رشا فرحات تتناول قضايا النساء في قالب أدبي

تجد رشا فرحات في النصوص الأدبية ذاتها وكيانها، كما وظفتها لخدمة المرأة وقضاياها العالقة في طيات المجتمع.

رفيف اسليم

غزة ـ أصدرت الكاتبة رشا فرحات عدة كتب ومجموعات قصصية، سلطت من خلالها الضوء على واقع المرأة في قطاع غزة، وناقشت العديد من القضايا التي تهمها وأثقلت كاهلها.

قالت رشا فرحات في مستهل حديثها "لم أكن أخطط لأن أكون كاتبة، لكنني رأيت في النصوص الأولى التي قمت بكتابتها وسيلة مجدية لأسلط الضوء على المعاناة والأذى الذي تتعرض له المرأة أياً كان نوعه، وما أن تمر الساعات حتى وثقت هذه المعاناة على تلك السطور والصفحات البيضاء التي لطالما اعتبرتها بمثابة صديقة ليّ لتوثيق الحقائق".

وذكرت أنها استخدمت موقعاً إلكترونياً محلياً لنشر أول قصة لها، والذي كان يتابعه أحد الأدباء ليطلب منها فيما بعد الانضمام لمركز تجمع الكتاب بمدينة غزة، وحينها تم سؤالها فيما إذا كانت تملك كتابات أخرى لم تبصر النور بعد ليقوم المركز بنشرها، قالت "حينها تشجعت وعزمت على أن ترى النور أول مجموعة قصصية والتي حملت عنوان "قلم وفستان جديد"، حيث تناولت فيها عدة قضايا لنساء وفتيات مدينة غزة، وفيما بعد ساعدني نصها المحكم على المشاركة بمسابقات كثيرة، وحصد العديد من الجوائز التي شكلت لدي حافز لإنتاج المزيد".

وأفادت أنها توقفت عن كتاب القصص بعد مجموعة "قلم وفستان جديد"، لأنها كانت ترغب في إيجاد فكرة قوية تضاهي نظريتها، فاقتصرت في إصداراتها الأدبية في تلك الفترة على كتابة المقالات المتفرقة ثم إعادة تجميعها في كتاب واحد، ناقشت فيه أسباب تدني الأخلاقيات والسلوكيات العامة في المجتمع والحاجة الماسة لترميمها بهدف إعادة البوصلة إلى اتجاها الصحيح لإقامة مجتمع سليم.

بعد هذه المرحلة خرجت بمجموعتها القصصية "هندباء" التي استوحت اسمها من نبتة الهندباء البرية التي تنمو بين الأشواك دون أن تحصل على أي نوع من الرعاية لكنها تتمتع بفوائد عدة، لافتة أنها في تلك القصص تحدثت عن اهتمام المجتمع بالجمال الخارجي للمرأة، حيث يقوم بإقصاء النساء والفتيات اللواتي لا يمتلكن هذه الصفة، دون التفكير بمصيرهن.

وقد تناولت رشا فرحات في مجموعة هندباء عدة مواضيع وقضايا، الخيانة والهوية والانتماء للبلاد فكانت مواضيع قصة "هوية"، فيما كان للسياسية حضور قوي في قصتها "أقنعة" وما تفرضه من الالتزام بقرارات مجحفة تضعها الجهات المتنفذة المسيطرة في هذا المجال، أما في قصة "صندوق عظام" تطرقت لمعاناة ذوي الأسرى/ات الذين تقوم إسرائيل باحتجاز جثامينهم حتى تتحلل وتصبح رفات.

فيما سلطت الضوء خلال قصتها "اكتئاب واسترخاء" على تجربتها وتجارب غيرها من النساء في مواجهة العقبات السياسية والعقائدية والمجتمعية، في ظل تضارب المفاهيم بسبب تقلب الأوضاع في البلاد، لافتة أن المجموعة القصصية تتكون من 30 قصة في 105 صفحات خصصت لتناول معاناة النساء.

وأضافت أن مجموعة "فرش العجين" وقصة "باب جدتي الأزرق" استوحت قصصها من نساء المخيمات وقضية اللجوء وهموم اللاجئين، فهي لم تعش في المخيمات لكنها كانت دائمة الزيارة إلى جدتها التي تسكن أحدها، ومن خلال هذه الزيارات لفت انتباها احتياجات النساء في ذلك المخيم الذي يفتقر لكثير من مقومات الحياة.

وأكدت رشا فرحات أن المرأة قادرة على فعل ما تريد لوحدها، لأنها استطاعت أن تغير نظرة والدها في هذه المسألة عندما كتبت قصص نجاحها في مجال الأدب وإصدارها العديد من المؤلفات.

وكما تطرقت للصعوبات التي تواجها فأكدت أن الحصار يعتبر العقبة الكبرى في طريقها، فالكثير من المرات تسافر كتبها للمشاركة بالمعارض الأدبية الدولية والمؤتمرات وتبقى هي عالقة في غزة، وبالتالي لا يمكنها التعرف على الثقافات الأخرى والإنتاج الأدبي، لافتة أنها تطمح إلى ترجمة مجموعاتها القصصية إلى لغات أخرى، حتى تتمكن من تسليط الضوء على قضايا النساء عبر بوابة الأدب.

تستعد رشا فرحات لإصدار كتاب جديد يناقش واقع عمل الصحفيات خاصة في ظل وجود رجل يفرض سيطرته ونظرته على هذا المجال، محاكية الظروف التي تكابدنها من خلال نص أدبي محكم، منتظرة ردود أفعال الجمهور والنقاد حوله وتعليقاتهم التي تمثل مدخل جديد للكتابة أو زاوية لتكوين رؤى مختلفة بحسب كلامها.