تحتفظ بأكثر من 200 قطعة تراثية... صالحة خليل تهتم بالتراث والفلكلور الكردي

تسلط الضوء على جانب من التراث الكردي والخاص بمدينة كوباني في شمال وشرق سوريا، من خلال عرض أكثر من 200 قطعة تراثية في منزلها

دلال رمضان 
كوباني ـ ، من ضمنها مجموعة من أعمالها اليدوية.  
مدينة كوباني في شمال وشرق سوريا تزخر بالكثير من الأدوات والقطع التراثية، كذلك تعرف نساء المدينة بإتقانهن للأعمال اليدوية كالغزل، والنسيج والتطريز وصالحة خليل (64) عاماً من النساء القلائل اللواتي يحتفظن بتراث الجدات والأمهات، لمنعها من الاندثار ولتعريف الأجيال بها، بالإضافة إلى حبها وشغفها بجمع الأدوات التراثية والأعمال اليدوية التي صنعتها بيديها منذ نعومة أظفارها وتعلمتها من والدتها وأخواتها اللواتي يكبرنها. 
اندثرت العديد من الأدوات القديمة التي كانت تستخدم في حياة الإنسان اليومية عبر العصور الماضية، والتي كانت تسهل له حياته، وتأمن متطلباته واحتياجاته اليومية، وبعض هذه الأدوات والأعمال اليدوية ابتكرتها المجتمعات تبعاً لحاجتها، والتي تحولت اليوم لتراث خاص بها، لكن صالحة خليل ما زالت تهتم بالتراث والفلكلور الكردي، وخاصةً تراث مدينة كوباني لذلك تجمع في منزلها مئات القطع منه.  
تقول صالحة خليل "بدأت بجمع الأدوات منذ أن كان عمري 11 عاماً"، مشيرةً إلى أنها اتجهت لهذا العمل بسبب منع عائلتها تعليمها، "كان من المعيب أن تذهب فتاة إلى المدرسة لذلك بدأت بممارسة هوايتي، إضافةً لتعلمي الأعمال اليدوية".
وبينت أنها تعلمت العديد من الأعمال اليدوية ومنها التطريز، وحياكة الصوف، وغزل النسيج لصنع السجاد، بالإضافة إلى الرسم بواسطة الخرز وصنع العديد من اللوحات الجميلة "ما زلت احتفظ بالعديد من الأعمال التي صنعتها عندما كنت صغيرة، بالإضافة إلى عدد من أعمال والدتي، ومنها الملابس الفلكلورية التي كانت تقوم بتطريزها وخياطتها". 
وعن بداية شغفها بجمع هذه الأدوات وحتى صنعها قالت إن البداية كانت بهدف التسلية، ولكنها عرفت بعد ذلك أهمية عملها للحفاظ على التراث "لا أبيع أي قطعة من القطع الموجودة، وأبحث عن أدوات أخرى غريبة وأجمعها في منزلي". 
ويحتوي منزلها على أكثر من 100 قطعة تراثية يعود عمر بعضها الى أكثر من مئة عام، وكانت تستخدم من قبل الجدات في حياتهن اليومية، و100 أخرى من الأعمال اليدوية التي صنعتها بيدها.
ومن الأدوات التراثية التي تقتنيها مجموعة من الأدوات الزراعية القديمة، والأدوات المطبخية كالجرن والمطحنة والطناجر القديمة، والكاسات المعدنية المصنوعة من النحاس والفضة، وأدوات أخرى كالفوانيس وجرات المياه، ودلو الماء المصنوع من الفخار "حب"، إضافةً لمصابيح نحاسية ومعالق وصحون خشبية، ومغازل استخدمت لصناعة السجاد اليدوي وحياكة الصوف، ومجموعة أخرى من اللوحات التي رسمتها بالخرز على القماش، ولوحات رسمت بالتطريز، وأشياء منزلية أخرى مثل حجر الرحى، ومهباش خشبي لطحن القهوة، وأداة لخض اللبن "القربى أو السقا". 
صحيح أنها منعت من الدراسة في صغرها لكن عندما كبرت طورت معارفها وتعلمت القراءة والكتابة، إضافةً لخضوعها لدورة تعليم الرسم "بدأت بالرسم بعد أن نميت موهبتي، ورسمت العديد من اللوحات التي كانت في خيالي منذ صغري، لكني لم أستطع نقلها على الورق في ذلك الوقت".
وتتمنى صالحة خليل أن تتلقى الدعم لتفتتح سلسلة معارض لجميع أعمالها اليدوية وأدواتها التراثية، "فتحت مرتين المعرض في منزلي، والذي لم يكن يكفي لجميع هذه الأدوات التراثية، لكني لا أستطيع بمفردي فتح معارض لما أملك من أدوات تراثية، لذلك احتاج للمساعدة والدعم".
وفي ختام حديثها دعت جميع النساء للاحتفاظ بتراثهم لمنعه من الاندثار "هذه الأدوات والأعمال جزء من ثقافتنا ونعرف من خلالها". مضيفةً "احتفظت بهذه الأشياء من أجل الحفاظ على ثقافة مدينة كوباني، وتعريف الأجيال القادمة بها، كما علمت بناتي صنع العديد من الأعمال اليدوية".