جما... إحدى المناسبات والعادات القديمة والأساسية للمجتمع الإيزيدي

جما تعني الاتفاق وهي تجمع جميع القبائل الإيزيدية يتم خلال هذه المناسبة تقديم الهدايا للناس.

أفين زندا

شنكال ـ يتم الاحتفال بـ "جما" إحدى المناسبات والعادات القديمة والأساسية للمجتمع الإيزيدي في فصل الخريف بعد أن يقومون بجمع كل ثمارهم وطعامهم من الطبيعة يشاركون فاض منتجاتهم من خلال هذه المناسبة.

 

مكان مجاني للفرح والانسجام

جما هي إحدى المناسبات والعادات القديمة والأساسية للمجتمع الإيزيدي. يتم الاحتفال بهذه المناسبة في فصل الخريف. في الماضي، بدأ المجتمع في زراعة وتربية الحيوانات مع حلول فصل الربيع، وحتى أشهر الخريف التي دفعوا فيها مقابل عملهم من أجل الطبيعة، يقومون بجمع كل ثمارهم وطعامهم من الطبيعة. وفي الخريف، اعتادوا على مشاركة فائض منتجاتهم من خلال هذه المناسبة. جما تعني الاتفاق. اجتمعت جميع القبائل الإيزيدية في هذه المناسبة، وقضوا أوقاتاً جيدة معاً وجعلوا قبابهم تبدو زاهية وجميلة. منذ التاريخ إلى يومنا هذا، تستمر هذه الثقافة.

 

الناس المنسجمين مع واقعهم

كل شخص يقدم هداياه وبركاته حسب أوضاعه ويمنحها بركة للناس. يمنحون الهدايا "للمجاورين" والمجاورون هم الأشخاص الذين يخدمون القباب، وخلال العام يستقبلون الأشخاص الذين يأتون لزيارة القبة والاستماع إلى أمانيهم. وهم يخدمون أيضاً القبة والمقابر. عندما يموت شخص ما، فإنهم يساعدون أسرهم. يقفون معهم بالمعنى الأخلاقي ويساعدونهم. من أجل هذه الخدمة المقدسة التي قدموها في العام، يباركهم المجتمع أيضاً، ويقدم الآخرون ما في وسعهم من القمح والتين والفول والعدس والجوز والقمح والملابس، وكل ما في وسعهم إلى بيت المجاورين.

 

يفعلون ذلك بكل سرور لأن لهم مكانة خاصة في المجتمع الإيزيدي وهناك قول مأثور عن عملهم يقول:

"دعونا نمدح أولئك الأشخاص والملائكة

هم مميزون داخل القبة

بقوتهم صار نور الصباح

بقوتهم، خرج نور الصباح الباكر

طوبى لمن يقف على حقيقته كل يوم".

 

رمز قبة عمادين

كل قبة لها رمز، بعضها ثعابين، وبعضها غزال، ورمز قبة عمادين هو الديك، لذلك لا يأكل شيوخ عمادين لحم الديوك. وبحسب معتقداتهم فإن الديك يدعو إلى شروق الشمس لذلك لا يجب قتله وأكل لحومه. في الوقت نفسه، لا يمكن لمن يتخذ من الشيخ عمادين أخاه في الآخرة لا يجوز له أكل لحم الديوك لذلك تحول الديك إلى رمز للقبة.

قبة عمادين، مثل بقية القباب، ليست كبيرة جداً، فهي تتكون من غرفة ويعلوها رمز لأشعة الشمس. بجانب كل قبة تعرف باسم حامي القبة. عندما يذهب شخص ما لزيارة الضريح، يجب عليه أولاً وقبل كل شيء تقبيل جانب الباب والمرور دون أن يدوس عليه، فهذه طريقة لإظهار الاحترام. في شنكال، لا يزال هناك العديد من كبار السن الذين لا يدوسون عتبة الأبواب عندما يدخلون أي منزل، وبهذه الطريقة يظهرون احترامهم لأفراد الأسرة وأصحاب المنزل.

 

"ندعو من أجل تحقيق امنياتنا"

بري هو قطعة قماش ملونة ترمز إلى الطبيعة. كل إيزيدي يذهب إلى القباب المقدسة يربط عقدة أمل. أي أن يربط (بري) وتدعو وتتمنى تحقيق أمنتيها، والشخص الذي يأتي إلى هناك، وقبل أن يتلو أمانيه، فإنه يفك عقدة شخص ما أولاً. وهذا يعني أيضاً أن رغبة ذلك الشخص ستتحقق. يتجلى صدق المجتمع الإيزيدي في كل آمالهم وأمانيهم.

مثلما توجد ملائكة (بري) في كل قبة، يوجد أيضاً تل في أعلى كل قبة. يسمى هليل، وهو يحدد ألوان الطبيعة ويمكن تفسيرها على أنها راية المجتمع الإيزيدي.

 

يوجد غرفة صغيرة في القبة

يوجد غرفة صغير في القبة. باب تلك الغرفة صغير، من أجل أن ينحني كل شخص يأتي إلى هناك، للنور المضاء في الغرفة المظلمة ويظهر لها احترامه. تسمى غرفة السراج، فقط هناك يتم إشعال المصباح، يضيء الشخص المصباح لنفسه ويطلب رغباته، إذا فعل شيئاً سيئاً، فهو يواجه ضميره هناك ويعد ببناء شخصية جيدة. هناك 7 أحجار مستديرة على شكل الكون في الغرفة، عندما يضع الشخص تلك الحجارة ثلاث مرات فوق بعضها بيد واحدة فقط، فهذا يعني أن أمنياته ستتحقق.

 

بري وهليل هي عقدة الأمنيات

في كل عام يتم تجديد الـ "البري" وهليل، قبل تغييرها يقول أهل بيت "المجاور" بفتح جميع عقد الأمنيات، ويخفونها في الجبال. عند إحضار "بري" الجديدة يتمم تطهيريها في مياه الينابيع البيضاء (زمزم). عندما يتم إحضارها، ينتظرها الجميع ويقبلها ويكافئها. بعد أن يتم أخذها إلى القبة، يتم بنفس الطريقة إحضار وتغيير الهليل، وبالتالي يتم تجديد القبة وتجميلها وسط مظاهر الفرح والسرور.

 

عجينة الأمنيات... عادات وتقاليد قديمة

يتم تجديد بري والهليل كل عام، ولكن يتم تجديد القبة وتلوينها بالكلس كل بضع سنوات. يتم تحضير كل حفنة من الكلس بالصلوات وتلاوة الأسرار والطقوس، ويمر بين أيدي العشرات من الخدم، مما يعني أن الجميع من الكبار والصغار مستعدون لخدمة معتقداتهم المقدسة، ويتم التحضير بكثير من الحب وبكثير من التمهل والصبر. لقد قلت الكثير من الصبر، لأنه إذا كان السبب هو فقط تزيين القبة، فيمكنهم جعل القبة جميلة في يوم واحد، ولكن، الأمر ليس كذلك، فمجاورو (حراس) القبة ينتظرون كل الإيزيديين ليأتوا للمشاركة في عيد جما، لأن كل من يأتي يريد أن يتلو دعاءً، ويعد لنفسه عجيبة (حفنة من الكلس) ويلصقها بجدران القبة. يعتقد المجتمع اليزيدي أنه مع بواسطة ذلك الكلس، الذي يسمونه (العجينة)، فإنهم يتلون أمنياتهم للأعوام الأربعة والخمسة القادمة، ويتمنون تحقيق آمالهم.

 

أولاً من أجل 74 أمة ثم من أجلنا

العجينة تمثل آمال وأماني الأعوام الثلاثة أو الأربعة أو الخمسة القادمة، نحن نلصق أمانينا، لتبقى لمدة خمس سنوات، من أجل أن تتحقق تلك الأماني. عندما يقول "المجاور" بإعداد العجينة، ينادي بصوت عال "لمن هذه العجينة؟" فيجيب الحاضرون "لأمي، من أجل سلامتها، من أجل منزلنا، من أجل سلامة جميع الإيزيديين، من أجل السلام واستقرار العالم". فيجيب المجاور، إن عمادين يقبل دعواتكم ويتمنى لكم الخير والسلام، ومن ثم تتنقل العجينة من يد إلى يد حتى تغطي كامل جدران القبة.

https://1128498596.rsc.cdn77.org/video/02-10-2022-sengal.mp4