جائحة كورونا تحول صيدلانية إلى رسامة تشكيلية
لم تقف جائحة كورونا في طريق طموح وإرادة الشابة هيام سحويل ، فقد سعت جاهدة لمحاولة الخروج من الأزمة بأقل الخسائر الممكنة فتارة تجدها تصرف الأدوية للمرضى وتارة أخرى ترسم وجوههم المنهكة من الحياة
تحرير بني صخر
رام الله ـ لم تقف جائحة كورونا في طريق طموح وإرادة الشابة هيام سحويل (25 عاماً) من مدينة رام الله، فقد سعت جاهدة لمحاولة الخروج من الأزمة بأقل الخسائر الممكنة فتارة تجدها تصرف الأدوية للمرضى وتارة أخرى ترسم وجوههم المنهكة من الحياة.
مع انتشار وباء كورونا الذي بدأ من مدينة ووهان الصينية أواخر العام 2019 وانتقاله إلى دول مختلفة من العالم فرضت حالة الطوارئ في فلسطين مطلع آذار/مارس 2020، والتزمت هيام سحويل المنزل ما حال دون حصولها على مصدر دخل يعينها وعائلتها، الأمر الذي دفعها للاستفادة من موهبة الفن التشكيلي بشكل أكبر.
تقول هيام سحويل: "تعرفت على الرسم منذ الصغر، وتحديداً من حصص الرسم المدرسية، حيث كنت أشعر أن الرسم للأطفال من جيلي صعب جداً في حين أن الأمر كان أسهل بالنسبة لي، فكل الرسومات تكون طبق الأصل عن الصور التي تأتينا بها المعلمة وتكون جميلة جداً".
تضيف: "في العادة كانت الرسمة تستغرق من زملائي وقتاً طويلاً في حين تتطلب مني وقتاً أقصر، من هنا بدأت أشعر بتميز موهبتي وعملت على صقلها من خلال الممارسة".
تمكنت هيام سحويل في العشرينيات من عمرها بظل وباء كورونا من البدء بمشروعها الخاص الذي تضمن بيع حقائب ترسم عليها بشكل يدوي حسب رغبة الشخص، ففي الوقت الذي استطاعت فيه شراء ماكينة خياطة انطلقت بمشروع صنع حقائب قماش من الألف إلى الياء وبدأت بالترويج لها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
ترسم هيام سحويل بألوان الزيت والخشب والرصاص، كما أن لديها القدرة على رسم شخصيات بتفاصيلها الدقيقة في الكبر والشباب سواء على الخشب أو الزجاج، وأيضاً تعمل على رسم وتنسيق لوحات فنية للمنازل بناء على الطلب.
وتتميز الحقائب بأنه يمكن اختيار كل التفاصيل المتعلقة بها من لون وحجم وشكل بناء على رغبة الزبائن، وتقدم من خلال مشروعها حقائب صديقة للبيئة يمكن استخدامها للكتب، والملابس والخضروات، والحاسوب المحمول، والتي جاءت فكرتها من الغرب، كونهم لا يستهلكون الأكياس البلاستيكية حفاظا على البيئة.
صيدلانية أم رسامة
تدرس هيام سحويل الصيدلة في سنتها الأخيرة وتتدرب في إحدى الصيدليات في رام الله.
تقول: "أفضل العمل في مجال الرسم على الصيدلة كونه بعيد عن الروتين حيث تتعامل دوماً مع وجوه جديدة من كافة المناطق، أحب أن أمارس الرسم على مهنة الصيدلة".
تضيف: "لو كان لي الخيار سأختار الرسم وسأنمي موهبتي أكثر، مع ذلك لا يوجد خسارة في الحصول على الشهادة الجامعية أبداً".
بالرغم من سوء الوضع في ظل وباء كورونا، شاركت هيام سحويل في بازار الخريف في رام الله كأول مشاركة لها في المعارض حيث شهدت معروضاتها إقبالاً كبيراً.
واختتمت هيام سحويل حديثها بالتأكيد على أن: "الجميل في هذه الموهبة أن مجال التطور مفتوح، فقد بدأت بالرسم على اللوحات وأنا اليوم أرسم على الحقائب والخشب والزجاج وهو ما يجعلني فخورة بعملي، لدي طموح كبير وسأسعى لتحقيقه".