"لون العالم برتقالي"... معرض لوحات فنية يسلط الضوء على قضايا النساء

للثقافة دور أساسي في التعاطي مع قضايا المجتمع وإحداث تغيير لا يمكن إغفاله في عقول المهتمين بها، وهو الأمر الذي جعل للمكتبات العامة دور محوري في حملات التوعية بشأن مختلف القضايا الشائكة خاصة تلك المعنية بالنساء.

أسماء فتحي

القاهرة ـ تعد الفنون بمختلف ألوانها واحدة من أهم أدوات امتصاص حالة العنف والغضب لكونها الأكثر فاعلية في تغيير ثقافة الشعوب، ولكونها الأكثر قدرة على الوصول لمشاعر وأحاسيس المشاهدين فتغزل نوعاً أليفاً من التناغم الروحي يخلق حالة من الليونة يمكنها السيطرة على الحدة والغضب بلا تعقيد.

الرسم واحد من تلك الألوان التي استخدمها الكثير من المعالجين للتعامل مع بعض ألوان الاضطرابات النفسية خاصة تلك التي ينتج عنها عنف أو ممارسات سيئة تجاه الأسرة والمجتمع المحيط، وهو الأمر الذي شجع الكثيرون على سلك مسار العلاج بالفن وأتى بنتائج إيجابية في عدد ليس بالقليل من الحالات.

وخلال حملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف التي يتجه فيها العالم أجمع نحو الضغط من أجل حماية النساء من تبعاته التي انتشرت حول العالم، قامت مكتبة مصر الجديدة بإقامة معرض للوحات فنية تم تنفيذها تحت إشراف المكتبة مع روادها معبرة بصيغ مختلفة عن رؤية المشاركين للمرأة وما تعانيه في المجتمع.

 

لوحات فنية للتعبير عن العنف ومناهضته

قالت مديرة مكتبة مصر الجديدة العامة إيمان مهدي، أن الفن هو واحد من الأدوات المؤثرة على ملف العنف وغيره من الملفات التي تحتاج لتسليط الضوء الجماهيري عليها، لافتة إلى أن المكتبة عادة ما تتفاعل مع القضايا العالمية المثارة سواء باللقاءات والفعاليات والأنشطة أو الفنون، وأقاموا المعرض الفني متفاعلين مع شعار اليوم العالمي لمناهضة العنف وهو "لون العالم برتقالي" لحماية النساء من تلك الممارسات.

وأكدت على أن المعرض الفني يضم لوحات لمجموعة من الفنانين الذين تمكنوا من الوصول لدرجة متميزة من القدرة على التعبير عن القضية من خلال إنتاجهم الفني في ورش المكتبة ووصلوا لمستوى متمكن في تجسيد قضايا النساء من خلال أعمالهم، لافتة إلى أن المعرض شارك به نحو 15 فنان من رواد المكتبة كل منهم أنتج لوحة عبر خلالها عن المرأة من خلال فكرته عنها.

وأوضحت أن الفن أسرع وسيلة للفت الأنظار نحو معاناة النساء وقضاياهن المختلفة لما له من قدرة على الوصول إلى قلوب وعقول المشاهدين بلا تعقيد.

 

الأوضاع الاقتصادية الدافع الرئيسي وراء ارتفاع معدل العنف

وأشارت إلى أن الأوضاع الاقتصادية أحد أهم العوامل المحفزة لارتفاع معدل العنف الذي حدث خلال الفترة الأخيرة، لافتة إلى وجود نقص في الوعي العام تجاه المساواة بين الجنسين، وهو الأمر الذي يحتاج أيضاً لجهد وتكاتف من الجميع للحد من تبعاته وعلى رأسها العنف الذي يستند في أساسه إلى النوع الاجتماعي.

وأوضحت أن لجائحة كورونا دور أيضاً في ارتفاع معدل العنف نتيجة زيادة وقت الفراغ والذي بدوره أدى إلى الاحتكاك الأسري وبالتبعية ارتفع معه معدل العنف لعدم القدرة على تلبية الاحتياجات خاصة أن الجائحة تسببت في ترك عدد من الأشخاص لعملهم وهو ما عاد بالسلب على دخول الأسر وميزانيتها.

ولفتت إلى أن مستوى الحضور للمكتبات تدنى إلى حد كبير رغم ما يتم بذله من جهد سواء من خلال الأنشطة الجاذبة أو التفاعل مع القضايا العامة.

وعن الفئات التي ترتاد المكتبة بشكل مستمر أوضحت أن الإقبال على المكتبة يرتبط بالفترة الزمنية سواء في الصيف أو أوقات الدراسة لأن لكل منها رواده، وأيضاً نوع النشاط يحدد المقبلين عليه فورش الخياطة وغيرها من الأعمال اليدوية تقبل عليها النساء أكثر، واللقاءات التوعوية يتساوى فيها حضور الجنسين.

وتعمل المكتبة مع عدد من المؤسسات النسوية لدعم قضايا النساء وتسليط الضوء عليها، منها مؤسسة المرأة الجديدة، كما أوضحت مديرة مكتبة مصر الجديدة العامة إيمان مهدي في ختام حديثها.