مفيدة كوتو: تنظيم الذات يعمل على تطوير الموهبة ويكسر جميع العوائق
تؤكد مفيدة كوتو أن تنظم الذات والعمل على تطوريها يكسر جميع العوائق والصعوبات التي تواجه الإنسان
روبارين بكر
الشهباء - لكل إنسان طريقة في التعبير عما بداخله واكتشاف قدراته، مفيدة كوتو شاركت بطريقتها في ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا من خلال الكتابة والإبداع.
مفيدة كوتو من أهالي قرية سيمالا في ناحية راجو بمقاطعة عفرين المحتلة بشمال وشرق سوريا، تبلغ من العمر 27 عاماً، اهتمت بتفاصيل الكتابة والقراءة، لتنطلق بمشوارها في عالم الكتابة والإبداع والخيال، وتؤلف كتابها الأول وتخطط لإعداد المزيد.
مع انطلاق شرارة الثورة في روج آفا في 19 تموز/يوليو 2012، اتخذت مفيدة كوتو كغيرها من الشابات والشبان دورها في الثورة لحظة بلحظة، واستطاعت أن تكون الشاهدة والمشاركة في تحقيق النصر والمكتسبات في الثورة، ومع افتتاح وتشكيل المؤسسات والمجالس وتنظم الأهالي لأنفسهم في المنطقة، تمكنت من اتخاذ مكانها في مؤسسة اللغة الكردية SZK.
وتعتبر مفيدة كوتو من المعلمات الأوائل والأساس لتأسيس مؤسسة تعليم اللغة الكردية في عفرين، وتشدد على أنهم بنوا المؤسسة بإرادتهم وفكرهم وبإصرار كبير على تحدي جميع العوائق رغم الإمكانيات الضعيفة.
وبينت أنها تعلمت اللغة الكردية وتعمقت في آدابها، ولذلك انضمت لتدريبات فكرية حول الأدب والعلم الكرديين، وكانت خطوة أولى من نوعها بالنسبة لها، وخلال هذه الدورة اكتشفت موهبتها وقدرتها في التعبير والإبداع، مبينةً أنها اهتمت بالبحث والقراءة وهذا ما كان دافعاً للملمة قدراتها وقوتها والبدء في الكتابة.
بدأ مشوار مفيدة كوتو في عالم الأدب والكتابة بكتابة خواطر قصيرة وذكريات من حياتها، وجراء تقديمها مجهوداً كبيراً من البحث وقراءة الأعمال الأدبية العربية والكردية ودواوين الشعر صقلت موهبتها، ومن هنا باتت الكتابة والشعر من إحدى أكثر اهتماماتها، وبكونها اكتشفت الموهبة في ظل أجواء الثورة والنضال، ركزت أكثر مواضيع كتاباتها وأشعارها على الثورة ودور الشبيبة فيها، والشهداء والمهجرين.
وعن مضمون كتاباتها قالت "مع خروجنا قسراً من عفرين صوب الشهباء ركزت أشعاري على التهجير القسري وعاشه أهالي عفرين من قسوة وكذلك المقاومة البطولية بوجه المدافع والطائرات، إلى صمودهم قرب أرضهم والإصرار على العودة، وغيرها الكثير من الوقائع التي عشتها وشاهدتها".
عن كتابتها للشعر وسبل التطوير في هذا المجال والإبداع فيه بينت أن "لكل إنسان طريقة في التعبير عما بداخله وتسليط الضوء على قدراته والمشاركة في الثورة ورصد النضال، وكانت رغبتي في الكتابة وتسليط الضوء على مقاومة شعبنا في هذا المجال كبيرة وهذا ما دفعني إلى تطوري ذاتي".
حمل أول ديوان شعر لمفيدة كوتو عنوان "الأنفاس الغير مكتملة" وعن تفاصيل إعداد وتحضير هذا العمل قالت "مع تهجيرنا قسراً وسعي اتحاد المثقفين الدائم لتشجيع أصحاب الأقلام المهجرين بدأت بكتابة القصائد في عام 2019، ويضم الديوان ما يقارب 120 صفحة، وتتنوع القصائد بين الوطنية إلى الاجتماعية ومختلف المشاعر التي عشتها في عفرين".
أما عن مشاركاتها فقالت إنها شاركت في عدة مهرجانات للمرأة والتي كانت قد نظمت على مستوى شمال وشرق سوريا، إضافةً لمهرجان الشهيدة فيان آمارا الأخير في الشهباء.
عن الصعوبات والعوائق التي واجهتها في مسيرة الكتابة والإبداع أشارت إلى أنه "إلى جانب لعب دور الأم، والمعلمة أعمل في مجال الكتابة والإبداع وهذا ليس بالأمر السهل أو الهين حيث أن كل من هذه الأعمال تتطلب طاقة ومجهوداً كبيراً".
وترى مفيدة كوتو أنه من المهم والضروري أن يكون الإنسان صاحب مبدأ وهدف في الحياة، وبناء على هذا تؤكد إصرارها على المواصلة في مجال الكتابة وتطوير ذاتها، كاشفةً أنها تحضر لإعداد كتاب يتضمن قصص قصيرة ومتنوعة في المستقبل القريب.
واختتمت مفيدة كوتو حديثها بالتأكيد على أن الأمل حياة، قائلةً إن على المرء أن يتمسك بأمله ويسير من أجل تحقيق أهدافه "على جميع النساء والشابات أن يتمسكن بأهدافهن ويعملن من خلالها على توعية المجتمع".