تجسيد معاناة النساء بألوان مفعمة بالحياة

تأمل الفنانة داليا عبد الرحمن أن تصل رسالتها عن القيود التي يفرضها المجتمع على النساء بداية من حرية الرأي والتعبير وصولاً لحرية التنقل والعمل عبر لوحاتها.

رفيف اسليم

غزة ـ رأت الفنانة داليا عبد الرحمن من خلال معايشتها لواقع النساء في قطاع غزة، أنهن محاطات بعدة قيود، فقررت أن تبرز من خلال أعمالها قيود المجتمع الذي يحرم المرأة من أبسط حقوقها.

تنظر الفنانة التشكيلية داليا عبد الرحمن لأحدى لوحاتها المعلقة وتقول أن لكل عنصر في تلك اللوحات المنتجة دلالة معينة، فالدائرة تمثل المجتمع الفلسطيني المغلق الذي تعيش المرأة داخله.

وأوضحت إنها كانت في طفولتها تنشئ تلك المجسمات لعدم قدرتها على التنقل، ولأن هذا الواقع لم يتغير أبقت تلك العناصر في لوحتها لكن مع جسد امرأة شابة، مشيرة إلى أنها جسدت الحالة السياسية التي تعاني منها المرأة الفلسطينية عبر رسم منحنيات شكلت جسداً مكبلاً تعبيراً عن الانعكاسات السلبية التي لحقت بها.

وأضافت أنها تلقت الكثير من الانتقادات حول تلك الرسومات بذريعة أنها جريئة ولا تناسب المجتمع، لافتةً إلى أنها منعت من عرض لوحاتها في أحد المراكز الثقافية الدولية في قطاع غزة، بحجة أن الرسومات بها عري ولا يجوز أن تعرض للعامة هكذا، لكنها تمسكت برأيها إلى أن استجاب المركز لطلبها وتم عرضها.

وأكدت أن الإصرار سبب رئيسي للنجاح، فلولا محاولاتها لما رأت لوحاتها النور، خاصة أن بعض الأفكار لا يستطيع التعبير عنها سوى الفنان لهذا قد تقابل فكرتها بالرفض، إلا أنها تحاول عبر الرسم الأولي على الورق مد جسر ما بين المنتقد ورؤيتها الفنية، مشيرةً إلى أنها تتعامل مع الانتقادات بشكل إيجابي فتأخذ تلك البناءة لتطوير أعمالها وتترك البقية لتصبح طي النسيان.

وأوضحت أنها لديها طريقة مختلفة في تناول الأفكار، فكونها تعيش في منطقة الحرب تتأثر بالمتغيرات التي تطرأ لذلك قررت الرسم بمبدأ الشيء وعكسه، أي أنها تتناول قضايا الحرب والمجتمع والمرأة لتنقلها على اللوحة بألوان زاهية تداعب العين والقلب عند النظر إليها كونها مؤمنة أنه حتى البؤس والمشكلات من الممكن أن تصل للجمهور بطريقة جميلة ومبهجة مع تأدية ذات الرسالة المراد إيصالها.

وأشارت إلى إنها تحبذ الرسم دون تحديد توقيت معين ملزم للفنانين حتى يتثنى لهم المشاركة في معرض معين يتم تحديد موضوعاته، وأنها تسعى في كل عام إلى تحضير سلسلة مميزة لتكون متواجدة مع لوحاتها في بعض المعارض الدولية، وإن سمحت لها ظروف المعبر السيئة الخروج من القطاع المحاصر تحضر تلك المناسبات لتتواصل مع العالم.

وأوضحت أنها تخصص العديد من اللوحات للحديث عن العنف الذي تتعرض له النساء في شتى المجالات، كما أنها تسعى لتمكينهن من خلال عدة دورات تقوم بها متعلقة بالرسم والنحت، موفرة بذلك طريقة جيدة لهن كي تفرغن عن أنفسهن وتتعلمن أساليب فنية جديدة في مجالات شتى.

وأضافت أنها تواجه العديد من المشكلات منها عدم توافر المواد الخام الخاصة بالألوان أو توريد أنواع رديئة للمدينة المحاصرة كأسلوب من أساليب الاستغلال كون الفنانين لا يوجد لديهم طريقة أخرى للرسم سوى التعامل مع ما يوجد في السوق.