ليبيات تدعمن حقوق المرأة من خلال لوحاتهن التشكيلية

استطاعت فنانات ليبيات تسليط الضوء على واقع النساء من خلال لوحاتهن حيث تناولن موضوعات تتعلق بالعنف الممارس ضد النساء والعادات والتقاليد التي تحد من حريتهن.

هندية العشيبي

بنغازي ـ سلطت فنانات ليبيات شابات الضوء على المرأة ودورها في تنمية المجتمع وتطويره من خلال لوحاتهن التي تعكس الواقع المجتمعي الذي تعيشه المرأة الليبية، كما وتناولن العنف الذي تتعرض له النساء في موضوعاتهن الفنية المختلفة.

فدوى أبو بكر طالبة جامعية ورسامة تشكيلية من مدينة سرت اللبيبة بدأت رحلتها في فن الرسم منذ نعومة أظفارها، كانت تعجز عن الكتابة والقراءة وهي طفلة لتلجئ للرسم لتعبر من خلالها عن أحداث يومها ومشاعرها، لتكتشف أسرتها موهبتها وتهتم بها وتدعمها.

وحول مشاركتها في المعارض تقول فدوى أبو بكر أنها شاركت في عدة معارض كانت أولى معارضها عام 2019 كما شاركت مع منظمة اليونيسف داخل سرت، بالإضافة إلى مشاركتها في عدة مسابقات محلية في الرسم وحصلت على عدة جوائز.

وأوضحت أنها ناقشت عدة قضايا من خلال لوحاتها التي عرضت في عدة مناسبات محلية، حيث تناولت موضوعات تتعلق بالعنف المجتمعي والعنف الرقمي ضد النساء في ليبيا، إلى جانب موضوعات تتعلق بآثار الحروب على الأنسان والانطباع النفسي لديه.

وعبرت عن حبها الكبير للوحاتها التي تدعم النساء وتعكس الواقع المجتمعي الذي تعيشه، حيث تناولت في أحدى لوحاتها موضوع العادات والتقاليد والعنف ضد النساء في ليبيا، التي رسمتها بخلفية سوداء وعكست من خلالها العادات والتقاليد البالية التي تحد من حرية المرأة الليبية وتحرمها من حقوقها كحقها في الميراث، كما تناولت أيضاً العنف الإلكتروني الذي تتعرض له الشابات في مدينة سرت وهي أحدى المدن المنغلقة التي تسيطر عليها العادات والتقاليد البالية بشكل كبير.

وأضافت أنها رسمت لوحة تناولت من خلالها فكرة التراث والزي الليبي الخاص بالنساء في ليبيا تحت عنوان "تقاليد" حيت مثلت تلك اللوحة التقاليد التي تحد من حرية المرأة وتضعها في أطر معينة رغم أنه رمز من رموز الثقافة في ليبيا.

فاطمة الزهراء أيمن محمود البالغة من العمر 22 عاماً تدرس في كلية الأعلام بجامعة بنغازي بدأت في الرسم خلال فترة الحرب في ليبيا عام 2011 لجأت للتعبير عن مشاعرها ولتهرب من واقعها المرير وأصوات القنابل والتفجيرات إلى الرسم والألوان، خاصةً أنها لم تكن تمتلك الكثير من الاصدقاء لذلك كانت تلجئ للرسم دائما.

وأوضحت أنها نمت موهبتها في الرسم بعد سفرها مع عائلتها إلى القاهرة خلال فترة الحرب عام 2014 حيث بدأت في تعلم الرسم بالشكل الصحيح بعد حصولها على التدريبات مع العديد من الفنانين حول قواعد الأساسية للرسم وأستخدم الفرش ودمج الألوان، مضيفةً أنها استطاعت عكس الأفكار التي كانت في مخيلتها على لوحاتها بعد أن تلقت العديد من التدريبات التي وجهتها للطريق الصحيح لتعلم الرسم بشكل احترافي.

وأضافت أنها تحب الرسم بخامة الزيت رغم أنها مارست عدة خامات أخرى كالرصاص والفحم والألوان لكنها رأت أن لوحاتها تتجسد بالشكل المطلوب من خلال استخدام الزيت والفرش، رغم عدم توفرها في ليبيا بشكل كامل مما يدفعها لطلبها من خارج ليبيا.

وبينت أن الرسم مهارة يمكن لأي شخص أن يتعلمها ولكنها تحتاج للتدريب والتطوير بشكل مستمر، لافتةً إلى حلمها في طباعة كتاب تلوين للأطفال يتناول أهم وأشهر المعالم الاثرية والحضارية في ليبيا، ورغبتها في اقامة معرض يتناول قضايا بلادها.

وأشارت إلى أنها تناولت العديد من المواضيع في لوحاتها فهي تحب الرسم "البورترية" الذي يتناول وجوه الناس وملامحهم المختلفة ونظراتهم إلى جانب القضايا والمواضيع التي تخص النساء في ليبيا، كما أنها تسعى للتعبير عن الموضوعات التي تعجز النساء عن التعبير عنها بشكل صريح وعلني داخل المجتمع بسبب القيود المفروضة عليهن.

وعن مشاركتها في المعارض قالت أنها شاركت في أكثر من ستة معارض محلية ودولية، كان أهمها مشاركتها في معرض فني في العاصمة طرابلس بلوحة تناولت من خلالها مرض البهاق التي تصيب النساء من خلال رسمها لفتاة جميلة مصابة بهذا المرض سعت من خلالها توعية المجتمع بهذا المرض وأنه ليس معدي بل يزيد من جمال المرأة ولا ينقص منها.

وفي ختام حديثها دعت فاطمة الزهراء أيمن محمود الفنانات الليبيات إلى تطوير مهاراتهن، من خلال التدريب والمعرفة والتعلم والابتعاد عن الضوضاء التي تعكر صفو مخيلتهن.