من خلال المسرح... تجسد ديانا الأيوبي قضايا المرأة

كسرت ديانا الأيوبي نظرة المجتمع التقليدية والعادات والتقاليد التي تقيد المرأة بدخولها عالم المسرح واستطاعت من خلاله إيصال رسائل متعددة تتعلق بقضايا النساء والفتيات المعنفات والمهمشات في قطاع غزة.

نغم كراجة

غزة ـ "ليس هناك ما يمنعني من ممارسة هوايتي، أحب ما أفعله ولا أنتبه لما يقوله المحيط السوداوي" هذا ما قالته الممثلة ديانا الأيوبي التي تحدت نظرة المجتمع من خلال عملها في مجال المسرح.

الممثلة الفلسطينية ديانا الأيوبي (30) عاماً، تخرجت من كلية الإعلام والاتصال منذ سنوات لكن دون تحصيلها لمجهود دام أربع سنوات، دخلت عالم الفن منذ صغرها صدفة ليتحول إلى مصدر دخل.

وقالت "عندما كنت في السابعة من عمري أقبلت على التسجيل بمخيم في الهلال الأحمر وكان أمامي عدة مقترحات منها الرسم والدبكة لكني اخترت المسرح الذي لفت انتباهي، وأول عمل نفذته هي مسرحية "الفتى الضائع" التي أدهشت الجميع، ونلت تشجيع عائلتي التي دفعتني إلى الاستمرار في التمثيل".

وتميزت ديانا الأيوبي بأدائها الفني البارع، واقتماص دور الشخصية بجدية كما الحقيقة، واستطاعت إيصال رسائل متعددة حول العديد من قضايا النساء والفتيات المعنفات والمهمشات في قطاع غزة، ومن أبرز أعمالها الفنية العرض المسرحي الذي عرض قبل عامين تحت عنوان "هي هيك"، والتي جسدت فيه دور الفتاة التي تحرم من الميراث بعد وفاة والديها بسبب العادات والتقاليد التي أدت إلى زيادة الضغط النفسي عليها ووفاتها.

وأوضحت أن هناك عرض مسرحي كبير مقسم لجزأين، يحاكي واقع النساء المعنفات، نفذ منذ عام ونصف تقريباً، وأطلق عليه اسم "الحكواتي"، الجزء الأول كان باسم "فرقة" وكان يسلط الضوء على تدريب النساء للدفاع عن أنفسهن لمواجهة العنف السائد في المجتمع، أما الجزء الثاني جسدت فيه دور عاملة نظافة في مستشفى يعمل بها مجموعة من الممرضات كل منهن تروي قصة تعنيفها.

وقالت أن آخر أعمالها الفنية مسلسل "مأجرين كل الطوابق" الذي تحدثت فيه عن المشاكل الأسرية المؤلف من 15 حلقة، مدة كل حلقة 10 دقائق، والذي عرض في نيسان/أبريل الماضي.

وبينت أن استعدادها للتمثيل وتجسيد الدور يستغرق منها تدريب من شهر إلى شهرين حسب مدة الفيلم أو المسلسل "لقد صنع الفن معاني كثيرة في عالمي منها حب الذات بطريقة إيجابية، وقوة الشخصية، بالإضافة إلى تشجيع الأهل المستمر وإبداء المشاهدين إعجابهم بالأداء مما جعلني استكمل المسيرة بكل شغف".

وأوضحت أنه "ليس كل امرأة لديها القدرة وإمكانية العمل في مجال التمثيل، فهناك عدة شروط يجب توافرها منها الثقة بالنفس، الجرأة، الإمكانيات الجسدية والعقلية، وامتلاك الموهبة والحضور"، مشيرة إلى أنه هناك عوامل أخرى تمنع المرأة من ممارسة التمثيل كنظرة المجتمع وثقافته السائدة منذ عقود طويلة، وسيطرة العادات والتقاليد التي تحكم الفتاة ألا تعمل في وسط يعمل فيه الرجال.

وأكدت أن المرأة تستطيع إيصال الرسالة والفكرة وتعبر عن حقوقها وقضيتها لكن حين تعتبر ذلك مبدأ وليس مجرد مهمة "لابد أن تقتنع المرأة بالمحتوى الذي تقدمه حتى تستطيع إقناع فئات المجتمع، بالإضافة إلى وجود داعمين لها تستند على تحفيزهم".

وحول التحديات والمصاعب التي واجهتها قالت "تركت العمل لمدة 10 سنوات تقريباً بسبب اعتراض الأشخاص المحيطين وانتقادهم لطبيعة عملي، لكن الضغوطات النفسية والاكتئاب جعلني أعود لممارسة هوايتي من جديد عام 2017، واستطعت أن ألفت الأنظار إلي مرة أخرى".

قررت ديانا الأيوبي الاستمرار في مجال التمثيل والفنون المسرحية نظراً لعدم وجود فرص عمل تناسب تخصصها بالرغم من خبرتها، فبدايتها في التمثيل كانت مجرد هواية بأجر ضئيل إلى أن أصبح مصدر دخل، لاعتمادها على ذاتها وتحقيق كيانها بتدبير شؤونها اليومية، وبالرغم من محدودية المقابل المادي لكنها تصر أن شغف العمل أهم من الأمور المادية.

وفي ختام حديثها أكدت ديانا الأيوبي أنه "على المرأة أن تخرج من القوقعة التقليدية وتكسر حاجر الخوف وتتخلى عن العادات والتقاليد المغلوطة، وتبحث عما تحبه وتفعله".