قصص اجتماعية يرويها كتاب "القصص لا تروى في النهار"

"20 قصة اجتماعية روتها لي جدتي، دونتها في كتاب اسميته "القصص لا تروى في النهار"، لأُبرز أهمية دور القصص والحكايات المتناقلة والمتوارثة، في الحفاظ على الثقافة والتراث من الضياع"، هكذا تقول زيلان حمو

عذراء السعدو
كوباني ـ .
زيلان حمو ذات الـ 24 عاماً كاتبة من مقاطعة كوباني في شمال وشرق سوريا، قررت كتابة القصص التي كانت ترويها لها جدّتها البالغة من العمر أكثر من 70 عاماً، تقول "عندما كنت صغيرة قمتُ بتسجيل صوت جدتي لمدة عام وهي تروي قصصاً ورثتها عن جداتها ليكون ضمن أرشيفي، وبعد دراستي الأدب الكردي، باشرتُ بكتابة القصص عام 2014 والتي كانت أولى أهدافي، لمعرفتي بمدى أهميتها وضرورة الحفاظ عليها من الضياع". 
بدأت زيلان حمو بكتابة قسم من تلك القصص على أوراق لتحتفظ بها كمسودة، إلا أنّها أُجبرت على الخروج مع عائلتها من منزلهم مع بدء هجوم داعش على كوباني في 15من أيلول/سبتمبر 2014، "عُدنا إلى منزلنا بعد تحرير المدينة، ووجدتُ دفتري مبللاً بالماء، وجزءٌ من قصصي قد ضاعت وأُتلفت، لذا سعيتُ لجمع ما تبقى من جديد".
وتتابع "بُمساعدة جدّتي كتبتها مرة أخرى، وبعد الانتهاء منها أرسلتها إلى المطبعة التابعة لهيئة المُثقفين لطباعتها في عام 2016".
ووزع كتابها الذي حمل اسم "القصص لا تروى في النهار" للمرة الأولى في مقاطعة قامشلو في عام 2018، وطبع ألف نسخة منه مرة أخرى عام 2020 في مطبعة شلير، تقول زيلان حمو "قمتُ بتوزيع 200 كتاب على القراء والأصدقاء، ضمن حفلة توقيع الكتاب التي نُظمت في كوباني، وقدمتُ مجموعة منها كهدايا".
وعن اختيارها لاسم كتابها، تقول "القصص في العادة تحكى في الليل ضمن الأمسيات، فلها طابعها المختلف، لأن الجميع يكونون قد انتهوا من أعمالهم، فيبدؤون بعدها بسرد الحكايات".
يتألف كتابها من 260 صفحة، يضم عشرين قصة شعبية مُتناقلة بين الأجيال عن المجتمع والمرأة والزواج القسري، والحرب، والأطفال التائهين، والرجل، وقسم منه للقصص التي روتها لها جدتها، إضافة لما استخرجته من البحث، إلى جانب شرح أسباب كتابتها لهذه القصص، التي كانت بهدف الحفاظ على التراث الكردي.
قارنتُ زيلان حمو بين دور المرأة قبل ثورة روج آفا وبعدها، "المرأة بفكرها ووعيها أثبتت وجودها ودورها الفعال والريادي في قيادة المجتمع والثورة، وخاضت جميع المجالات لتكون نموذجاً تحتذي به نساء العالم، فالمرأة الكردية إبان النظام السوري كانت محرومة من ممارسة ثقافتها والكتابة بلغتها الأصيلة، ناهيك عن تهميشها وتغييبها عن الساحة من خلال العادات والتقاليد الرجعية". 
وأشارت إلى أنّ هناك كُتّاب يختارون الكتابة والتعبير عن مشاعرهم في حالة شعورهم بالفرح والسعادة، وآخرون في الحزن، "أنا أكتبُ عندما يكون الوقت مُناسباً وأكون في حالة نفسية جيدة، وقراءة الكُتب وكثرة الاطلاع والبحث يغني فكر الكاتب، ويفتح الآفاق أمامه للتألق والإبداع أكثر".
وتستهوي زيلان حمو المطالعة للتعرف على جميع أنواع الأدب في العالم، تقول "قرأتُ العديد من الكتب باللغات الكردية، والعربية، والمترجمة من الروسية والإنكليزية، وأقرأ للعديد من الكتّاب منهم ياشار كمال بالكردي والتركي، وجورج أرويل، والكاتبة الروسية سفتلانا لكسفيدش، والكاتب اليوناني نيكوس كزنتناكيز، والكاتب الصيني يوهوا، إضافة إلى الكاتب طيب الصالح وحليم يوسف، وريناس جيان".
وتدون زيلان حمو إلى جانب الكتابة، القصص في كروب سينما روج آفا، التحقت بأكاديمية الشهيد يكتا هركول عام 2017، لمدة عام وثلاثة أشهر، وتكتبُ السيناريوهات للسينما، "أشارك في هذه الفترة بفيلم عن كوباني وبعد الانتهاء منه سأبدأ بكتابة القسم الأخير من كتابي "القصص لا تحكى بالنهار"، والذي يتضمن 20 قصة.
ولتعزيز دور الأدب والثقافة الكردية، وصونه من الاندثار، تقول "هدفي من الكتابة ليس فقط إصدار الكتب، بل التطور والوصول لمراحل متقدمة، وحماية ثقافتي الكردية من الزوال".