ميديا هاوار

شنكال ـ الأربعاء الأحمر، المعروف بـ "أربعاء نيسان"، بحسب معتقدات الطائفة الإيزيدية، هو يوم خلق العالم والوفرة والخصوبة، يوم السلام والهدوء، يحتفلون به كبداية لفصل الربيع ويصادف يوم الأربعاء الأول من شهر نيسان/أبريل من كل عام.

بحسب المعتقدات الإيزيدية، فإن الله انتهى من خلق الكون في يوم أربعاء من شهر نيسان، لذا وُصف "الأربعاء الأحمر" بيوم الخليقة، وتحضيراً ليوم العيد، يبدأ الرجال والنساء بعصر الزيتون في معبد لالش قبلة الإيزيديين في صباح العيد ويشعلون 365 قنديلاً بعدد أيام السنة، مستخدمين زيت الزيتون النقي.

ويتجنب الإيزديون الزواج في هذا الشهر لأنهم يعتقدون أن ذلك سيجلب النحس إلى حياتهم، فشهر نيسان/أبريل في معتقدهم هو "عروس السنة" التي لا تضاهيها العرائس.

 

يوم الصدق والسلام

العيد هو يوم المغفرة عن الجرائم المرتكبة، يوم السلام والتعايش بدلاً من الكراهية، ومع قدوم نيسان والربيع تنتصر قوى الخير والرخاء، وتهزم الحرب والشر، إلى جانب تكريم المبدعين.

وخلال هذا العيد، تقوم الشابات بغلي وتلوين البيض وتلون كل 3 بيضات بلون فصل من فصول السنة، وتوضع في طبق في المنزل، والبيضة في معتقدهم ترمز إلى كروية الأرض، وسلق البيض هو إشارة إلى تجمد الأرض، وقشرة البيضة بعد سلقها رمز إلى ذوبان طبقة الجليد عن وجه الأرض، أما ألوان البيض الزاهية فتدل على الربيع وبداية الحياة.

ورغم كل المجازر التي تعرض لها الإيزيديين، إلا أنهم لم يتخلوا عن معتقداتهم ونظامهم، ويعتبر الإيزيديون خلق العالم وجميع مراحل التغيير مقدسة ويحتفلون بكل حدث يحدث في الكون، وهذا أحد الأعياد الستة التي تعتبر مهمة لديهم.

 

لا يمكن تلوين الطبيعة بدون النساء

في لالش تدخل النساء إلى المنطقة المقدسة للأمهات والأخوات الإيزيديات، وهو علامة على قدسية المرأة، وقد تم الحفاظ على هذه القدسية في التاريخ الإيزيدي. إن ارتباط المرأة بالفلسفة والأرض يقودها إلى هذا العيد، فلا تستطيع أن تعيش بدون الطبيعة ولا يمكن أن تتلون الطبيعة بدونها، فالمرأة والطبيعة يكملان بعضهما البعض.

وعن طقوس العيد، قالت عدلة إلياس "الأربعاء الأحمر هو اليوم الذي اكتمل خلق العالم، الجميع يلون البيض ويعيش جمال الطبيعة حيث تصبح الأرض خضراء وتتفتح الزهور في كل مكان. يتوصل الأشخاص الغاضبون من بعضهم البعض إلى اتفاق في هذا اليوم ويسعد الجميع ويستقبلونه بحماس".

وأضافت "يوزع الإيزيدين في هذا اليوم الطعام ويبادرون بالخيرات، كما يتم توزيع قشر البيض في الأراضي والحقول لزيادة بركتها. آمل أن يكون عام سلام ونهاية للحروب".