هل تستطيع المرأة بفنها أن تحطم جدران طالبان؟

كيف نجحت النساء الأفغانيات في مواجهة الصعوبات والتحدي بلوحاتهن الفنية، ولماذا تخاف طالبان من إقامة المعارض الفنية؟

بهاران لهيب

كابل ـ يعود تاريخ الفن في أفغانستان إلى ما قبل الميلاد، وقد اكتسبت العديد من الأعمال الفنية، بما في ذلك النحت والرسم والتلوين بأنماط مختلفة، والرقص الشعبي والموسيقى، وغيرها من الفنون، شعبية كبيرة بين الأفغان.

واجهت أفغانستان العديد من التقلبات عبر التاريخ، وقد أثرت هذه التطورات على قطاعات مختلفة من المجتمع، ولم يكن الفن بمنأى عن هذا الوضع، فقد ترك العديد من الرسامين والرسامات مساهمة قيمة في مجال الرسم والتصوير، فقبل أن تبدأ الحروب والنزاعات في أفغانستان، تم إنشاء مكان يسمى نيغارستان في كابل حيث تم الاحتفاظ بالآثار التاريخية تحت حماية الحكومة.

وفي عام 1992، تعرضت عدد من الأعمال للتدمير والنهب نتيجة الحرب الأهلية، ومع وصول طالبان الأول إلى السلطة، تعرض جزء آخر من الأعمال المتبقية للتدمير، لكن الموظفين المتفانين في المعرض تمكنوا من إنقاذ عدد من هذه الأعمال من السرقة والتدمير وحمايتها.

على مدى العشرين عامً الماضية، كان المعرض نشطًا ويزوره أشخاص محليون وأجانب، لكن في السنوات الثلاث الأخيرة، ومع عودة طالبان إلى السلطة، تم إغلاق هذا المكان ولم يعد يسمح لأحد بزيارته، ومن ناحية أخرى، اتجهت العديد من النساء والفتيات المحرومات من العمل والتعليم إلى الفن، حيث تصور أعمالهن الجرائم ضد المرأة والقمع ونضال المرأة الأفغانية، وأكدن "نريد من خلال فننا، أن نعبر عن رفضنا لحكم طالبان في العصور الوسطى".

وقبل أيام قليلة أقيم معرض للوحات والرسومات في إحدى المناطق الغربية من كابل من قبل مجموعة من النساء، ولكن للأسف، وكما هو الحال دائماً، قامت طالبان بإغلاق المعرض قبل أن يبدأ، حيث قالت فوزية نواب، إحدى منظمي المعرض "قررنا نحن النساء عرض لوحاتنا التي تعكس واقع مجتمع اليوم والقمع المستمر، ولكن قبل أن نتمكن من افتتاحه، حاصر عناصر من طالبان المكان في وقت مبكر من الصباح ولم يُسمح لنا، ولمنظمي المعرض بالدخول".

وأضافت "في اليوم السابق للمعرض، أحضرنا جميع أعمالنا إلى المكان الذي حددناه مسبقاً وقمنا بترتيب كل شيء، ولكن في يوم الافتتاح، كان المكان محاصراً بالكامل ولم يُسمح لأحد بالدخول".

من جانبها قالت وحيدة وفا "أرادوا تدمير لوحاتنا داخل القاعة، لكننا قاومنا ولم نسمح لهم بإلحاق الضرر بأعمالنا، لقد أعددنا هذه الأعمال بالكثير من الجهود وتخطي الكثير من المعوقات".

وقالتا "لقد أدركت طالبان أنه من خلال عرض لوحاتنا، فإننا سنكشف عن جرائمها، وما كان يحدث لنا نحن النساء تحت حكمها، وعندما ذهبنا لاستعادة أعمالنا التي أمضينا وقتاً طويلاً لإنهائها، لم يسمحوا لأحد أو لوسائل الإعلام بالاقتراب من الموقع، وكان همهم الوحيد إخفاء الأمر عن العالم الخارجي، لقد أحضرت طالبان معدات لقمع الرسامات اللواتي لم يكن تملكن سلاح سوى الفن".

وأضافتا أنه "بعد تقديم الأعمال التي قمنا بها نتيجة لجهودنا، كنا سعداء للغاية لقد انتصرنا مرة أخرى، حتى لو لم يسمحوا لنا بإقامة المعرض، لكننا أدركنا أن طالبان تخاف منا مرة أخرى، نحن النساء، وإذا تسلحنا وكان هناك مزيد من الوحدة بيننا، فنحن على يقين من أنهم سوف يلقون أسلحتهم خوفاً ويستسلمون".