من رحم ثورة روج آفا... السينما الكردية

أكدت عضوة في كومين فيلم روج آفا جيا هجران جيجك، أن السينما الكردية خرجت من رحم ثورة روج آفا، وبينت للعالم بأكمله بأنه بالإرادة الحرة يستطيع المرء تطوير كافة مجالات الحياة ضمن المجتمع رغم الظروف الصعبة.

شيرين محمد

قامشلو ـ يعد كومين فيلم روج آفا تجربة رائدة في مجال السينما الكردية في شمال وشرق سوريا، إذ يعمل منذ عام 2015 ومع بداية الثورة في تطوير السينما الكردية بروح المقاومة والنضال إلى جانب قيادة الثورة.

رغم الصعوبات والظروف التي تمر بها مناطق شمال وشرق سوريا، إلا أن السينما الكردية تتطور في إطار المقاومة والنضال لتكمل الثورة وتصبح جزءاً منها وتوثق نضال المجتمع وما مر به من خلال المسلسلات والأفلام الوثائقية والقصيرة، ولعب كومين فيلم روج أفا دوراً كبيراً في تأسيس وتطوير السينما الكردية، إذ يعد أول مؤسسة سينمائية في روج آفا تجسد قصص الثورة.

وحول بداية تأسيس كومين فيلم روج آفا، قالت جيا هجران جيجك عضوة في كومين فيلم روج آفا "تأسس كومين فيلم روج آفا في عام 2015، بإمكانيات بسيطة وسط الكثير من التحديات التي كانت تواجه المنطقة، وصعوبات في ضم أعضاء إلى السينما وأشخاص مختصين لتقديم المساعدة لنا في بعض الأمور التي نحتاجها".

وعن دور المرأة في تأسيس وتطوير السينما، توضح "كان للمرأة دور فعال في تأسيس الكومين إذ أن غالبية الأعضاء كانوا نساء وفتيات، واستطعنا أن نصل إلى مستوى بارز، وركزنا على تعريف المجتمع بالسينما ونظمنا أنفسنا لبناء أساس متين للسينما في روج آفا".

وأضافت "خلال ثمان أعوام، تمكنا من تصوير العديد من المسلسلات والأفلام القصيرة، والوثائقية، وبالرغم من أننا بدأنا بالعمل في وقت متأخر وفي منطقة لم يكن للسينما دور بارز فيها، إلا أنه استطعنا العمل على مسلسلات وأفلام عالية المستوى، كما أن المجتمع قدم لنا الدعم وفق إمكانياته إن كان من الناحية المعنوية أو المادية".

وعن الصعوبات التي واجهت عملهم، تقول إن المنطقة كانت بعيدة جداً عن المجال السينمائي لذا كان من الصعب تعريف المجتمع بالسينما "قبل ثورة روج آفا كانت الحكومة تضغط على المجتمع وتحاول بقدر الإمكان إبعاده عن ثقافته وعاداته، كما مارست عليه سياسية التطبيع بحرمانه من لغته وفرض لغة واحدة على جميع المكونات، لذا اليوم نعتبر ما قمنا به خطوة كبيرة لأن المجتمع أصبح يعمل في مجال التمثيل السنيمائي وبلغته الأم، ووفق ما يحدث في الواقع دون تهميش دور أي أحد أو إخفاء أي حقائق موجودة".

ولفتت إلى أنه في ظل ما تتعرض له روج آفا من هجمات وممارسات تعسفية من قبل تركيا، إلا أنهم مستمرين بعملهم ولم يتوقفوا يوماً واحداً عن التصوير "رغم جميع الصعوبات والهجمات لم نتوقف عن تصوير أفلامنا وتوثيق ثورتنا من خلالها، ففي آخر مسلسل قمنا بتصويره، لم تتوقف طائرات الاحتلال التركي عن التحليق في سماء منطقتنا ووضعنا أمامنا خيارين إما الاستمرار في عملنا أو الاستشهاد".

وحول السينما في روج آفا، تقول "نعرفها بسينما الثورة لأنها تحاكي الواقع حتى بأصغر التفاصيل والسيناريوهات الحقيقية من داخل المجتمع، والكاميرا كانت سلاحنا الوحيد"، مشيرةً إلى أنه "كان للثورة الدور الأكبر في تطوير عملنا هذا، ولعبت المرأة دوراً مهماً في النهوض بالمجتمع وتطوير السينما إذ أننا نرى بأنه يوجد في يومنا الراهن نساء مخرجات، ممثلات، كاتبات".

وعن الأفلام التي تم تصويرها، أوضحت جيا هجران جيجك أنه قاموا بتصوير العديد من الأفلام والمسلسلات منها "أفينا كرد"، "مقاومة سور"، "بربو"، "تافا صور"، فيلم "مقاومة كوباني"، "كافا شتل مزن دبي"، لافتةً إلى أنه كان لهذه الأفلام تأثير على العالم وتم عرضهم في العديد من المهرجانات العالمية أيضاً.

وعن الهدف من تطوير السينما في روج آفا، تقول "كان المجتمع يتأثر كثيراً بالأفلام التركية والهندية، لذلك نعمل بكل جهدنا على إصدار أفلام تحاكي واقع المجتمع، ففي آخر عام عملنا على مسلسل "أفينا كرد" تدور أحداثه حول ثورة روج آفا ومقاومة الشعب والمرأة فيها، ولا يزال المسلسل قيد العرض".

وفي ختام حديثها، بينت جيا هجران جيجك أنهم يسعون إلى افتتاح أكاديميات رسمية من أجل تطوير السينما الكردية "السينما هي جزء من الثورة بلغتنا وثقافتنا نقدم كل ما لدينا ونعمل على تطويرها في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة، أي أننا نقدم سينما ثورية ضمن الثورة".