خطوة أولى من نوعها... افتتاح المعهد العالي للفن في روج آفا
سيقدم المعهد العالي للفنون الذي تم افتتاحه في إقليم شمال وشرق سوريا فرصة لتنمية مواهب الفئة الشابة، وتطوير الفن في المنطقة.
شيرين محمد
قامشلو ـ أكدت الرئاسة المشتركة للمعهد العالي للفن بإقليم شمال وشرق سوريا سهام داوود، على أن المعهد سيفتح آفاق جديدة في مجال الفن ودعم مواهب الفئة الشابة، مشيرةً إلى أن الفن سيكون لسان ثورة روج آفا التي أحدثت تغييراً جذرياً في المجتمع.
في خطوة تعتبر الأولى من نوعها في إقليم شمال وشرق سوريا، افتتحت حركة "ميزوبوتاميا" للثقافة والفن الديمقراطي بالتعاون مع هيئة الثقافة والفن وجامعة روج آفا، "المعهد العالي للفنون" في مدينة ديريك بمقاطعة الجزيرة، لبناء كوادر فنية أكاديمية.
وحول أهمية افتتاحه قالت الرئاسة المشتركة للمعهد العالي للفن سهام داوود "بعد تشكيل لجنة لدراسة موضوع تطوير مواهب الفئة الشابة تم العمل على بناء وافتتاح المعهد"، لافتةً إلى أنه منذ ما يقارب الخمسة أشهر تم التحضير لافتتاح المعهد في الـ 17 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
ولفتت إلى أن افتتاح المعهد جاء "لتكون الثقافة لسان ثورة روج آفا وتعبر عن قيمها ومبادئها، وكذلك بناء كوادر فنية ثقافية تستند في دراستها على أسس علمية أكاديمية بشكل صحيح"، مشيرة إلى أن "هذه الثورة جلبت معها التغيير في كافة المجالات، بدءً من الاجتماعية والسياسية وصولاً إلى العسكرية والفنية الثقافية، والكثير من المجالات الأخرى".
وأوضحت أن "ميدان الثقافة والفن هي إحدى أهم الميادين التي أحدثت الثورة فيها تغيرات، وهو ما فتح الباب أمام التطور الثقافي الذي طرأ على المنطقة، لذا نرى إنتاجات ثقافية كبيرة مميزة وناجحة على مدار السنوات العشر الماضية وإلى يومنا هذا".
وعن الأقسام التي يتألف منها المعهد تقول "كخطوة أولية يوجد ثلاث أقسام أساسية للمعهد وهي "الموسيقا، المسرح، والسينما"، كما أننا نعمل جاهدين ليتضمن المعهد كافة أشكال الفنون في شمال وشرق سوريا"، مشيرةً إلى أن لغة التدريس في المعهد هي اللغة الكردية، وأن مدة الدراسة في المعهد تبلغ 3 أعوام تقسم ما بين النظري والعملي.
وحول عدد الطلاب المقبلين على المعهد توضح "حالياً بلغ عدد الطلاب حوالي الـ 60 طالباً، حيث نقوم في البداية بإجراء مسابقة للطلاب الوافدين إلى المعهد من كافة مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وعلى أساس مستواهم يتم الموافقة على تلقي التعليم في المعهد"، مشيرةً إلى أنهم مستمرين في استقبال الطلاب حتى نهاية الشهر الجاري.
"المعهد يبرز تنوع الثقافات في المنطقة"
وأكدت على أن التعليم باللغة الكردية في المنطقة لا يقف عائق أمام انضمام المكونات الأخرى للمعهد، لافتةً إلى أن "ما يتم تدريسه في المعهد يكون على أساس ثقافة الأمة الديمقراطية التي تحترم ثقافة كل المكونات، لتكون وحدة متنوعة دون صهر المكونات في بوتقة واحدة، وأن أبواب المعهد مفتوحة أمام أبناء كردستان بكافة أجزائها".
وأضافت "لا شك أن التدريب الأكاديمي ناجح أكثر لمستقبل الطلاب والواقع الفني في المنطقة، لكننا لا نقول إن الموهبة لا تلعب دورها فهي تساهم في بناء شخصية الفنان والفنانة، والتعليم الأكاديمي يطور ويصقل من هذه الشخصية الفنية، فعندما نقوم ببناء تلك الشخصيات سنتمكن من خلال ذلك نشر ثقافة المنطقة ونبرز لونها من خلال الفن".
وعن ثقافة الكرد وحفاظهم على تاريخهم من خلال الفن قالت "جميعنا نعلم دور الفنان في تطوير المجتمعات على مدار التاريخ، فالشعب الكردي رغم ما مر به من تهميش وهجمات مستمرة، بقي محافظاً على تاريخه وهويته ولغته بالفن والثقافة والمقاومة، لذا نرى أن الفن مهم جداً من أجل الحفاظ على مكتسبات ثورتنا، ومن أجل أن يبقى صوت هؤلاء الفنانين الذين عملوا على إبقاء الفن الكردي حياً وخالداً سنعمل في المستقبل من خلال التعمق بالفن وتدريسه للأجيال القادمة".
"سأحقق أهدافي وأطور من موهبتي"
ومن جهتها قالت الطالبة هبة يوسف والتي سجلت في قسم السينما بالمعهد العالي للفن "افتتاح معهد باللغة الكردية في منطقتنا، كان حلم بالنسبة لنا، فمنذ صغري أحب السينما والتمثيل، وأسعى لتطوير نفسي في هذا المجال، وكان هذا المعهد فرصة لي وللكثير من أبناء المنطقة"، لافتةً إلى أنها ستعمل بشكل مستمر لبناء وتطوير مجتمعها.
وبدورها قالت روشن محمد من مدينة سري كانيه/رأس العين المحتلة من قبل تركيا "لطالما كنا نحلم ببناء معهد للفن لنا ولا سيما في منطقتنا"، مشيرةً إلى أنه "لم يكن هنالك معاهد للفن فالمنطقة كانت مهمشة من قبل حكومة دمشق قبل ثورة روج آفا"، موضحةً أنها انضمت للمعهد وسجلت في قسم الموسيقا لتطوير موهبتها.
وقالت في ختام حديثها "على العائلات التي لا تدعم مواهب أبنائها، أن تدرك مدى أهمية أن تكون لأطفالهم مواهب، ويدعموهم لمستقبل مشرق ويحققوا أحلامهم"، مؤكدةً على أنها رغم كونها مهجرة ومدينتها محتلة لم تتخلى عن موهبتها التي تعمل على تطويرها الآن.