من خلال الفن السينمائي تجسد لانا عوض قضايا المرأة المختلفة
تنمي الفنانة الفلسطينية لانا عوض موهبتها في الفن السينمائي من خلال تجسيد عدة شخصيات وقضايا نسائية.
رفيف اسليم
غزة ـ جسدت لانا عوض عدة شخصيات سينمائية من خلال فنها الذي تقدمة، وتسعى أيضاً إلى تجسيد قضايا نسائية، مستنكرة تعرض الفتيات للعنف الأسري.
لم تكن تمتلك الفلسطينية لانا عوض البالغة من العمر 24 عاماً، سوى موهبة الرسم، لتبدأ بممارسة الفن السينمائي قبل أن ينتشر في قطاع غزة.
جسدت لانا عوض عدة شخصيات كالموناليزا وأخرى سينمائية كمارلين مونرو، إضافة إلى أبطال الكرتون من خلال الرسم على وجهها، حتى أصبح في حصيلتها اليوم مجموعة من الأعمال المنشورة عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
بدأت قصة لانا عوض عندما كانت في المرحلة الإعدادية، حينها لم يتجاوز عمرها الـ 11 عاماً، فتجسدت محاولاتها الأولى من خلال الرسم على يديها، لتقلد عدة شخصيات كرتونية كانت تتابعها في صغرها، كما أوضحت.
ولفتت إلى أنها أخفقت عدة مرات لكنها كانت مصممة أن تبلغ الهدف إلى أن نجحت في رسم أي شخصية تريدها وبدقائق معدودة نتيجة التمرينات المستمرة، مشيرةً إلى أنه "كان من الصعب أن تتطور مهاراتي في ذلك الفن بسبب عدم وجود مدربين، فاعتمدت على مشاهدة فيديوهات عبر الانترنت ولاحظت تطور في أدائي من خلال الأعمال التي بدأت بإظهارها".
وعن الفن السينمائي الذي بدأ العديد من الفنانين بممارسة خلافاً كما كان عليه في السابق قالت "هناك لغط عما يشاع بما يتعلق بالفن السينمائي وهو أنه عبارة عن تجسيد الجروح والدماء، بينما يشمل ما هو أبعد من ذلك بكثير كالرسم ثلاثي الأبعاد".
ولفتت الانتباه إلى أن لكل شخصية قواعد معينة، فرسم الموناليزا على سبيل المثال يختلف عن رسم النمر الأبيض أو الباندا أو الأسد، ووفقاً لذلك فإن لكل رسمة وقت معين تستغرقه حتى تنهيها ببراعة ربما تصل لثلاث ساعات متواصلة وأكثر.
ولم تكتفي لانا عوض برسم الشخصيات فقط بل أنها تسعى إلى تجسيد قضايا النساء من خلال فنها وموهبتها، حيث أن أول عمل لها كان لوجه تنزف منه الدماء ومليء بالكدمات لتعبر عن غضبها من حادثة قتل إسراء غريب، مستنكرة تعرض الفتيات للعنف الأسري من قبل أحد أفراد الأسرة التي من المفترض أن تكون الجسم الحامي للفتيات وخط الدفاع الأول.
ولأن الفنان شديد التأثر بما يحدث حوله، فقد تأثرت لانا عوض بالعدوان على قطاع غزة وجسدته من خلال رسمها علم فلسطيني وحمامة سلام، كما تحدثت عن قضية العودة من خلال رسم مفتاح وسلك شائك للمطالبة بحقوق اللاجئين في العودة لديارهم فلسطين، مشيرةً إلى أنها شاركت زملائها في بيروت عبر الانترنت برسم علم لبنان على وجهها بعد انفجار المرفأ تضامناً مع عشرات الضحايا وذويهم الذين قتلوا وأصيبوا نتيجة الانفجار.
كما شاركت بفعاليات الأطفال للرسم على الوجه لتنشر البهجة على وجوههم من خلال رسم الورود والفراشات وبعض الشخصيات المحبوبة لديهم، موضحةً أنها رسمت عدة رسمات على جدران المدارس والشوارع، وسعت من خلال أعمال أخرى إلى إيصال عدة أفكار ورسائل عبر الفن تساهم في تغير نظرة المجتمع لبعض القضايا.
وتتخذ لانا عوض من الفنانة ميمي تشوي قدوة لها فكثيراً ما قلدت أعمالها لتطور من موهبتها، لافتةً إلى أن من الصعوبات التي واجهتها هي نظرة المجتمع السلبية تجاه ما تقوم به فكثيراً ما يتم توجيه عبارات ساخرة لها بسبب استخدام الشعر المستعار لتجسيد شخصية سينمائية، كما أن غلاء المواد الخام التي تستخدمها وعدم توافراها بالسوق المحلي بأسعار مناسبة عائق آخر خاصة أنه لا يوجد مقابل مادي لما تقدمه مما يدفعها لاستخدام بديل أرخص يضر ببشرتها.
وتسعى لانا عوض في الأيام المقبلة لأن تقدم ماركة خاصة بها من الألوان تليق بأن تنافس بها على المستويين العربي والدولي لتوثقها باسمها، ولهذا السبب تحديداً هي لا تتوقف عن العمل بل تستمر في متابعة آخر الأعمال، وتغلق على نفسها في نهاية اليوم بمرسمها الصغير كي تبدأ بإنتاج أفكار جديدة للوحات أو ربما رسمة عادية توضع على الوجه بخفة ولطف.
وتحلم أن تعمل مع ممثلين عالميين في مجال الفن السينمائي يوماً ما، فبالرغم من تخرجها كممرضة إلا أنها لم ترغب في دراسة الفن تخصصاً جامعياً، كونها تعلم في نهاية الأمر ما ستؤول إليه وهو أن تصبح مدرسة لمادة الفنون الجميلة، أو ترسم لوحات، وكلاهما لا يروق لها.