عيد الكوانزا إحياء الثقافة الإفريقية
يحتفل الأمريكيون من أصول أفريقية من 26 كانون الأول/ديسمبر وحتى الأول من كانون الثاني/يناير من كل عام بعيد الكوانزا
مركز الأخبار ـ .
أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية طابع بريدي باسم العيد ضمن الطوابع البريدية التي تخص الأعياد الأمريكية، كما أن بعض مؤسسات البيض في أمريكا بدأت بالاحتفال بهذا العيد باعتباره جزءاً من مبادرات التنوع الثقافي الذي تتميز به البلاد.
الأصل والتسمية
يعود تاريخ الاحتفال بعيد الكوانزا إلى العام 1966، وترجع فكرة تأسيس هذا العيد إلى الناشط الحقوقي الأمريكي من أصول أفريقية رون كارينغا والذي عرف فيما بعد باسم مولانا كارينغا أي حامل التقاليد، وكان يعمل أستاذاً جامعي للدراسات الأفريقية، وصنف عام 2002 من بين أعظم 100 أمريكي أفريقي. أما كلمة كوانزا فتعني باللغة المنتشرة على سواحل أفريقيا بـ "الثمرات الأولى للحصاد".
عيد قومي تراثي
الكوانزا هو عيد قومي تراثي، يهدف إلى إحياء التراث الأفريقي من خلال إعادة تواصل الأمريكيين الأفارقة مع تراثهم الثقافي الأفريقي، بعد سلخهم من موطنهم واستجلابهم إلى أمريكا من قبل تجار العبيد للعمل بالسخرة والزراعة منذ أكثر من خمسة قرون.
وتنحدر أصول الأمريكيين الأفارقة إلى قارة أفريقيا حيث قدموا منها مهاجرين كما تعود أصولهم إلى البحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية منذ القرن السابع عشر، ووصلت نسبتهم في أمريكا بالنسبة لعدد السكان في ذلك الوقت 19.3بالمئة، ويشكل الأمريكيون الأفارقة حالياً أكبر أقلية عرقية في البلاد حيث وصل عددهم في عام 2010 إلى 38.9 مليون نسمة أي بنسبة 12.6% من السكان.
سبعة شموع
في عيد الكوانزا يتم اشعال سبعة شموع باللونين الأخضر والأحمر إضافة إلى شمعة باللون الأسود، ويقول مولانا كارينغا مؤسس هذا العيد أن الشموع الحمراء تمثل نضال السود لتحصيل حقوقهم، واللون الأخضر يرمز إلى أملهم بالمستقبل إضافة لشمعة سوداء تمثلهم.
يتم وضع الشموع على الشمعدان وهي ثلاث شمعات خضراء وثلاثة حمراء وفي الوسط شمعة سوداء يتم إشعالها في اليوم الأول يحيط بهذه الشموع القش والخضار والفواكه للدلالة على الخير والحصاد.
وعلى مدار أسبوع كامل يتم اشعال شمعة واحدة في كل يوم، ويترافق مع ذلك مجموعة من الطقوس، وهي ارتداء المحتفلين للملابس الأفريقية التقليدية ذات الألوان الفاقعة مثل الأخضر والأصفر، ويرقص المحتفلون الرقص الشعبي على موسيقا قرع الطبول، إضافة إلى تحضير الطعام الأمريكي والأفريقي التقليدي.
سبعة مبادئ
لا يقتصر الاحتفال بالكوانزا على الطقوس الشكلية فالهدف من العيد هو إحياء التراث والقيم الأفريقية والتذكير بإنجازات الأفارقة حول العالم في ذات الوقت، فيتم التركيز على سبعة مبادئ كل شمعة ترمز إلى مبدأ ففي كل يوم توقد شمعة وتجري نقاشات بين المجتمعين حول مبدأ واحد من مبادئ الإنسانية.
والمبادئ التي تتم مناقشتها في بداية العام الجديد هي مبدأ الوحدة والسعي أليها والحفاظ عليها في الأسرة والمجتمع والأمة والعرق، ومبدأ تقرير المصير، والعمل المشترك لبناء مجتمع متطور للسود وتحمّل المسؤولية والاقتصاد التعاوني لخدمة أفراد الجماعة، والشعور بالهدف والإبداع من أجل مجتمع السود، والإيمان بالسود وقادتهم وانجازاتهم.
عيد لجميع أفارقة العالم
لا يقتصر الاحتفال بعيد الكوانز على الأمريكيين من أصول أفريقية، بل أن العديد من الأفارقة في دول مختلفة من العالم يحتفلون به في كل عام، في حين أطلق عليه الأفارقة في البرازيل مصطلح "يوم الوعي بدور السود".
انتقادات عيد الكوانز
انتقدت شخصيات أمريكية بارزة عيد الكوانزا واعتبرته شكلاً من أشكال الفصل العنصري بين البيض والسود، إضافة إلى كونه عيداً مصطنعاً والهدف منه إبعاد السود عن الاحتفال بعيد رأس السنة الذي لا يحتفل به معظم السود الأفارقة.
ويرى بعض الأفارقة أن أهمية عيد الكوانز تراجعت منذ ستينات القرن الماضي والكثير منهم لا يشعر بأي رابط يربطهم بأفريقيا خاصة أنهم هاجروا منها منذ أكثر من خمسة قرون.