لمياء الخلوفي: لابد من كسر التابوهات المحاصرة لحرية المرأة

خلال السنوات الأخيرة، ظهر جيل جديد من الكاتبات منهن من تمكن من سبر أغوار الفن القصصي لطرح إشكاليات الذات والعلاقة مع الآخر

حنان حارت
المغرب ـ ، وسلطة الرجل والمجتمع ككل في تعامله مع جسد المرأة، وبالتالي كسر العديد من التابوهات التي تعيق تقدم النساء في المجتمع، وذلك بهدف خلق ديناميكية تتماشى ووضع النساء اليوم؛ كتلك التي كسرتها الكاتبة المغربية الداعمة لقضايا النساء لمياء الخلوفي عبر قصتها "مجرد رحم"، فما هي التابوهات التي اقتحمتها في خطابها الإبداعي الجديد من أجل إسماع صوتها وصوت النساء؟
أكدت الصحفية والكاتبة المغربية لمياء الخلوفي، أن كسر التابوهات التي تحاصر المرأة هو خطوة لفك المزيد من القيود التي تحاصرها فكرياً، وتقيد حريتها.
وتطرقت لمياء الخلوفي في قصتها الأخيرة "مجرد رحم" للكيفية التي يتعامل بها المجتمع المغربي ابتداء من سلطة الأم والجدة وصولاً للأب والزوج والأخ والمشرع المغربي مع رحم المرأة الذي يعتبر في الأصل أحد أعضاءها الجسدية، إلا أنها لا تملك الحق في التصرف فيه بكامل حريتها ورغبتها، في ضرب لحقوق إنسانية مشروعة.
وفي حوار مع وكالتنا تحدثت الكاتبة لمياء الخلوفي عن الرسالة التي ترغب في إيصالها من خلال قصتها وكيف تحاول الدفاع من موقعها عن قضية المرأة، إلى جانب رأيها في الكتابة النسوية؛ وهل المرأة الأديبة هي الأقدر على التعبير عن قضية المرأة؟ 
 
أصدرت مؤخراً قصة "مجرد رحم"، كيف تحدثينا عن فحوى القصة؟
"مجرد رحم" هي قصة أردت من خلالها كسر إحدى التابوهات التي تحاصر المرأة، لكون المجتمع يفرض وجود ولي على جسدها، والأمر نفسه في الزواج، هناك قوانين تقنن هذه الفكرة؛ وبالتالي يصبح هناك خوف شديد يسكن المرأة، بأن ما يصيب جسدها نتائجه تنعكس على المجتمع بأكمله.
إلى جانب ذلك تطرقت في القصة إلى موروث "الثقافة الشعبية"، حيث تعمل العديد من الأمهات والجدات على ممارسة طقوس خاصة يعتقدن أنهن سيحمين الفتيات من الاغتصاب أو الاعتداء، وكبت رغبتهن قبل الزواج وصيانة شرف بناتهن وفق المعتقد السائد في بعض الأوساط في المجتمع المغربي.
 
ماهي الرسالة التي ترغبين بإيصالها من خلال مؤلفك الجديد؟
إن موضوع القصة لم يكن اعتباطياً ولكنه مقصود، فالهدف من اختيار هذا الموضوع هو إماطة اللثام عن عنف أسري يطال حرية المرأة في أهم عضو من أعضائها الجسدية، بدافع الخوف على الشرف.
أذكر أني لم أعرف بهذا الموضوع، إلا صدفة في إحدى الجلسات النسائية، حيث  كان الحديث عنه سراً، ويقال همساً مخافة من اكتشاف أمر نساء عانين في صمت من هذا الظلم وهن صغيرات، ولما كبرن وأصبحت لهن مناصب ومراكز ووظائف خجلن من واقع ما عشناه وما مورس عليهن.
فرسالتي صيغت بقصد بناء مفهوم جديد للشرف لدى المجتمع المغربي بشكل خاص وباقي المجتمعات بشكل عام، وتكييف المنظومة القانونية مع الواقع.
 
كيف حاولت تقديم المرأة في مؤلفك؟
تطرقت القصة لشخصيات عديدة من النساء المغربيات، منهن الوفيات للعادات والتقاليد في جانبها السلبي، ومنهن من يرفضن هذا الواقع ويتمردن عليه، وبطلة القصة عاشت مرحلتين، الأولى كانت رفضاً صامتاً يرزخ تحت الخوف من سلطة الرجل، والثانية شخصية قوية قادرة على المواجهة والتحدي ورفض الواقع الذي تعيش فيه. 
 
برأيك هل التحرر من العادات البالية، هو خطوة كذلك نحو حصول المرأة على حقوقها كاملة وتحقيق المناصفة في المجتمع؟ 
أوجه تحية الى النساء المغربيات اللاتي ناضلن من أجل المناصفة ومن أجل تبوأ المرأة للمكانة التي تليق بها داخل المجتمع إلى جانب الرجل، كي تكون مساهماً فعالاً في قطار التنمية، النساء المغربيات على مر التاريخ أثبتن جدارتهن في القيادة والإبداع وتحصيل العلم.
فكشفنا اليوم عن المستور، والحديث عن التابوهات التي تحاصر المرأة هو خطوة لفك المزيد من القيود التي تحاصرها فكرياً وتقيد حريتها، لهذا أؤكد أنه لابد لنا من كسر كل التابوهات المحاصرة لحرية المرأة كخطوة لفك القيود التي تكبلها وتعيق تطورها.
 
كيف تقيمين الكتابة النسوية في المغرب؟
لدنيا كاتبات متمكنات في المغرب، استطعن أن يبدعن بكل اللغات، الكاتبة المغربية تساهم بشكل فعال وإبداعي في الحقل الثقافي المغربي، نحن فقط بحاجة إلى الدعم وفتح آفاق أرحب للإبداع.
وأحب أن أنوه بعمل رابطة كاتبات المغرب التي حاولت رغم غياب الدعم أن تجمع الكاتبات المغربيات من طنجة إلى الكويرة، وتناضل من أجل أن تفرض الكاتبة قلمها في عالم الأدب، فالرابطة استطاعت بإمكانياتها البسيطة أن تخلد للكاتبة المغربية يوماً تحتفي به بكل أقلام نون النسوة.
 
ما هي أمنياتك كامرأة مغربية خلال سنة 2022، وماهي رسالتك للمرأة العربية؟
أوجه تحية إلى النساء المغربيات متمنية لهن كامل التوفيق والتميز في مساراتهن، وأن نستطيع جميعاً تجاوز هذه المحنة الوبائية التي نسعى من خلالها قطف ثمار تحاكي ما عشناه ومازلنا نعيشه في ظل الجائحة، وككل مغربية أتمنى أن تكون هذه السنة أجمل، وأن أحقق فيها ما اتمناه لمسار إبداعي ببصمة أخرى.
وأقول لكل امرأة ناضلي من أجل أحلامك وطموحاتك، كوني أنت في كل شيء وأجعلي حلمك كبيراً وبعيداً، لأن الإرادة والعمل هما المحددان الوحيدان لتحقيق ما تطمحين إليه، ولتكن أخلاقك ومكانتك العلمية هي شرفك.