تحضيرات لافتتاح مدرسة للموسيقا في مدينة كوباني

تستعد حركة الهلال الذهبي في كوباني بشمال وشرق سوريا لافتتاح مدرسة موسيقية باسم "سارة" للمرأة الشابة بهدف إحياء الموسيقى الكردية، وتنمية مواهب الشابات في مجال العزف على الآلات

دلال رمضان  
كوباني ـ .
قالت بروين صالح معلمة العزف على آلات سنطور في مدرسة سارة أن مدينة كوباني تعاني من ضعف في المجال الموسيقى، وخاصةً المرأة بسبب الذهنية الذكورية، مما يستوجب تعويض هذا الضعف والمبادرة بافتتاح مدرسة خاصة للمرأة الشابة لتعلم وإحياء الموسيقا الكردية وتعليم أصولها وقواعدها الغنية.
وستقبل المدرسة الشابات ما بين (14 ـ 17) عاماً من مدينة كوباني وخارجها، وتستمر مدة الدراسة لثلاث سنوات تشمل العزف على عدة آلات منها (الكمان، والدف أو العربانة، والكمان، والبيانو والسنطور)، كما تشمل الدروس الأبجدية الموسيقية، تعلم الموسيقا، صولفيج، الإيقاع، المقامات الموسيقية، هارموني، نظريات الموسيقى، ذاكرة الموسيقى الكردية.
وتهدف حركة الهلال الذهبي من خلال هذا المشروع إلى دعم النساء وتحفيزهنَّ لأخذ مكانهن في المجال الموسيقى والثقافي.
وافتتحت حركة الهلال الذهبي في مدينة كوباني عام 2018 واحتضنت العديد من الأصوات الشابة ومجموعات عديدة من الأطفال والنساء والمشاركة في الأنشطة الموسيقية والثقافية كالفلكلور، والموسيقى، والمسرح والتعلم على الآلات الموسيقية؛ بهدف أحياء الثقافة والتاريخ الكردي ونقله إلى العالم وحث الأجيال القادمة للمحافظة على ثقافتهم لتبقى الموسيقى الكردية حية.
 
"دعونا نعيش الموسيقى معا"
بروين ونورشين صالح من مدينة كوباني أختان درستا الموسيقى والعزف على الآلات الشرقية والغربية في أكاديمية أرام ديكران للموسيقا في مدينة آمد/ديار بكر بشمال كردستان، عند نزوحهما من مدينة كوباني إثر هجمات مرتزقة داعش عليها عام 2014، وهناك تلقيتا تعلميهما، وستكونان ضمن الكادر التدريسي. 
بروين صالح (19) عاماً ستكون معلمة العزف على آلة السنطور، تقول "درست الموسيقا منذ عام 2016، وكنت حينها أبلغ من العمر 14 عاماً، والتحقت بشقيقتي للدراسة في أكاديمية ارام ديكران للموسيقا بمدينة آمد لمدة ثلاث سنوات".   
وبعد تخرجها من الأكاديمية عادت مع عائلتها الى مدينة كوباني في عام 2019 لتستقر فيها "بعد عودتي بدأت بتدريب الأطفال على الآلات الموسيقية ومن ثم انضممت الى مركز باقي خدو للثقافة والفن وانتقلت إلى مدينة قامشلو وشاركت مع حركة الهلال الذهبي وبدأت بافتتاح دورات لآلة الكمان والسنطور وأعطيت دروساً عن القواعد الموسيقية".
وتابعت "قررنا العودة إلى كوباني من أجل تنمية المواهب الفنية وتطوير الموسيقا فيها ومساعدة الشابات اللواتي يرغبنَّ لتطوير مواهبهنَّ في المجال الموسيقي"، مشيرةً إلى أن ثقافة الموسيقا في مدينة كوباني ضعيفة جداً وبحاجة لاختصاصيين.
وعن افتتاح مدرسة الموسيقا قالت "المدينة بحاجة ملحة للموسيقا والأصوات والمواهب الموسيقية"، مضيفةً "الكثير من الفتيات يرغبنَّ بتعلم الموسيقا والعزف على الآلات الموسيقية، ونحاول إتاحة الفرصة لهنَّ".
وسيشرف على التدريس ثلاث معلمين وهم بروين صالح وشقيقتها نوشين إضافة لمعلم آخر "سوف نعلم الطالبات العزف على الآلات الموسيقية الموجودة في المدرسة بالإضافة للعديد من الدروس النظرية الخاصة بالقواعد والنظريات الموسيقية وأساسياتها".
وستتمكن المتخرجات من العمل في تدريس الموسيقا "نحن الآن في مرحلة التحضير وطلبنا جميع الآلات من خارج مدينة كوباني، وننتظر الشابات ليبادرنَّ بالتسجيل في المدرسة". داعيةً جميع الشابات الراغبات في تعلم الموسيقا أن يستفدنَّ من هذه الفرصة لتنمية مواهبهنَّ الموسيقية.