'على الفنان المبدع أن يكون ذات شخصية وفكر حر'
بمبادرة من حركة الهلال الذهبي في مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا، افتتحت دورات تدريبية لتنمية مواهب الأطفال الفنية والعمل على تعليمهم وتثقيفهم
نورشان عبدي
كوباني ـ .
خطت حركة الهلال الذهبي خطوات إيجابية ونوعية في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات منذ تأسيسها ونظمت الكثير من الفعاليات والنشاطات للمرأة والأطفال وخاصة الأطفال الذين فقدوا فرد من أفراد عائلتهم بسبب ظروف الحرب التي مرت بها مدينة كوباني.
وتأسست حركة الهلال الذهبي عام 2016 في كافة مناطق شمال وشرق سوريا، وفي 8آذار/مارس من عام 2018 تم تأسيس حركة الهلال الذهبي في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات لتطوير الثقافة والفن، وتسعى إلى تطوير المرأة والطفل فكرياً وثقافياً عن طريق فتح دورات تدريبية فنية.
وعن تنمية مواهب الأطفال قالت معلمة الرسم التي تشرف على تعليم الأطفال في المركز فاطمة جولو (26) عاماً، "يهتم الهلال الذهبي بالمرأة الشابة والأطفال، لأنهم أكثر من تأزمت نفسيتهم نتيجة للظروف التي مرت بها المدينة، ولذلك منذ ثلاثة أشهر قررنا فتح دروة تدريبية تعليمية للأطفال لتعليمهم الرسم وتنمية مواهبهم".
وتتابع "بعد تخرجي من معهد الشهيدة زوزان للفنون ومنذ ثلاثة سنوات أتلقى دروس خاصة عن الرسم إلى جانب إعطائي دروس الرسم للأطفال، لقد تمكنت من الوصول للمراحل الاحترافية، أنا سعيدة لأنني أسعى لجعل الأطفال سعداء، الطلاب هنا ما زلوا مبتدأين وأعمارهم صغيرة لذلك يحتاجون وقت أكثر لكي يتمكنوا من الرسم باحتراف وثقة، وأنا أترك لهم حرية اختيار المواضيع التي نتدرب عليها ضمن دروسنا ليخرجوا ما بداخلهم ويشعرون به ويضعوها على اللوحة".
وحول كيفية تعاملها مع الأطفال من مختلف الفئات العمرية تقول "أتعامل مع الأطفال الذين يبلغون من العمر 10 سنوات معاملة خاصة، فهم يرسمون فقط بالألوان، يرغبون في الرسم بالألوان الزاهية ويظهرن مشاعر الفرح في رسوماتهم مثل الحدائق والورود وأشياء بسيطة يسهل رسمها، فكونهم صغار ليست لديهم فكرة عن المأساة والحزن، أما الطلاب من الفئة الأكبر تمكنوا من الوصول لمرحلة التظليل والتخطيط ورسم تفاصيل الوجه، ونركز في دروسنا على رسم الشعر وقياسات الوجه وقياسات المجسمات من أجل تقوية منظور لوحاتهم".
وتتخذ فاطمة جولو المجسمات لتدريب طلابها على الرسم، "خلال الدورة نتلقى دروس على المجسمات الجاهزة ليتقدم الطلاب من ناحية المنظورات الفينة ولتقوية أيديهم على رسم الخطوات الأساسية في الرسم، في البداية أشرح لهم موضوع ما على الدفة بكافة تفاصيلها ومن ثم يقوم الطلاب بتطبيق الدرس على دفاترهم الخاصة".
أما عن لوحتها التي ستقدمها لمركز الهلال الذهبي تقول "بدأت برسم لوحة الطير زردشت لأن الديانة الزردشتية ديانة كردية قديمة وعريقة وبعد إتمامها سأقدمها لمركز الهلال الذهبي".
وتؤكد على أنه "يجب على الفنان المبدع في مجال الرسم والفن التشكيلي أن يكون أولاً ذات شخصية وفكر حر وأن يكون فنان بلونه ولديه بصمة خاصة به أي أن يكون له خاصية في مجال الرسم والفن".
وفي نهاية حديثها قالت المعلمة فاطمة جولو "نحن في مركز الهلال الذهبي نسعى على تنمية مواهب الأطفال بإمكانياتنا الضئيلة لتأمين مستلزمات الرسم كدفاتر وأقلام الرصاص الخاصة بالرسم والألوان، وبالرغم من ذلك نسعى بكل جهودنا لخلق الفرح والسعادة في قلوب الأطفال وتنميتهم من الناحية الفكرية، ليكون الجيل الصاعد جيلاً ناجح".
تقول الطالبة المنضمة للدورة التدريبة رونيدا إسماعيل (15) عاماً، "منذ صغري وأنا أرغب في الرسم، عندما كنت أبلغ من العمر 9 سنوات كان لدي دفتر أحاول رسم بعضاً من لوحات فنية عليه"، وأشارت إلى أنه بعد معرفتها بافتتاح دورة تدريبية لتعليم الرسم سارعت للانضمام إليها "انضممت للدورة منذ شهر لأعبر عن المعاناة والمأساة التي عاشتها بلادي من خلال الرسم".
وتضيف "تلقيت خلال الدورة دروس عن أساسيات الرسم، منها درس التظليل الذي يبدأ بالسواد الداكن ويتلاش حتى الفاتح وهو أول الدروس التي تلقيناها، ومن ثم انتقلنا للتخطيط ورسم الوجه والفم والأنف، واجهت في البداية صعوبات كثيرة ولكن مع الممارسة والإصرار تمكنت من رسم تلك الدروس بشكل جميل".
وعن نوع الأقلام المحبب لها والتي تستخدمها خلال رسم لوحاتها تقول "أرغب في الرسم بالقلم الأسود أكثر من الألوان، بالطبع الألوان لهم جماليتها في الرسم ولكن الأسود والأبيض يعطي رونق وجمالية خاصة للوحات، وأنا أتدرب في المنزل عن طريق الانترنيت لرسم مواضيع مختلفة وجميلة".
من جانبها قالت الطالبة ديلبر رشو (15) عاماً، "بدأت تعلم الرسم منذ شهر، ولأنني أعشق الرسم والفن ذلك ليس أمراً صعب بالنسبة لي وسأستطيع تنظيم وقتي ما بين دورات الرسم ودوام المدرسة. بعد إعطاء المعلمة الدرس أذهب للمنزل وأعيد رسم تلك اللوحات عدة مرات من أجل تثبيت يدي على الرسم بدقة ولكي أتقن كافة المواضيع بشكل احترافي".
وتوضح "عندما نرى لوحات في الأماكن العامة تلفت انتباهنا ويخلق الفضول بداخلنا لكي نرسم ذاتها بطريقتنا، معلمتنا تساعدنا في ذلك ولكن هذا يحتاج وقت أطول، نحن سعداء بتأمين هكذا فرص للأطفال لكي يتعلموا ما يرغبون به وينمون مواهبهم في الموسيقا والرسم والمسرح".
ومن جهتها عبرت الطالبة ذفيندار علو البالغة من العمر 10 سنوات، عن سعادتها بانضمامها لدورات تعليم الرسم "جئنا إلى مركز الهلال الذهبي منذ ثلاث أشهر عندما افتتحت الدورة لكي نتعلم موهبة الرسم والفنون، وضمن الدورة تعلمت رسم العديد من المواضيع كالورود والمزهريات، المنازل والحدائق والكثير من المواضيع، أنا أحب الرسم بالألوان"، وتضيف "فور وصولي للمنزل أبدأ بإنهاء وظائفي التي أعطتني إياها المعلمة في الدورة، وتقوم معلمتي بمساعدتي لتفادي ارتكاب الأخطاء خلال الرسم، وأيضاً أقوم بتعليم أخواتي اللواتي يصغرنني في السن كل ما أتعلمه في مركز الهلال الذهبي. أود أن أكون رسامة محترفة ارسم بشكل جميل".