من خلال لوحاتها تعالج قضايا المرأة المسكوت عنها

سخرت الفنانة حنان دربال ريشتها لمعالجة قضايا مسكوت عنها تخص المرأة، وحصدت أفضل الجوائز وطنياً ودولياً لإيمانها بأن الفن رسالة وليس تجارة.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ أوضحت الفنانة حنان دربال أن الرسم بالنسبة إليها هو هواية وشكل من أشكال العلاج والتداوي الذاتي بعد متاعب العمل اليومي ومشاقه وهو شكل من أشكال التعبير عن الواقع المعاش ومحاولة إصلاحه.

منذ طفولتها وجدت حنان دربال نفسها تميل إلى الرسم واستعمال الألوان وتنجز رسومات شدت انتباه المعلمات والمعلمين، وبدأت المشاركة في المسابقات، فنمى حبها للرسم مع تقدمها في العمر، لتخصص وقتها بعد تخرجها من الجامعة في فن الرسم الذي بات متنفساً لها للتعبير عن ذاتها والواقع.

فهي فنانة تشكيلية عصامية حاصلة على العديد من الجوائز العالمية والوطنية، ففي عام 2016 حصلت على الأوسكار الفني للتشكيليين العرب وحصلت في عام 2013 على الميدالية الذهبية في القطع الصغيرة بملتقى في مصر، ولديها مشاركات دولية مثلت فيها تونس ولبنان في مجال التراث اللامادي ولديها العديد من المشاركات بالبلدان المجاورة على غرار الجزائر والمغرب.

وحول هذا الموضوع تقول "المواضيع التي تجسدها لوحاتي هي مستوحاة من واقعنا والرسم بالنسبة لي هو ملجأ لأعبر فيه عن كل ما نمر به ونعيشه في بلادنا".

 

حضور بارز لمعالجة قضايا المرأة في لوحاتها

يلاحظ المتأمل في لوحات حنان دربال حضوراً بارزاً للمرأة حتى أنها نظمت معرضاً لهذه اللوحات بعنوان "معرض فسيفساء النساء"، وحول ذلك قالت "كل اللوحات التي رسمتها عن المرأة كانت واقعية بحكم عملي الذي يمس الجوانب المتعلقة بالمرأة خصوصاً والمتعلقة بالاجتماعيات عموماً أو مستوحاة من قصص أشخاص، وإحدى هذه اللوحات هي لوحة العقم التي تناولت قصة واقعية لامرأة طردتها عائلة زوجها إلى الشارع لأنها لم تنجب الأطفال وهي يتيمة، وكذلك لوحة الفقر التي تناولت قصة امرأة مسنة اشاهدها يومياً وهي تطعم القطط، ولوحة الهجرة السرية التي تحدثت عن المرأة التي غرقت في البحر مع ابنها، وزنا المحارم التي تناولت اعتداء الولد على والدته في إحدى المناطق الريفية والذي تبين أنه يتناول حبوباً مخدرة".

وأضافت "في السابق عملت بوزارة المرأة، التي كانت تستقبل العديد من النساء المعنفات اللواتي تتحدثن عن قصصهن مع العنف، فكنت حينها لا أستطيع النوم وألجأ إلى الرسم لإخراج ذلك الشعور، ورسمه على اللوحات فتكون بمثابة العلاج بالنسبة لي"، مبينة أن الفن يعالج جميع القضايا وليس قضايا المرأة فحسب، ومن خلال الفن يمكن إصلاح المجتمع.

وأوضحت أن مشروعها القادم سيكون عن الأسرة "ما زلت أعمل على إعداد اللوحات لإكمال المشروع، ولم يتم حتى الآن الكشف عن الموعد المحدد له".

وحول المصاعب والعراقيل التي تعترضها كفنانة بينت "رسم اللوحات يتطلب مني جهداً في إيجاد موضوع ثم البحث عن معطيات حول الموضوع في مجال علم النفس والاجتماع والتاريخ كما أن أدوات الرسم مكلفة وباهظة".