مهرجان الشهيدة برجم... الارتقاء بمستوى الثقافة والفن في المناطق المحررة
قُيِم مركز الهلال الذهبي في المناطق المحررة المستوى الثقافي والإبداعي الذي وصل إليه، عبر تعزيز مشاركته في مهرجان الشهيدة برجم والذي أحدث ضجة وصدى عالمي بمزيج الثقافات المختلفة.
يسرى الأحمد
الرقة ـ أكدت المشاركات في مهرجان الشهيدة برجم الذي أقيم في السادس من أيلول/سبتمبر الماضي، في مقاطعة كوباني، ان العروض التي قدمها مركز الهلال الذهبي في المناطق المحررة، تمكنت من تسليط الضوء على ثقافة وتراث المنطقة، وتعزيز والرقي بدور الفن والثقافة النسوية.
أخذ مركز الهلال الذهبي منذ تأسيسه على عاتقه استقطاب جميع المواهب الفنية والثقافية للفئة الشابة والناشئة وتنميتها، ليخطو خطوات نحو التقدم والرقي بالجانب الثقافي النسوي في المنطقة عبر مشاركاته القيّمة والذي كان أبرزها مشاركته في مهرجان الشهيدة برجم الذي أقيم في السادس من أيلول/سبتمبر في مقاطعة كوباني والذي أعطى ضجة وصدى عالمي كبير بالعروض الفنية المختلفة التي قدمها كـ لوحة فسيفسائية.
قالت الإدارية في مركز الهلال الذهبي في مقاطعة الرقة سمر جمعة إن "المركز يعمل على استقطاب الفنون الثقافية النسوية والفئات الناشئة، وجميع المواهب الفنية المختلفة لتنميتها وتطويرها والرقي بها، من غناء ومسرح وأعمال يدوية وفن تشكيلي، ولدعم المرأة ودفعها للمشاركة في الساحة الفنية التي غيبت عنها لسنوات بسبب ظروف الحرب التي شهدتها المنطقة إضافة إلى مفاهيم المجتمع الخاطئة".
وعن المستوى الثقافي الذي وصل إليه المركز، بينت أنه "حققنا العديد من الإنجازات والتقدم في الجانب الثقافي، وحصلنا على صدى واهتمام كبيرين من قبل المجتمع، وشهد المركز انضمام ومشاركة كبيرة من قبل الفتيات بكافة الأعمار وبمختلف المواهب الفنية، إذ تمكن من إعطاء صوت وصورة فنية وثقافية جميلة للمنطقة والمرأة خاصة".
وأكدت أن المركز ساهم في تعزيز دور المرأة الثقافي وتنمية مواهبها وقدراتها "كان هناك مواهب فنية لكن لم يحظى الجانب الفني بأي اهتمام أو رعاية، فلم يسمح للمرأة أن تصقل موهبتها الفنية أو حتى ممارستها بالعلن باسم العادات والتقاليد البالية التي ترى من العيب والعار أن تتواجد المرأة على الساحة الفنية، لكن اليوم ومع إيلاء الثقافة اهتمام كبير، أصبح للمرأة وعي بأهمية انخراطها وتعزيز دورها في الجانب الفني كونها جزء من الفن، وباتت مصدر إلهام لجميع الفتيات".
وحول مشاركاتهم كمركز الهلال الذهبي في المناطق المحررة، أوضحت أن "هذه المشاركة الأولى للمركز في مهرجان الشهيدة برجم، إذ قدمنا كفرق مختلفة العديد من الفقرات منها الغنائية والإيقاعية والمسرحية، وفرقة بالميرا للدبكة وعروض تناولت تراث وثقافة وحضارة الرقة العريقة، وعرض العديد من الأعمال اليدوية".
وأشارت إلى أن المهرجان ضم العديد من الفرق المشاركة على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا "كانت مشاركة فرق مختلفة من كافة المكونات والأطياف بمثابة لوحة فسيفسائية جميلة بألوان زاهية، وساهمت مشاركتنا في تعزيز دور الثقافة والفن النسوي، ونقلت الصورة الثقافية والتراثية للمناطق المحررة".
وعن خططهم المستقبلية، بينت أن "للمركز مشاركات عديدة في جميع المناسبات والفعاليات والمهرجانات المختلفة وأبرزها مهرجان الطفل الذي أقيم من قبل هيئة الثقافة والفن، إذ قدمنا مسرحيات ودبكات شعبية، وحالياً نتأهب للمشاركة بالذكرى السنوية الثامنة لتحرير مدينة الرقة من براثن داعش، حيث سنقدم عرض لفرقة بالميرا للدبكة عبر تقديم لوحة تتناول المعاناة التي تعرض لها الأهالي وخاصة النساء إبان سيطرة داعش، وكيف بات واقعهم بعد التحرير".
من جانبها قالت المشرفة لفرقة الدبكة ميديا سليمان "تجهزنا للمشاركة في مهرجان الشهيدة برجم قبل أربعة أشهر من إقامته، بدءاً من تجهيز الزي لكل متدربة وذلك بحسب كل شخصية والدور الذي ستأخذه في الفرقة، والتدريب على الحركات والرقصات على إيقاع الأغاني والموسيقى، إضافة إلى الدعم المعنوي والنفسي الذي قدمناه للمتدربات، فرغم الصعوبات التي واجهتنا كدرجات الحرارة المرتفعة التي لا تعطي أريحية للتدريب كون الحركات صعبة وشاقة وتتطلب أجواء مخصصة، لكن تخطينها بروح العمل الجماعي".
وقيمت مشاركتهم كفرق في المهرجان "كانت ساحة الشهيد عكيد تضج بالجمهور والأصوات والتفاعلات المشجعة للعروض التي تم تقديمها، رغم الخوف والتلبك بتواجد هذا العدد الهائل من الجمهور، إلا أن مشاركتنا أعطت ضجة كبيرة ونالت إعجاب وتفاعل الجمهور، كنا نتوقع النجاح ولكن ليس إلى هذا الحد الكبير، ففي لحظة صعودنا على المسرح والبدء بتقديم العرض أصاب الجمهور حالة من الاندهاش وبدأ بالتشجيع والهتاف لنا وهذا ما أعطانا الدافع الأقوى للاستمرار وتقديم أفضل ما لدينا".
وعن العروض التي قدموها خلال المهرجان بينت أنه "في اليوم الأول وبأول فقرة في المهرجان شاركنا بتقديم عرض لفرقة بالميرا المكون من 13 عضوة أعمارهن ما بين عمر 14 إلى 24 عاماً، ومن المكونين العربي والكردي، وهي عبارة عن لوحة تضم خمسة أغاني تضمنت أغاني تراثية للرقة والحضارة الثقافية المتنوعة لمكونات المنطقة المختلفة".
وأضافت أن المرأة عرفت منذ بداية البشرية بأنها آلهة ومستكشفة للطبيعة والحياة "حاولنا إظهار هذا الجانب الحقيقي للمرأة الذي اشتهرت به على مر العصور ومدى قوتها وصمودها في وجه كافة الانكسارات، وتحقيق الانتصارات العظيمة".
وترى ميديا سليمان أنه من الضرورة أن يكون هناك مهرجانات مماثلة بين كل حين وآخر في المنطقة "كون المهرجان تمكن من ملامسة واقع المرأة وتجسيد إرادتها القوية وقضاياها الاجتماعية، فإقامة مثل هذه المهرجانات سيساهم بتعزيز وترسيخ الثقافة والفن النسوي".
وعن مشاركتها في مهرجان الشهيدة برجم، قالت العضوة في فرقة الغناء لمركز الهلال الذهبي ميرال جيجاك "شاركت بفرقة هيلين جودي للغناء والمؤلفة من 8 أعضاء، قدمنا خمسة أغاني باللون العربي والكردي والسوراني. الهدف من انضمامي إلى مركز الهلال الذهبي هو تنمية موهبتي في الغناء وأنا سعيدة كوني أحقق حلمي في ممارسة موهبتي في الغناء، وأشارك بالعديد من المهرجانات".
وأكدت أن المهرجان بجميع عروضه التي تخللته جميلة ومميزة ويحمل طابع وأفكار فريدة "حاز المهرجان على صدى وضجة وحضور كبير على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا ووصل صداه إلى العالم أجمع، وأشعر بفخر كبير كوني شاركت في مهرجان الشهيدة برجم".
ودعت ميرال جيجاك جميع النساء والفتيات خاصة اللواتي تمتلكن مواهب مختلفة، بألا تترددن في الانضمام إلى مركز الهلال الذهبي كونه الحاضنة الثقافية التي تنمي وتطور المواهب الفنية، فمن الضرورة أن تشارك المرأة في الجانب الفني والثقافي كونها المبدعة والمميزة ببصمتها الفنية.