رحلة روجدا دندارا من البرازيل إلى روج آفا

انتقلت راقصة الباليه والممثلة المسرحية روجدا دندارا من البرازيل إلى روج آفا بشمال وشرق سوريا، للتعرف على نفسها في ثورة المرأة ومشاركة معارفها وتجاربها الفنية معهم، وتؤدي رقصة مختلفة تخدم مجال الفن.

عبير محمد

قامشلو ـ إن ثورة روج آفا بشمال وشرق سوريا، لم تؤثر فقط على أهالي تلك المنطقة، بل أثر على كل شخص محب للحرية في كل منطقة من العالم. انضم المئات من اليساريين الأجانب إلى كتيبة الحرية الأممية التابعة لوحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ) في روج آفا، ولعبوا أدواراً مهمة في الحرب ضد داعش.

منذ بداية ثورة روج آفا وحتى اليوم، يذهب العديد من الأشخاص المناهضين للرأسمالية من دول مختلفة إلى روج آفا ويعملون في مختلف المجالات، من بينهم روجدا دندارا راقصة الباليه والممثلة المسرحية من ساو باولو بالبرازيل، انتقلت إلى روج آفا لحبها للثورة في روج آفا، وبدأت رحلتها في البحث.

 

بحث عن ثورة ونضال المرأة في روج افا!

تقول روجدا دندارا عن الفن وكيفية التعرف على ثورة روج آفا وما الذي جذبها أكثر "أنا راقصة باليه وفي نفس الوقت أقوم بالرقص التعبيري والمسرح. في عام 2017 كنت أقوم بإجراء أبحاث حول النساء الروسيات اللواتي قاتِلن في الحرب العالمية الثانية. سألني أحد الممثلين عن اهتمامي بالتعرف على النساء الروسيات وقال "لماذا لا تبحثين عن المرأة الكردية؟" في ذلك الوقت، لم أكن أعرف شيئاً عن ثورة روج آفا. قرأت في إحدى المجلات عن ثورة المرأة في روج آفا وعن قتال قوات وحدات حماية المرأة ضد داعش. أكثر ما جذبني هو الديمقراطية والفيدرالية في روج آفا. على هذا الأساس، بدأت البحث عن كردستان بشكل عام والنضال في روج آفا".

 

التعرف على روج آفا عن قرب

أوضحت روجدا دندارا أنها قررت القدوم إلى روج آفا للتعرف على مشروع الأمة الديمقراطية ونضال المرأة "أجريت بحثاً مكثفاً بهدف التعرف على مشروع الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية، وحول التعليم والتنظيم الذاتي. بسبب الحب الكبير للثورة في روج آفا، قمت أنا وصديقتي الممثلة المسرحية بالبحث في هذا الموضوع لمدة عامين وكتبنا معاً وأعددنا سيناريو لمسرحية. كانت نتيجة تلك المسرحية جيدة، ولكن بسبب ظروف وباء كورونا، كان من الضروري التوقف لفترة، لكن دراساتنا كانت لا تزال مستمرة وكنت استمد القوة من نساء روج آفا. على هذا الأساس، قررت أن أذهب إلى هناك لأقترب أكثر من ثورة النساء ولكي أفهم نفسي أكثر".

 

"ابتكار رقص ومسرح مختلفين يخدم ثورة روج آفا"

ولفتت روجدا دندارا إلى أنها كانت تسعى إلى ابتكار رقصة ومسرح يخدم الثورة "منذ عام جئت إلى روج آفا للقيام بعمل في مجال الثقافة والفن. أحاول مشاركة وتقديم المسرح الشعبي والرقصات الشعبية لإنشاء مسرح بلغة مختلفة مع شعب روج آفا. في الحقيقة، أريد أن أجمع بين الرقصات الشعبية والرقصات المعاصرة. نحن نعمل على إنشاء مقاطع فلكلورية لروج آفا، لذا فإنني أشارك في باركين. لقد عرفت في حياتي عدة ثقافات مختلفة، وفي الرقص أحاول أن أمزج بينها وبين تلك الموجودة في كردستان. هذه بالتأكيد خطوة جيدة لتقريب ثقافات الدول من بعضها البعض".

 

إنقاذ الثقافة من السلطة

وأشارت روجدا دندارا إلى أن الثقافة البرازيلية تعرضت لهجمات عديدة من قبل السلطات والنظام الرأسمالي، وكان يجب إنقاذها، "عندما جئت إلى روج آفا، أصبحت معرفتي أعمق، وتعرفت على الكثير من الأشياء عن كثب وحاولت التعرف على نفسي. أشعر بالحاجة إلى معرفة المزيد، هدفي هو معرفة شخصيتي والتطور ثم العودة إلى دياري في آبي يالا. أريد أن أشارك وأقدم ثورة روج آفا لأهالي آبي يالا. تأثرت ثقافتنا البرازيلية بالعالم وتم شن العديد من الهجمات عليها، وكثير منهم يبتعدون عن طبيعتهم. لهذا السبب أريد أن آخذ ما تعلمناه من ثقافة روج آفا إلى بلدي ليكون وسيلة لإعادة إحياء الثقافة. يريد النظام الرأسمالي والحاكم دائماً التخريب والنهب، خاصة ضد الثقافات".

 

الأعمال والمشاريع التي شاركت فيها

وعن الأعمال والمشاريع التي شاركت فيها في روج آفا تقول "هناك عدة ميزات وأساليب مسرحية قريبة من المسرح البرازيلي، لذا أحاول إنشاء مسرح بديل معاً، لقد كانا متشابهين بالنسبة لي. بالطبع، نريد إنشاء مسرح بعيداً عن الأنظمة، توجد بعض الاختلافات بين ثقافتنا التي أريد أن أعرف عنها كل شيء. طبعاً، الثقافة الكردية غنية. لقد قدمت تدريباً على الرقص للشابات اللواتي تشاركن في الثقافة والفن. كما شاركت في فيديو كليب "ملحمة PKK" حيث ابتكرنا رقصات معبرة. ربما كانت هناك بعض الصعوبات لأن الطريقة التي رقصت بها كانت جديدة ومختلفة، لذلك كان من الضروري بالنسبة لي تدريب الشابات. شاركت أيضاً في مسرحية (عفدالي زينكي) إلى جانب العديد من المشاريع الأخرى من فيديو كليبات والرقص الحديث والرقصات الشعبية وما إلى ذلك".

 

"إنها تجربة ثرية يجب أن يعرفها الجميع"

ونوهت روجدا دندارا إلى أن تجربتها في روج آفا غنية جداً، فمن الضروري أن يعرف الجميع هذه الثورة، مشيرةً إلى أنه لديها العديد من المشاريع المختلفة للمستقبل "كل يوم يسعدني أن أكون في روج آفا، واتعرف عن قرب على ثقافة كردستان. لقد خاضت النساء في روج آفا نضالاً كبيراً، فهن تعملن بجد للقضاء على ذهنية التمييز الجنسي والأبوي، وهذه ليست نظرية فحسب بل ممارسة يمكن رؤيتها على الأرض. آمل ألا يدرك شعب البرازيل هذا النضال فحسب، بل يجب على الجميع الاعتراف بثورة روج آفا. لقد شعرت بالحب الحقيقي والتقربات القيمة، فقد خلق نضال النساء علامة ذات مغزى وقيمة بداخلي، وخاصة تطوير علم المرأة (الجنولوجيا)".