مصممة الديكور إيلاف حجازي تخصص جزء من عملها لمساعدة المعنفات
لا شك أن هدوء المنزل وألوانه وإضاءته وبساطة تصميمه له دور أساسي ينعكس على كل من يقطنه وفي مقدمتهم النساء
أسماء فتحي
القاهرة ـ لا شك أن هدوء المنزل وألوانه وإضاءته وبساطة تصميمه له دور أساسي ينعكس على كل من يقطنه وفي مقدمتهم النساء، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد ولكنه يساهم أيضاً في امتصاص حالة الغضب والخوف والانزعاج، فالكثيرات يحتجن لتلك اللمسات البسيطة كي يتمكن من تجاوز حالة الصراع التي يقعن فريستها من وقت لآخر.
للتعرف على تلك اللمسات والنصائح المرتبطة بالشكل الجمالي للمنزل كان لنا لقاء مع مهندسة الديكور إيلاف حجازي، التي أطلعتنا على الكثير من الأفكار الهامة والمؤثرة، وسردت حجم الانعكاس الذي يحدثه ديكور المنزل وأثاثه على المرأة، بل ومسببات تغير المشاعر واضطرابها.
الأفكار التي نستعرضها في حوارنا مع إيلاف حجازي ارتبط جانب منها بالموضة وانعكاسها على أفكار النساء، وجانب آخر تعلق بعملها على تصميم أفكار لأماكن تستقبل النساء فقط وخاصة المعنفات، لذلك سنقف في حديثنا معها على مجموعة من العوامل والنصائح التي تساعد المعنفات على تجاوز صدماتهن من خلال الديكور الداخلي والإنارة.
حدثينا عن تأثير اللمسات الفنية في الديكور على الحالة النفسية بشكل عام وعلى النساء على وجه الخصوص؟
أكثر فرد في الأسرة يمكث في المنزل هي المرأة وهناك مجموعة من العوامل تساعدها على الاسترخاء والاستمتاع بوجودها داخل منزلها، منها استخدام خامات تدعم الراحة النفسية وقريبة من الطبيعة.
واستخدام أثاث ذا ألوان هادئة ينعكس على الجميع وخاصة إذا كان قريب من الطبيعة، بالإضافة للألوان الهادئة التي تساعد على امتصاص الغضب وإضفاء حالة عامة من الهدوء بمجرد دخول المنزل.
وفي المطبخ يجب أن يراعى وجود مساحات مريحة في الحركة، والإضاءة هامة جداً وكذلك الخامات المستخدمة التي تساعد على إراحة العين والسعادة الضمنية.
في الفترة الأخيرة كان هناك إقبال على التراث بأشكاله المختلفة في الأماكن العامة. هل يمكننا القول إن الذوق المصري اختلف في الديكور؟
مازال الذوق في السوق هو المسيطر في الأماكن السكنية إلى حد كبير على الرغم أنه لا يحقق الراحة النفسية أو البصرية، ويتم لمجرد مسايرة الأشكال المطروحة، لكن نسبة قليلة تحاول أن تعود بأثاث منزلها للأشكال القديمة المريحة والأقرب نفسياً إليهم.
أما في الأماكن العامة خاصة تلك الموجودة في دهب ونويبع على النيل ومقاهيها فهي تبحث عن تلك اللمسات، في محاولة منها لجذب قطاع أكبر إليها، والكثير منها يبحث عن العناصر الأقرب للطبيعة من خلال وجود شلال أو نافورة وكذلك في اختيار الأخشاب لأن ذلك أصبح أقرب لقلوب رواد تلك المناطق.
هل ترين صعوبة في عمل المرأة بمجال الديكور على وجه التحديد؟
عدد النساء قليل في مجال هندسة الديكور والهندسة بشكل عام، ففكرة نزول المرأة لأماكن عمل بها عدد كبير من الرجال والعمل وسط العمال فكرة ليست مستساغة إلى حد كبير.
اعتقد أن النساء الآن في مرحلة البدايات ففي مجال هندسة الديكور هن موجودات وحضورهن قوي ومؤثر، وخضن بالفعل التجربة بنجاح كبير وأصبح لهن اسم في السوق بل أن لهن بصمة يتم البحث عنها.
وأرى أن اختيار المرأة للديكور هو الأنسب فنحن شديدات الملاحظة نرى 50 لون ربما لا يرى منها الرجال أكثر من لونين، لذلك فالنساء يستطعن الخروج بمنتج له ذوق وبمقاييس معمارية أدق، كما أنهن أكثر هدوءً في التعامل، بالإضافة إلى أن أكثر من يتعاملن معهن نساء لأن المرأة بالأساس هي التي تبحث في التفاصيل وتختار شكل منزلها وعادة ما تميل للتعامل مع المهندسات من النساء.
في الفترة الأخيرة وجدنا استخدام الفن والألوان والموسيقى لمساعدة النساء على التعافي من التعنيف. فإلى أي مدى ترين أن ديكور المنزل وألوانه وإضاءته يؤثرون عليها؟
تأثير الألوان والخامات والإضاءة هام جداً على النساء اللواتي تعانين من ضغوط بشكل عام، والأمر ليس قاصر على فكرة التعنيف فقط بل أنه يشمل حالات الاكتئاب سواء في الحمل أو بعد الولادة أو في الأوقات المختلفة وأياً كانت الأسباب.
فهناك على سبيل المثال واحدة من كبرى المستشفيات طلبت مني عمل ديكور مختلف لغرف الولادة بها كي تكون مبهجة ومحببة للنفس حتى لا تشعر النساء أنهن في مستشفى، في محاولة منهم لإضفاء حالة من السعادة عليهن عقب الولادة والمعاناة التي تحدث لهن.
وعلى شاكلة المستشفيات هناك الكثير من الأماكن باتت تبحث عن الراحة والهدوء في تصميماتها، وأغلبها بات يقترب إلى الطبيعة لإدراكها أنها تمنح الإنسان الشعور بالطاقة والراحة والبهجة.
هناك أكثر من فكرة تشاركتها النساء في الفترة الأخيرة للعمل في مجال الحرف اليدوية. هل ترين أن فرص خلق مجال عمل يدوي مشترك للنساء أكبر خلال الفترة المقبلة.
مجال العمل اليدوي مفتوح على مصراعيه للنساء فهن متميزات في مختلف أعمال الهاند ميد، ولدينا محافظات لها طابع خاص يمكن الاستفادة من منتجاتها في تصميم الديكور المختلفة، ومنها على سبيل المثال "الكليم" الذي يتم تنفيذه في الفيوم، وهناك إمكانية لعمل مبادرات لإدخال تلك الأعمال والاستفادة منها بشكل أوسع بما يفتح الأفق بشكل أكبر لعمل النساء ويدر عليهن الدخل المناسب. لكننا بحاجة إلى متخصصين يساهموا في إظهار التراث المصري الأصيل بدرجة من الدقة تلائم حجم وعظمة هذا التراث.
تحدثنا عن حجم تأثير الديكور على المشاعر الإنسانية المختلفة. فهلا قدمتي لنا مجموعة من النصائح للنساء تساعدهن على تحقيق بغيتهن في منزل هادئ ومريح نفسياً؟
بداية يجب أن ننطلق من فكرة احتياجنا للبهجة والهدوء ومنه علينا أن نلغي ألوان محددة منها الذهبي والبني على سبيل المثال، ونبحث عن الألوان المبهجة والمريحة والساخنة التي تساعد العين على الراحة عند النظر إليها، ومنها البرتقالي والموف.
وأيضاً يمكن النظر إلى ألوان الزهور ونبدأ في تدريجها بالمنزل، والأهم أن نفكر في اتاحة المساحات من خلال اختيار السجاد الأصغر حجماً والذي يحتوي على ألوان مبهجة.
ويجب أن يكون هناك ممرات للحركة في البيت تصل لجميع الأماكن لذلك يجب أن نقلل في الأثاث قدر الإمكان لتصبح هناك مساحة للتنفس والفراغ والعناصر الطبيعية كوضع نافورة صغيرة مثلاً، والأهم أيضاً وضع نباتات ووحدة إضاءة مناسبة ولابد أن تكون تلك الإضاءة هادئة، فكلما كان الديكور أبسط كلما أصبح أكثر جمالاً.
وهناك مكان مهمل في البيت وهي البلكونة التي يجب الاستفادة منها في عمل مكان للجلوس للاستمتاع بالهواء مع وجود نباتات خضراء ومتنفس مريح لأنها بالفعل تجعل الحالة النفسية تتبدل تماماً.
ويجب أن تميل الخامات المستخدمة بشكل عام للطبيعة لأنها أقرب للنفس وعادة ما تجعل طاقة المكان حية، والأهم أيضاً أن تصل الشمس للمنزل وكذلك الهواء، والإضاءة الصفراء الأقرب للشمس تمنح الإحساس بالدفء، والموسيقى هامة جداً لذلك فتوزيع السماعات بالمنزل يعطي انطباع بالطاقة المريحة.