لتنمية مواهب الفئات الشابة حركة هلال الذهبي تفتتح دورات وبرامج متنوعة
يضج مركز حركة هلال الذهبي في مقاطعة عفرين - الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا خلال العطلة الصيفية بأصوات الآلات الموسيقية المتنوعة وترديد الأغاني على وقع الرقص الفلكلوري والتراثي وسط ازدحام للفئات الشابة للمحافظة على ثقافتهم.
فيدان عبد الله
الشهباء ـ يهدف مركز حركة هلال الذهبي من خلال افتتاحه للدورات الصيفية والتي تضم تدريبات فنية وثقافية إلى تنمية وتطوير مواهب الفئات الشابة من خلال برنامج مليء بالدروس المتنوعة للآلات الموسيقية، والأغاني والرقص.
تعمل حركة هلال الذهبي في مقاطعة عفرين - الشهباء على وضع برنامج مكثف من حيث ساعات التدريب وأيامه وعدد المشاركين بعد البدء بافتتاح دورات صيفية خاصة، من خلال تعيين مدربين أكثر خبرة وافتتاح المزيد من المجالات أمام المنضمين.
ومنذ ساعات الصباح الأولى يضج المركز بأصوات الآلات الموسيقية بمختلف أنواعها من طبل، مزمار، بزق، كما يسمع أصوات الأغاني التراثية والفلكلورية العفرينية، ولا يمكن نسيان التدريب على الرقص الفلكلوري الذي أنضم إليه أكثر من 25 طفلة وشابة.
وعن تفاصيل هذه الدورات قالت عضوة منسقية حركة هلال الذهبي شيرين رشيد "هناك الكثير من الأطفال والفئة الشابة في المنطقة يمتلكون مواهب وقدرات فنية مختلفة ومتطورة وبحاجة للدعم والتشجيع وهذا ما نسعى إليه من خلال الدورات التدريبية الفنية والثقافية"، مضيفةً أنهم في المركز يقدمون الدورات التدريبة للأطفال خلال أشهر العطلة الصيفية ليكونوا أكثر قدرة على الاستيعاب كون المدارس مغلقة ولديهم الوقت الكافي للتدريب.
وأوضحت أنهم يحضرون لهذه الدورات التدريبية المكثفة منذ قرابة عام "نسعى أن نكون هذا العام مختلفين ومميزين عن الأعوام السابقة في تدريباتنا من خلال اختيار مدربين متقنين للرقص والأغاني والعزف وتعريف المشاركين في التدريبات عن أنواع جديدة من الرقص الفلكلوري".
وعن الصعوبات التي تواجههم قالت شيرين رشيد "نعاني من عدم القدرة على توفير المحروقات وصعوبة في جمع وتوزيع المشاركين في الدورات من مختلف القرى والنواحي في المنطقة، بالإضافة لما تتعرض لها المنطقة من قصف متواصل من قبل الدولة التركية ومرتزقتها"، مؤكدةً أنهم يسعون بكل إصرار على عدم التأثر بالأوضاع الأمنية التي تشهدها المنطقة وأن تكون هذه المخططات من حصار وهجمات دافعاً أقوى لهم للمحافظة على تراثهم وثقافتهم ومواجهة هجمات الإبادة بسلاح الثقافة والفن".
وقالت إن هذه الدورات ستبقى مستمرة لأسابيع ليتمكنوا من تدريب أكبر عدد ممكن من المنضمين لتنمية مواهبهم وتطويرها، كما أنهم يخططون لافتتاح دورات فنية وثقافية وتنظيمية مغلقة في المستقبل القريب.
من جانبها قالت المتدربة في فرقة الرقص الفلكلوري أمل شاشو "بعد انضمامي للتدريب في حركة هلال الذهبي تعرفت على العديد من الرقصات الشعبية والفلكلورية الجديدة والتي تعتبر من تراث مناطق مختلفة في كردستان"، مشيرةً إلى أن هذه الأنواع من الرقص كونها جديدة تعتبر صعبة بعض الشيء لكن مع الاستمرار في التدريب ضمن المركز وفي المنزل يتمكنون من أدائها.
وعن اعتقال أربعة أشخاص في شمال كردستان على يد السلطات التركية في السابع من آب/أغسطس الجاري، بعد عقدهم لحلقات الدبكة الكردية، أوضحت أن الدولة التركية تسعى من خلال هذه الاعتقالات قمع ثقافة الشعب الكردي.
وبدورها أوضحت مدربة آلة الكمان رومينا سيدو أنه "هناك إصرار من الفئات الشابة للمشاركة بالدروس الفنية والثقافية ويسعون بكل جهد لإخراج إبداعاتهم ومواهبهم في سبيل نجاح الدروس والاستفادة منها"، لافتةً إلى أن الفرقة تضم قرابة 12 عضو معظمهم أنهوا الدروس النظرية وانتقلوا للعملية "نهدف من خلال هذه الدروس تسليط الضوء على الثقافة والفن وتطوير مواهب المنضمين وقدراتهم".
وعن الصعوبات التي تواجههم قالت "هناك صعوبة في تأمين مختلف أنواع الآلات الموسيقية في مقاطعة الشهباء المحاصرة، كما أن هناك الكثير من العوائل لا تستطيع شراء الآلات نتيجة الظروف المعيشية الصعبة وكون أسعارها باهظة، الأمر الذي يؤدي إلى انسحاب البعض من الدورات بعد الوصول إلى الدروس العملية".
وأكدت على أنهم يسعون بكل ما يملكون من قدرات وإمكانيات على مساندة هذه الفئة من المتدربين من خلال فرزهم إلى فرق الرقص أو الغناء، أو أنهم يواصلون التدريب على النوط الكتابية وحضور التدريبات لحين إيجاد حلولٍ أخرى.