قلعة زمبيل فروش في انتظار الترميم

قلعة زمبيل فروش التاريخية الواقعة في فارقين بمدينة آمد، وجدرانها غير محميين، تقع القلعة في المنطقة المعروفة باسم عاصمة مروان في التاريخ وهي عبارة عن مبنى تاريخي يعود إلى العصرين الروماني والبيزنطي

تقع قلعة زمبيل فروش في منطقة فارقين (سيلفان) بمدينة آمد في شمال كردستان، على الرغم من ثرائها التاريخي، لا يتم الحفاظ عليها وحمايتها، تم إنفاق الملايين بحجة ترميمها إلا أنها مازالت مهترئة وهشة، وأكد أهالي البلدة على ضرورة ترميم القلعة حتى لا تتضرر أكثر نظراً لأهميتها التاريخية والأثرية. 
 
مدينة مامد اوغلو
آمد ـ . تضررت أسوار المدينة التي يبلغ طولها 2200 متر وارتفاعها 25 متراً و50 حصناً و9 بوابات. ومع مرور الوقت بسبب الدمار الذي شهدته، لم يبق منها اليوم سوى القلعة والجدران، على الرغم من أنه يقال إنه تم "ترميمه"، فإن الحالة النهائية للجدران تفاجئ من يراها، في حين أن النقوش على المبنى التاريخي والقمامة المحيطة به تفسد جماليات المبنى.
 
الأهداف لم تنفذ
في آذار/مارس 2019 بدأت أعمال ترميم المبنى التاريخي بالتعاون مع محافظة سيلفان ومديرية التتابع والمعالم الأثرية. الهدف من الترميم الذي أجري في قلعة زمبيل فروش وبوابة كولفا وحصن النقوش بتكلفة مورد بلغت 1034759 ليرة تركية، كان تنظيف المباني التاريخية ومحو الكتابات على الجدران الحجرية وتنظيف المساحات بين الحجارة، وبينما تم إغلاق الشقوق بالجص أثناء أعمال الترميم، فشلت الأعمال المستهدفة للترميم في الوصول إلى أهدافها. 
 
تتساقط حجارة المبنى الواحدة تلو الأخرى
في حين أن النقوش على القلعة والجدران المتصلة بالقلعة والتي يُزعم أنها أعيد ترميمها لا تزال قائمة فإن القمامة حول الجدران لا تفلت من الانتباه. ولأن حجارة المبنى التاريخي غير محمية، فإنها تتساقط واحدة تلو الأخرى، ولا يتم اتخاذ إجراءات أمنية فيما يتعلق بالحجارة المتساقطة. على الرغم من أهميته التراثية فإن المبنى التاريخي الذي تركته السلطات لمصيره غير مرئي. وأوضح أهالي البلدة أنه يجب حماية القلعة دون مزيد من الأضرار لأنها تخفي في طياتها تاريخ وحضارة عريقة. 
 
أسطورة زمبيل فروش
قلعة زمبيل فروش مبنى تاريخي معروف في المنطقة بأنه شاهد على أسطورة زمبيل فروش، وشاهد على ملحمة "مم وزين" و"سيابند وخجي" التي تروى قصصهم عبر الأغاني الشعبية.
حكاية بائع السلال (زمبيل فروش) واحدة من الحكايات الشعبية المنتشرة (محكية ومغناة) في أرجاء كوردستان وبعض المناطق المجاورة لها. تقول الحكاية أن بائع الزنابيل كان شاباً غنياً وسيماً، وإنه كان فتى متنعماً غارقاً في الملذات قلما يغادر قصر أبيه، ولا يعرف شيئاً عن أحوال الفقراء والكادحين ومعاناتهم.
لكنه خرج يوماً من القصر ووقف، على أحد القبور فصدم برؤية عظام الموتى البالية وادرك أن الموت نهاية كل شيء، فيقرر أن يتوب ويغادر حياة الترف والنعيم ويهجر قصر أبيه ويعيش من عرق جبينه. وهكذا خرج مع زوجته وأطفاله الصغار ليعمل في حياكة السلال وبيعها للناس في القرى والمدن حتى يصل في أحد الأيام إلى مدينة فارقين. كان حاكم المدينة رجلاً طاعناً في السن كثير المشاغل لكن زوجته شابة حسناء، وحدث أن زمبيل فروش مر من أمام القصر وهو ينادي على بضاعته وأبصرته الأميرة الجالسة في الشرفة فهامت بحبه على الفور وأرسلت إحدى خادماتها لاستقدامه. ثم لحق بالخادمة ودخلا القصر. قادته الخادمة إلى الديوان وما أن دخل الفتى حتى أقفلت كل الأبواب كما خططت الأميرة التي بدأت بمراودته عن نفسه عارضة عليه وصالها وهي تغريه بكل مفاتنها وتعده بأن تغنيه. فتن الشاب بجمالها ووقع هو الآخر في حبها على الفور، ولكن أبى الأمير العيش معها، والأميرة كانت مصرة على بقائه لأنها لا تحب زوجها العجوز. أغلقت الأميرة الباب على الفتى إلا أنه ألقى بنفسه إلى الشارع وجاد بروحه، وهكذا سميت القلعة باسم "زمبيل فروش".