للمياه من مصادر ملوثة، خاصةً من نهر النيل الأبيض، بعد انقطاع التيار الكهربائي الذي أدى إلى انقطاع إمدادات المياه في المدينة خلال الشهر الماضي.

وأوضح المتحدث أنه في ولاية كسلا شرقي السودان، ينتشر مرض التهاب الكبد بين المجتمعات النازحة التي تعيش في أماكن مكتظة والذي يساعد على تفشي المرض أكثر، إضافة إلى سوء الصرف الصحي وانعدام النظافة والوعي الصحي المحدود، مما يعرض الأشخاص الضعفاء بالفعل للمزيد من المخاطر.

بدورها حذرت اليونيسف من تعرض أكثر من 290 ألف طفل لخطر الإصابة بالأمراض، خاصةً في الأماكن المكتظة والتي تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

وأكدت بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق في السودان، على ضرورة الاهتمام بشكل عاجل بالأثر الكارثي للنزاع المستمر في البلاد خاصةً على النساء والفتيات بعد ورود تقارير عن تسجيل حالات لفتيات تعرضن للعنف الجنسي، مشددةً على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية بشكل فوري ومستدام للنساء والأطفال النازحين، بما في ذلك الغذاء والرعاية الطبية والمأوى الآمن.

وقالت البعثة، إن أغلب النازحين داخلياً واللاجئين هم من النساء والأطفال ويواجه الكثير منهم المجاعة الحادة ونقص الرعاية الصحية، والتهديد الدائم باستغلالهم، مشيرةً إلى أن الخسائر الاقتصادية بسبب النزاع المستمر تسبب بتهميش النساء وحرمانهن من الاستقلال المالي وسبل العيش.

وعلى الصعيد الميداني، أفادت مصادر محلية سودانية، أن شخصان قتلا وأصيب خمسة آخرون في قصف للجيش السوداني على سوق حمرة الشيخ، وسوق الطواحين، ومنجم الزراف بولاية شمال كردفان، وتم نقل المصابين إلى المشفى في المدينة الذي يعاني أصلاً من نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية مما يهدد حياتهم للخطر.

وأشارت المصادر إلى أن القصف المتكرر على الأسواق والتجمعات المدنية والمناطق السكنية انتهاك ممنهج يهدف إلى فرض التهجير القسري على سكان المنطقة، والذي يمثل جريمة حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، خاصةً بعد أن تسببت تلك الغارات المتكررة بنزوح أعداد كبيرة من سكان المنطقة إلى القرى المجاورة، مثل قرى سوداني، أم سنط، الفردة، وهي قرى تفتقر إلى أبسط الخدمات.