تحافظ النساء على الثقافة من خلال مشروع الأمة الديمقراطية

تحمي النساء في شمال وشرق سوريا اللواتي تواجهن هجمات يومية من قبل الاحتلال التركي؛ ثقافتهن ووجودهن وتدافعن عنها على أساس مشروع الأمة الديمقراطية.

سوركل شيخو

الحسكة ـ في شمال وشرق سوريا التي تبني نظامها الخاص على أساس الأمة الديمقراطية، تخطو المرأة خطوات كبيرة في مجال الثقافة الذي يعد من إحدى المجالات الرئيسية لهذا المشروع، وتتوحد مكونات المنطقة تحت مظلة الثقافة.

حركة الهلال الذهبي في منطقة تل تمر التابعة لمقاطعة الحسكة بشمال وشرق سوريا، تحمي الثقافة من خلال تشكيل فرقة رقص سميت على اسم الشهيدة سوسن بيرهات أحد قادة وحدات حماية المرأة، والتي فقدت حياتها في 19 آب/أغسطس 2021، في تل تمر نتيجة لهجوم جوي للدولة التركية.

أكدت مديرة فرقة الشهيدة سوسن بيرهات للرقص التي توحد النساء الكرد والعرب، رشا علو خلال لقاء مع وكالتنا للتحدث عن تأسيس الفرقة، على ضرورة حماية الثقافة من الاعتداءات والهجمات التي تستهدفها.

وأشارت إلى إنهم يتعرضون لمختلف أنواع الهجمات من قبل الاحتلال التركي "مهما سألت، سيقولون بالتأكيد أن أساس كل مجتمع هو الثقافة وهي اللبنية الأساسية في التنشئة الاجتماعية. فالثقافة تجمع بين الشعوب وتخلق التضامن. والهجمات التي تتعرض لها منطقتنا اليوم تستهدف بالتأكيد ثقافة الشعوب. نحن مستمرون في استخدام القوة التي حصلنا عليها من ثقافة أجدادنا حتى يومنا هذا، ونصبح ركائز ودعائم للقوات العسكرية. الثقافة الأساسية والأولى هي أرضنا، ثم تأتي التقاليد الاجتماعية".

 

تأسيس فرقة الشهيدة سوسن للرقصات الفلكلورية

وأوضحت رشا علو أنه في خضم معاناة الثورة وهجمات الاحتلال التركي تتحقق أحلام المناضلين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أرضهم "لقد فقد الكثير من المناضلين والقادة والنساء المقاتلات ورواد ثورتنا حياتهم وأصبحوا نجوماً في السماء، أحدهم الشهيدة سوسن بيرهات. ولتحقيق أحلام رفيقتنا في تحقيق وحدة المرأة وتضامنها قمنا بتشكيل فرقة الشهيدة سوسن للرقصات الفلكلورية. بالطبع هذا أيضاً مصدر قوة لنا لنسير على خطى كل قادتنا".

 

"ننظم أنفسنا على أساس الأمة الديمقراطية"

فيما يتعلق بالفرقة أشارت رشا علو إلى أن الفرقة قد تم تشكيلها حديثاً وهي تتدرب حالياً تحت قيادة اثنين من معلمي الرقص. لافتةً إلى أن الفرقة تواصل عملها بسبب أهمية الثقافة في مشروع الأمة الديمقراطية، "إن الرقصات التي يتم تعلمها لا تعود فقط لثقافة منطقة واحدة، بل لجميع المناطق في أجزاء كردستان الأربعة. الثقافة ليست مرتبطة فقط بأمة واحدة، بل تمثل وحدة الشعوب".

 

دور المرأة في الثقافة

وبينت رشا علو أن حركة الهلال الذهبي تعيد إحياء واقع فن المرأة في القرن الحادي والعشرين "إن دور المرأة في الفن وخاصة في مجتمعنا الشرقي تم إهماله نتيجة للفكر الأبوي. لذلك تلعب حركة الهلال الذهبي دوراً تاريخياً ومصيرياً مهماً للغاية، وهو إحياء دور المرأة في الثقافة وتمزيق ستارة الظلام والعار. وحركة الهلال الذهبي هي عودة المرأة لطبيعتها وأصالتها".

 

"للمرأة دور تاريخي في تطبيق مشروع الأمة الديمقراطية"

ولفتت رشا علو الانتباه إلى وحدة المرأة والشعب "الاحتلال التركي يريد كسر وتفكيك وحدة المرأة والشعب. نحن نرى أن هناك عشرات الدول العربية، لكن ليس لديهم وحدة للرد على الاحتلال في مرحلتنا المصيرية. لهذا السبب تلعب المرأة الرائدة دوراً تاريخياً في عملية ترسيخ مشروع الأمة الديمقراطية. فقوة ووحدة الشعوب هذه تؤثر على مجتمعنا والمجتمع الخارجي بطرق مختلفة. إذا لم يقرأ المرء سياسة أردوغان ويفهمها جيداً، لن يكون قادراً على مقاومة الهجمات والقتال".

 

من الأماكن المغلقة إلى الشوارع

وأوضحت إنهم يتجهون من الأماكن المغلقة إلى الشوارع "الآن نحن ننتقل من الأماكن المغلقة إلى الشوارع. أحياناً عندما يتم الإدلاء بالبيانات قد تكون الكلمات صعبة أو غير مفهومة جيداً، ولكن عندما يحكي المسرح عن حقيقة الهجمات وإذا لعب هذا الدور بشكل جيد فإن الرسالة التي نريد أن نرسلها تصبح مفهومة أكثر وتترسخ في عقول الناس. كما أن للأغاني والشعر أيضاً دور مهم، لكن المسرح أكثر فعالية وأعمق من كل الأنشطة الفنية".