نساء تعملن على تصميم الزي الفلكلوري الكردي في كوباني

لا تزال النساء في مدينة كوباني تعملن في صناعة الأشغال اليدوية والتطريز المتميز بألوانه وتصاميمه لتحافظن عليه من الاندثار.

نورشان عبدي

كوباني ـ تشتهر مدينة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا بالعديد من المهن ومن بينها الأشغال اليدوية وتطريز الزي الفلكلوري للمدينة الذي يمثل ثقافة وهوية المرأة الكردية.

تعد الأعمال والأشغال اليدوية من أكثر النشاطات التي تقوم بها النساء في المنزل، ومن خلال هذه الأعمال تُمكن النساء مهارتهن وتنتجن أعمالاً مختلفة لتزيين بها منازلهن، وفي الآونة الأخيرة عادت ثقافة ارتداء الزي الفلكلوري في مدينة كوباني بأشكالها وتصاميمها المختلفة الذي يضم الزي الكردي لهذه المدينة كالكلابيات والفساتين والخفتان المطرز، حيث تعمل النساء في المنطقة بحياكة الملابس والتطريز إلى جانب عملهن في صناعة أغطية الطاولات ونقش الزخارف على أقمشة الوسادات، ورسم النقوش الملونة على قطع الدانتيل.

وحول هذا الموضوع وعن سبب اختيارها لهذه المهنة تقول جميلة موسى البالغة من العمر 49 عاماً من قرية أيدق الواقعة جنوبي مدينة كوباني تعمل في حياكة وتطريز الألبسة والمشغولات اليدوية "وأنا في السابعة عشر من عمري كنت أعيش في مدينة الرقة مع عائلتي، أحببت مهنة الحياكة والتطريز كثيراً عندما كنت أرى النساء وهن تطرزن الألبسة بشكل رائع أحببت عملهن كثيراً لذلك اتخذت قرار بتعلم التطريز اليدوي، كانت أول القطع التي طرزتها هو فستان لنفسي أعجبني كثيراً، أيقنت وقتها أنني تعلمت التطريز بشكل جيداً لأتخذها بعد فترة مهنة لي".

وأشارت إلى أنها في البداية كانت تمارس هذه المهنة كموهبة فقط، لتصبح بعد فترة هذه الهواية مهنتها " تمارس النساء مهن الحرف اليدوية كالخياطة والتطريز فغالبيتهن تعتمدن على هذه المهن من أجل إعالة أسرهن".

وأوضحت أنها تعيش وحيدة في المنزل ليس لديها أطفال لذلك يعد التطريز والأعمال اليدوية من أمتع المهن بالنسبة لها "أعمل في تطريز الفساتين والكلابيات أنتج أعمال جيدة وذات مظهر جميل، منذ أكثر من 15 عاماً وأنا أعمل في مهنة التطريز اليدوي الذي يحتاج إلى دقة وإتقان، فهو يحوي الكثير من النقوش والرسومات لذلك أعمل وفق طلب الزبونة".

وأشارت إلى أنها تنقش على القماش بالخيوط الخاصة بالتطريز فهناك رسومات عديدة حسب الأقمشة والتصاميم كالرسمات الخاصة بالكلابيات والخاصة بالفساتين، مؤكدةً أنه بإرادة وتصميم المرأة يمكن أن تعتمد على ذاتها اقتصادياً "ليس لدي من يؤمن قوت يومي ومستلزماتي، لذا عملت كثيراً من أجل تمكين نفسي، بذلت جهداً كبيراً حتى أصبحت اليوم صاحبة عمل ومهنة في منزلي الصغير".

وأوضحت بأنه إلى جانب اعتمادها على ذاتها ساهمت في المحافظة على ثقافة مدينتها من الاندثار "بالنسبة لي ثقافتي وتراثي هي هويتي لذلك أعمل على المحافظة عليها من الاندثار ونشر ثقافة ارتدائه بين النساء فبارتدائنا المستمر لهذا الزي الفلكلوري سننقله للأجيال القادمة لكي يحافظوا عليه، على الرغم من أن العمل بهذه المهنة صعب جداً لكنني مستمرة به".

وأضافت أنه إلى جانب عملها في التطريز والحياكة تعمل أيضاً على صناعة الأشغال اليدوية والسجاد اليدوي "تعلمت صناعة السجاد اليدوي من والدتي التي كانت تصنع السجاد بكل التصاميم"، لافتةً إلى أن صناعته تحتاج إلى الكثير من الدقة، حيث يدمج النول خيوط الصوف والحرير بألوانهم المختلفة لإنتاج قطع ذات نقوش متميزة، مشيرةً إلى أنه بات في السنوات الأخيرة من النادر العمل على النول وصناعة السجاد اليدوي.

وفي نهاية حديثها طالبت جميلة موسى الأجيال القادمة السعي من أجل المحافظة على ثقافة وتراث مدينتهم "يجب على الجميع أن يحافظوا على ثقافتهم وتراثهم ويقوموا بحمايتها من الاندثار لأنها تمثل أصالتهم وهويتهم".